الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غرام رواية كاملة بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 34 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

حبيبي
جذبها فوقعت جواره
همس من أذنها
مش عايز أي حاجة غيرك أنتي
وتبع القول فعلا وكان للعشق سطوة لن يستطع المحبين مواجهتها سرعان تنجرف القلوب داخل عاصفة من المشاعر الحارة 
تجتمع عائلة الشريف حول المائدة لاحظت منيرة غياب زوجها الذي لم يأت منذ الأمس و كذلك ابنها يوسف 
ماتعرفش حاجة عن باباك وأخوك 
ابتلع نور ما بفمه فاخبرها
بابا قالي أنه هيبات في الشركة سهران علي مراجعة شوية أوراق و يوسف مشي بدري إمبارح وجه علي هنا هتلاقيه في أوضته نايم لسه
صباح الخير
أطلق يوسف الذي ظهر للتو تحية الصباح نظرت إليه والدته
صباح النور لما أنت كنت هنا إمبارح من بدري ما نزلتش اتعشيت معانا ليه
جلس علي كرسي المائدة وأخبرها باقتضاب
تعبان شوية
حدقت إليه بدهاء وسألته بمكر
و هو فيه واحد المفروض خطوبته بعد أسبوع يبقي قاعد مكشر وزعلان كده
تركت كاميليا الشوك والسکين
ابتسمت وتابعت
مين دي يا چو اللي قدرت توقعك وتقنعك بالخطوبة والجواز
عقب زوجها ساخرا
يمكن اتغاظ من رامي صاحبه اللي خطب البنت السكرتيرة اللي اسمها غرام
طيف ابتسامة علي شفتيها يتضح النصر في عينيها سرعان اخفت البسمة والنظرة
رامي وغرام مين دول جمب أخوك يوسف وماهي بنت الحسب والنسب وجميلة وشيك
عن إذنكم
نهض يوسف فجأة دون تعليق وترك كل ما يقال خلف ظهره يكفي ما يشعر به من نيران الغيرة والڠضب لاسيما ذكر شقيقه لإعلان خطوبة صاحبه علي الفتاة الوحيدة التي أحبها بصدق أجل اختطفت قلبه من أول نظرة دون الاكتراث إلي الفروق التي بينهما فهي مختلفة عن الفتيات اللاتي تعارف عليهن من قبل هي التي في حضورها يصبح عقله غائب وفؤاده في حرم عشقها أسير 
و لدي غرام كانت في نوبة من البكاء أقل وصف لما تشعر به منذ البارحة هو الاحتراق تحترق من الداخل كانت تنكر كل مشاعرها حقا حتي ظهرت عندما تلاقت عينيها بخاصته و كليهما يسمع خبر الخطبة رغما أن الخبر الخاص بها زائف فكان السؤال الذي دار بينهما بلغة العيون الأمس هو لماذا لماذا تفرقنا قبل أن نجتمع لماذا وأد الحب قبل أن يعترف كل منهما إلي الأخر!
اقتربت أحلام وجلست جوارها قامت غرام سريعا بتجفيف دمعها 
لسه برضو مش عايزه تقولي مالك عياطك ده بيقول أن ورا دموعك راجل مين ده بقي اللي قدر يخلي غرام بنت عبدالرحمن المصري اللي عمرها ما اعترفت بحاجة اسمها حب قدر هو وخلاها تحبه
معلش يا أحلام مش قادرة أتكلم أنا قايمة ألبس وهامشي لأتأخر علي الشغل
أوقفتها شقيقتها بسؤال اهتز له قلبها
أنتي حبيتي الجدع اللي اسمه يوسف
هنا لن تتحمل واڼهارت كل حصونها فاطلقت العنان لعبراتها من جديد تخبرها بحقيقة لم تكن تتوقع الاعتراف بها يوما
أنا بحب يوسف يا أحلام
الفصل الخامس عشر
يوم تلو الأخر ويبقي الحال كما كان لدي غرام كانت تتهرب من مواجهة يوسف الذي تعمد إظهار معاملته الجافة والقاسېة لها بينما رامي أفعاله كانت النقيض لصاحبه يغدق عليها بالحديث المعسول والهدايا والاهتمام بها و عن حال أسرتها كما اقترب من والدتها التي احبته وأخذت تعدد من صفاته الحسنة الزائفة و لدي يوسف منذ أن علمت ماهي من السيدة منيرة أنه تم تحديد موعد الحفل وسيقام في حديقة الفيلا لديهم تهلهلت اساريرها وباتت تحلم بتلك اللحظة بل كانت تتمني انه يكون حفل زفاف و ليس خطبة 
وقد جاء هذا اليوم وسبقه وصول بطاقات الدعوة للجميع وخاصة لموظفين الشركة علي رأسهم غرام ظلت ليلة البارحة تبكي من فرط اختناق قلبها الذي تعلق بحب يوسف وبعد تفكير قررت أن تذهب برفقة رامي الذي اتفق معها سينتظرها أمام
منزلها وتذهب معه إلي الحفل 
تقف للتو أمام المرآة تطلى شفتيها بقلم الحمرة بلون الأحمر القاني انتهت ووضعت القلم علي الطاولة ذات اللوح الزجاجي المنقسم إلي نصفين تبتعد خطوة إلي الوراء لترى ثوبها الأسود الفاخر الذي اشترته صباحا من أجل ذلك الحفل خصيصا ثوبا منسوج
من الدانتيل والمزدان بفصوص من الكريستال ضبطت وشاحها الأبيض الحريري وأصبحت في أجمل طلة سوف تجذب جميع الأنظار تلك الليلة وأولهم عيون الذي جعلها النوم يجافيها الليالي الماضية 
صدح رنين هاتفها وكان المتصل رامي ينتظرها داخل سيارته أمام المنزل تناولت حقيبتها وذهبت بعد أن تحلت بالقوة والكبرياء 
كان ينظر نحو
باب فناء منزلها من حين إلي الآخر حتي ظهرت كالحورية التي خرجت من داخل كتاب أساطير لم يصدق عينيه هبط سريعا من سيارته أطلق صفيرا بأعجاب باهر
كنت متأكد أنك مخبية الجمال ده كله وأهو جه اليوم اللي شوفت فيه أجمل حورية شافتها عينيا
حدقت بامتعاض دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه مما جعله توقف عن الابتسام فتحت باب السيارة
يلا عشان ما نتأخرش
ډفن غضبه من معاملتها الباردة حتي لا يفسد الأجواء بينهما في تلك الليلة لديه هدفان من حضوره هذا الحفل الأول يثبت إلي صاحبه انه ظفر بالصيد خاصته والهدف الأخر ينتظره هناك لكن هناك مشاعر خفية تجول داخل صدره وقلبه كان يخشاها دوما 
جلس علي كرسي القيادة وينظر لها في صمت ثم نظر إلي أمامه وبدأ القيادة 
و هنا في حديقة فيلا الشريف تصدح الموسيقي في كل الأرجاء زينة وإضاءة تبهر المدعوين الجالسين حول كل مائدة ترحب منيرة بكل ضيف والسعادة تتراقص داخل عينيها تشرف علي المأكولات والحلوى
كله تمام يا شيف
أومأ لها الطاهي
كله تمام زي ما حضرتك أمرتي
ألتفت فوجدت صديقتها راندا والدة ماهي
إيه الجمال والعظمة ديه يا منيرة بجد تسلم إيديكي
اعتلى الفخر محياها
أومال كنتي فاكرة إيه يا رورو هو أنا عندي أغلي من چو وماهي وكلها شهر وهايكون الفرح
نظرت الأخرى نحو العروسين وعقبت
شايفة حلويين أوي ربنا يسعدهم حبايب قلبي
كان يوسف يجلس كمن يؤدي واجب العزاء جواره ماهي تتلقي التهنئة من المعارف والأصدقاء اقتربت نحوه بعد أن لاحظت صمته
مالك يا چو إيه اللي مزعلك يا حبيبي ده النهاردة أحلي يوم في حياتنا المفروض تكون فرحان ونقوم نرقص كمان
أطلق زفرة دالة عن نفاذ صبره علي هذا الوضع الذي يتحمله بشق الأنفس انتبه إلي نداء ماهي المتكرر له فكاد يلتفت إليها وإذا حدث ما استحوذ علي كامل انتباهه و سحر بصره ولجت غرام بجمالها الباهي رغم عدم امتلاكها للجمال الفاتن لكن لديها جمالها الخاص بها اظهرته ببعض مستحضرات التجميل البسيطة وثوب فاخر أكمل طلتها الجذابة 
لحظات وظهر من خلفها رامي أمسك يدها ووضعها علي ساعده نظرت غرام له بحنق واخبرته من بين أسنانها وتجذب يدها
لو تاني هخليك ټندم
وعينيه صوب صاحبه تظاهر أنه يهمس لها بكلمات من الحب والغزل لكنه كان يجيب علي ټهديدها
ماتنسيش إن أنا خطيبك و لا خاېفة علي مشاعر البيه
أولا خليك في حالك ثانيا بقي لسه مابقتش خطيبي رسمي يعني ممكن أقولك كل شئ قسمة ونصيب
رفع جانب شفتيه بابتسامة تخفي خلفها أقبح وجه غاضب وحاقد لو رأته علي حقيقته لولت بالفرار من أمامه
يلا نروح نهني چو وخطيبته
تعمد إشعال مراجلها وتركها يتقدمها بخطوة ذهب لمصافحة صاحبه نظر يوسف إليه بصمت يعلم الأخر ما يوجد خلف هذا الهدوء المريب صافح ماهي أيضا وجاء دور غرام دون أن تمد
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 40 صفحات