روايه مريم
ترجع إن شاء الله هتستلم مكانها تاني و أنا هبقي أرجع لمكاني.
أومأ مراد بتفهم ثم قال
طيب . من فضلك بقي بلغي عثمان بيه إننا عاوزين نقابله.
طيب معلش بس ممكن تقولي إسم حضرتك !
مراد بفتور
مراد . مراد أبو المجد و هالة البحيري.
أومأت السكرتيرة رأسها ثم رفعت سماعة الهاتف و إنتظرت لثوان ..
ألو مستر عثمان ! .. في واحد قدامي هنا طالب يقابل حضرتك و معاه أنسة .. مراد أبو المجد و هالة البحيري .. حاضر . حاضر يافندم !
إتفضلوا مستر عثمان منتظركوا جوا.
كان عثمان يجلس منهمكا في عمله و كان يرتدي نظارته الطبية التي يتخذها فقط حين يشعر بالتعب أو الصداع ..
عندما دخل مراد و معه هالة ... قام ليستقبلهما ..
أهلا أهلا . و أنا أقول الشركة نورت ليه
مراد بغبطة ساخرة
يا لهوي يا صاحبي أول مرة تستقبلني بحرارة كده !
مش ليك ياخويا . الإستقبال الخصوصي ده لبنت عمي الجميلة .. و إقترب من هالة و صافحها و قبلها من وجنتيها ثم تساءل
يا تري بقي إيه سبب زيارتك ليا و لأول مرة في شركتي يا بنت عمي
هالة و هي ترمقه بحب شديد
أولا وحشتني فقلت
أجي أشوفك !
ضحك عثمان بخفة ثم طوق خصرها بذراعه و قال و هو يأخذها بإتجاه الصالون الأنيق بالمنتصف
هالة و هي تجلس معه فوق الآريكة
ثانيا بقي في موضوع مهم كنت عايزة أتكلم معاك فيه.
عثمان رافعا حاجبيه بدهشة
موضوع مهم عايزة تكلميني فيه و جايبة معاكي مراد ! ده إللي هو إزاي ده !
مراد و قد تلاشت إبتسامته
يا أخي حسن أخلاقك بقي . طب إنصفني قدام بنت عمك حتي !
عثمان بسأم
يا عثمان خليك معايا .. قالتها هالة و هي تدير وجهه بيدها ليرد عثمان بتركيز
معاكي أهو يا حبيبتي . خير ! إيه هو الموضوع
هالة و قد جذبتها نظارته التي زادته وسامة
حلوة أوي النضارة دي عليك !
عثمان بإبتسامة و هو ينزع النظارة عن عينيه
شكرا يا حبيبتي . دي بلبسها في حالات معينة ماتقلقيش يعني نظري سليم لسا ماضعفش.
لتتكلم هالة أخيرا
صالح يا عثمان.
عثمان بإستغراب
ماله صالح يا هالة !
في الخارج ... تجلس السكرتيرة علي مكتب سمر تعمل بجهد متواصل و لكنها تشعر بالملل
فقد إشتاقت لممارسة وظيفتها الأساسية و تلك الوظيفة سخيفة جدا من وجهة نظرها خاصة و أن المدير متقلب المزاج بصورة مقيتة ..
صباح الخير !
إنتبهت السكرتيرة للصوت فرفعت وجهها ..
سمر !
يتبع ...
19
تسوية !
صامتة شاردة شاحبة مكتئبة ... هكذا أصبحت صفية منذ واقعة إنفصالها عن صالح
فقدت شهيتها تدريجيا و جهلت بعد ذلك معني الحياة ..
إذ إكتشفت أنه كان يمثل لها هذا المعني بالضبط هو وحده لا أحد غيره و لكنها هي من تغافلت عن تلك الحقيقة و لطالما عاملته ببرود
لم تكن تدر أن حالتها ستسوء بهذا الشكل إذا تفارقا ذات يوم بل لم تكن تدر أنها تحمل له كل هذا الحب بداخلها .. لم يخطر ببالها أبدا !!
يا تري ممكن أدخل ! .. قالها يحيى و هو يقف علي عتبة باب غرفتها من الخارج بينما عادت صفية إلي أرض الواقع و إنتبهت لوالدها
بابي ! .. تمتمت بشئ من التوتر ثم قالت بإبتسامة
أه طبعا إتفضل . إدخل يا بابي من فضلك.
إبتسم يحيى هو يلج بخطواته الوقورة المتزنة ثم قال و هو يجلس علي طرف الفراش بجانبها
أنا هسافر إنهاردة . طيارتي بعد 3 ساعات . قلت أجي أشوفك و أطمن عليكي قبل ما أمشي.
حبيبي ربنا يخليك ليا و ترجعلنا بالسلامة يا رب.
إستشف يحيى الكآبة في نبرة صوتها رغم محاولاتها لإخفاء ذلك .. ضيق عينيه و هو ينظر لها بتركيز ثم قال بهدوء
صافي .. مالك يا حبيبتي إيه إللي مضايقك !
صفية بإبتسامة مرتبكة
مافيش حاجة يا بابي . مافيش حاجة مضايقاني . مش عارفة ليه كلكوا فاكرين إني مضايقة اليومين دول . أنا كويسة و الله !
شكلك مش بيقول كده يا حبيبتي . قوليلي لو في حاجة . أنا أبوكي و أكتر واحد في الدنيا يهمه أمرك . أصلا ماعنديش في الدنيا أغلي منك.
صفية و هي تميل برأسها علي صدره و تلف ذراعيها حول وسطه
يا حبيبي يا بابي .. أنا عارفة ده طبعا . و صدقني مافيش حاجة . لو كان فيه أنا ليا مين غيرك يعني ألجأ له
يحيى بحيرة
أومال مالك بس أحوالك مش عجباني . و أمك شكلها عارفة حاجة و مش عايزة تقولي !
يا بابي صدقني مافيش حاجة .. إطمن.
يحيى بإلحاح
أنا مش عايز أسافر و أنا حاسس إن
في مشاكل بتحصل من ورا ضهري . ماينفعش تخبوا عني يا صافي.
يا حبيبي محدش يقدر يعمل حاجة من ورا ضهرك و إحنا مانقدرش نخبي عنك أي حاجة.
تنهد يحيى مستسلما لكنه ألقي بأخر كارت كمحاولة يائسة لإستمالتها
طيب . مافيش مشكلة بينك و بين صالح مثلا !
صفية و قد فشلت في إجلاء الحزن عن صوتها
ليه بتقول كده
هز يحيى كتفيه و قال
يعني . مجرد تخمين .. و بعدين إنتي بقالك فترة مش بتروحيله المستشفي ! حصل حاجة بينكوا
صفية بشئ من التردد
في مشكلة صغيرة . بس حضرتك عارف إحنا مش بنقدر نبعد عن بعض كتير .. و دايما هو إللي بيبدأ و بيصالحني.
عملك إيه طيب .. تساءل يحيى بحدة لتجيبه صفية بسرعة و لطف
لأ يا بابي صالح ماعملش حاجة خالص .. هو بس مضايق من إللي حصله . حالته النفسية مدمرة و أنا مقدرة وضعه و زعلانة عشانه أووي . يمكن هو ده إللي مضايقني بالشكل ده.
تنفس يحيى بعمق ثم قال بصلابة
عموما أنا عايزك تعرفي إنك إنتي بس إلي تهميني وسط كل إللي بيحصل ده . و أنا مش عايزك تيجي علي نفسك و يبقي حالك كده . نفسيته مدمرة علي عينا و راسنا بس مايسوقش فيها و يحسسنا إن إحنا إللي وزينا عليه و فرحانين بإللي حصله .. ثم أكمل بتحذير
إسمعي يا صفية . إنتي مش مضطرة خالص تستحملي من صالح إللي بستحمله أنا و أخوكي من عمك . و إذا كان إللي إنتي فيه ده بسببه يبقي نفضها سيرة من دلوقتي أحسن و كل واحد يروح لحاله.
لأ .. صاحت صفية بهلع ثم إبتعدت عنه و أردفت
أنا ماشتكتش و مش عايزة و لا بفكر أسيب صالح يا بابي . أنا بحبه و بعدين لازم إستحمله . هو بيمر بأزمه مش سهلة.
يحيى بضيق
أنا مستحمل من يوم الحاډثة عشانك . عشان أحافظ علي علاقتكوا . بس لو هو مش هامه حاجة زي دي يبقي مايستهلش تسألي فيه أصلا .. فوقي يا بنتي . ده إنتي بنت يحيى البحيري . يعني كل رجالة البلد و أنضفهم يتمنوا التراب إللي بتمشي عليه.
صفية بإصرار غاضب
بس أنا بحب صالح .