رواية حكايتى مع صهيب بقلم منى عبدالعزيز
ان شفاها هيكون قريب أوي على ايده
العم قول ان شآء الله يا بني قادر ربنا يأخد بيدها ويشفيها ويطمن قلبي عليها وانت ترجع صهيب بتاع زمان
صهيب عمى بعد اذنك مضطر اقفل يدوب اللحق أجهز المسافة طويلة
العم حاضر يابني انا هقفل بس متتاخرش عليا
اغلق صهيب الهاتف ودلف للمرحاض يقف أمام المرآه بعد غسل وجهه بالماء عدة مرات يضغط على مغسلة الوجه يكاد يكسرها بيديه تنفس بقوة واكمل
صهيب انا رايح البلد ممنوع دخول حد مهما كان وخصوصا مدام جيداء مفهوم
فرد الأمن تحت امرك يافندم تؤمر بحاجه
تانيه
صهيب خلى بالك انت وزميلك وشدد الحراسة كويس فى كل شبر فى الجنينة وحوالين القصر وأي حاجة اتصل عليا
مهرولا في أروقة المشفي لايري امامه خلفه صديقيه يتخبط بمن حوله لا يلتف ليعتزر عقله يكاد يجن مما سمع وصديقه سليم خلفه يعتزر لهم وشهاب يحاول اللحاق به
يصل أمام غرفة العمليات يسند رأسه علي بابها يخبط الباب براسه مغمض العينين وقلبه يدق بسرعه من شدة ړعبة وما يتوقع سماعه يقترب صديقيه منه وهم يشفقان علي حالته ل يربتا علي كتفه
اهدي يا صهيب إن شاءالله هتكون بخير اطمن وتعال استريح شويه من وقت ما وصلنا وانت واقف
صهيب يهز راسه وهو لازال مسندها علي الباب الخارجي لغرفة العمليات وبأنفاس متقطعة
يارب يارب نجيهم يارب نجي ليا مراتي وابني
سليم مشفقا عليه يبتعد عنه واخرج هاتفة الذي لا يتوقف علي الرن ويبتعد عن المكان ويقوم بالرد على المتصل بعد معرفة هويته
صهيب
طمني يا
دكتور أريام
اخبارها ايه
الطبيب طبعا حضرتك عارف ان الحاډثة كانت صعبة جدا وو
الطبيب بحزن ادعلها الاربعه وعشرين ساعه يمروا علي خير
وان شاءالله في أمل تعيش
صهيب اختل توازنه كاد أن يسقط لولا يد صديقه الذي هرول اليه يسنده
الطبيب اهدي ياحضرت ياريت تستريح
صهيب پحده ابتعد عن سليم صديقة كمل ابني ومراتي فيهم ايه
الطبيب بتأثر اقترب منه حضرتك مؤمن بقضاء الله
صهيب بنفاذ صبر قول يادكتور من غير كلام كتير
الطبيب للأسف المدام اتعرضت لحاډث شديد ادي لكسر في العمود الفقري وشرخ في الجمجمة والحوض وڼزيف فى المخ وللأسف الشديد الرحم تضرر وفقدنا الجنين واطرينا نشيله و قدرنا الحمد لله نوقف ڼزيف المخ لكن لازالت حالتها
صعبة جدا دلوقتي هتتنقل
العناية المركزة لو الأربعة وعشرين ساعه مروا بسلام يبق إن شآء الله في أمل تعيش ونتأكد من حجم الضرر بالمخ
ليلتفوا جميعا علي صوت سقوط احد علي الارض
ليسرع صهيب وسليم إليه
صهيب
عمي عمي يضرب علي وجنته بلطف بسرعه يا دكتور إنت واقف كده ليه شوف عمي حصله إيه
سليم
إهدي يا صهيب ابعد شويه ندخله اوضه الكشف
صهيب يترك عمه ممد علي الارض ويقف بسرعه مهرولا فور رؤية خروج الممرضين من غرفة العمليات يجذبون سرير زوجته وهي مربطه ببعض الأجهزة
صهيب وقف مكانه لم يقوي علي التحرك يري زوجته عشقه الوحيد حب طفولته ومراهقتة وشبابه ممددة علي فراش متصل بها أجهزة كثيرة وجهها لا يري من لفافات الشاش الابيض الملوث ببعض قطرات الډماء الظاهرة بوضوح
كلما ابتعدوا بزوجته كلما تدفقت علي ذاكرته ما حدث قبل عدة ساعات
يفيق من نومه علي يد ناعمه تتلمس وجهه تداعب شعيرات لحيته الصغيرة بحركة يعشقها هو ليفتح عيناه وعلي وجهه ابتسامه
صهيب يجذبها اليه قد الحركات دي
ليعلو صوت ضحكاتها وتومي براسها اعمل ايه بصحي فيك من بدري مش بتصحى
صهيب امم ومن أمته بتصحي بدري كده اكيد في سبب قوي
أريام ابدا مش جايلي نوم وحاسه بتعب
صهيب يرفع نفسه سريعا مالك يا قلبي ايه تعبك
اريام بابتسامه فهي دائما تري خوفه وهلعه عليها فتذيد من تدللها عليه لتوصل الي مرادها
متقلقيش يا قلبي دي حاجه طبيعية الفترة دي انت ناسي أنا في السابع
صهيب تلمس بطنها بحب حببتي هتصل بالدكتور يجي يطمني عليكي
أريام حبيبي متقلقش كده انا كويسه خالص بس تعبت واتخنقت من القاعدة في البيت عوزة اخرج واغير جو
صهيب اوعدك اول ما ارجع من البلد هاخد إجازة نقضيها في أى مكان تحبيه
اريام صهيب أنا عوزة اخرج مع صاحباتي بقالي كتير مخرجتش معاهم ولا اتكلمنا محتاجه احس بالخصوصية شويه من وقت الحمل وانا يا اما
نايمه علي السرير يا في المستشفى أنا تعبت وزهقت عوزة أرجع احس بالحيوية من وقت ما حملت وانا مقيدة
زهقت وقرفت من الأدوية والنوم كل حاجه عشان الحمل يثبت خالي بالك الحركة غلط لا مافيش خروج اي حركه غلط عليكم فين أنا من ده كله خۏفك كله علي ولي العهد من قبل ما يجي وانا مقيدة كده امال بعد ما يجي للدنيا هيعمل فيا ايه انا حاسة اني ھموت من الحبسة دي
صهيب اختفت ابتسامته وظهر الحزن علي وجهه
انا خاېف عليكي انتي ناسيه الدكتور قال ايه علي خطۏرة اي حركه علي صحتك ودي اخر فرصه ممكن تحملي فيها نسيتي الموانع ال اخدتيها من نفسك هي ال كانت السبب قلتلك كتير تستشيري دكتور وتاخدي اي وسيله غير الحبوب رفضتي وعندتي وقلتي صحبتك بتاخد نفس النوع أنا كمان تعبت
مش قادر المسک سبع شهور من وقت العملية وانا متحمل من خۏفي عليكي
أريام يوه نفس الكلام اعمل ايه انا كنت لسه في الجامعة مكنش ينفع ابدا احمل وانا بدرس وكمان
كنت لسه صغيرة عوزة اعيش وأخرج واسافر مش اتربط بولاد وانا بالسن ده لتنظر لعين صهيب بعينها المغروة بالدموع كنت عوزة نعيش اجمل ايامنا أنا وانت وبس اهتمامي ليك وبس عيوني متشوفش غيرك اكون ملكك وليك طول الوقت مافيش حد يبعدك عني زي دلوقتي مش قادر تلمسني أنا تعبت من الوضع ده بعدك عني عشان الحمل بيجنني
صهيب يجذيها داخل أحضانه يربت علي ظهرها بيده
متزعليش نفسك بلاش دموعك دي حاضر هعملك كل ال نفسك فيه هخرجك ونتفسح ونروح كل مكان تقولي عليه
أريام عوزة اخرج مع شروت وميمي بقالنا كتير مخرجناش مع بعض هنلف علي المحلات ونشتري حجات للبيبي
صهيب كاد أن يعترض
أريام اقتربت منه تنظر له بنظرتها التي تأثره ترجوه