روايه مريم
إللي عايشة في قلبي.
فريال بإبتسامة
عارفة يا حبيبي . و واثقة من كده جدا ... ثم قالت و هي تبتعد عنه قليلا
يلا بقي . يلا عشان ماتتأخرش علي طيارتك.
يحيى بنصف عين
ممم شكلك زهقتي مني و عايزة تزحلقيني.
فريال بضحك
أنا ! الله يسامحك . طب تصدق أنا غلطانة . خلاص خليك و بلاش سفر يا يحيى.
لا لا لا إنتي صدقتي و لا إيه كده يتخرب بيتنا يا حبيبتي.
هياخد طبعا يا حبيبتي .. ثم أكمل و هو يمسك بيدها
طيب يلا . يلا عشان تودعيني تحت.
فريال و هي تسحب يدها من يده بقوة
لأ . مابحبش الوداع .. أنا خلاص سلمت عليك !
في منزل سمر ... زاد شعورها بالإعياء خاصة عقب ذهابه
فلازمت فراشها مستسلمة لأفكارها و هواجسها و لكنه هو .. كان أكبر هاجس يطاردها ..
لكنها أسرعت بالإجابة عندما لمحت إسم الطبيب المشرف علي علاج ملك ..
ألو !
ردت بصوت مهزوز من القلق ليأتي صوت الطرف الأخر
ألو أنسة سمر معايا !
أيوه يا دكتور أنا معاك ! خير في حاجة ملك حصلها حاجة
لأ إطمني حضرتك هي بخير مافيهاش
حاجة.
سمر و هي تزفر بإرتياح
الحمدلله ! طيب خير حضرتك عاوز مني حاجة !
إتفضل يا دكتور !
مصاريف العلاج يا أنسة سمر . بقالها يومين محدش جه دفعهم . لعل المانع خير !
سمر پصدمة كبيرة
المصاريف بقالها يومين .. محدش دفعهم !
أيوه يا أنسة . أنا لما فات أول يوم و محدش جه قلت جايز حصلت ظروف . بس إمبارح لا حد جه و لا حد إتصل فإضطريت أكلم حضرتك دلوقتي.
أيوه يا دكتور !
حضرتك عارفة إن المبلغ مش قليل . و لو الفلوس ماجتش إنهاردة هيبقي تالت يوم و كده أنا آسف هضطر أخرج أختك من الحضانة و لازم حضرتك تيجي تاخديها بعد شوية إلا إذا جيتي و جبتي الفلوس معاكي و دفعتي التلاتيام مع بعض.
تقلص وجهها پألم شديد لتهطل من عيناها الدموع ..
لقد فعلها .. لقد تعمد فعل ذلك ليثبت لها أنها بحاجة له
ماذا ستفعل الآن .. و هي لا تملك فلسا !
أيعقل ... أيعقل أن تتحقق مشيئته و .. و تذهب له !
و قبل الميعاد أيضا !!!!!
في قصر آلبحيري ... تحديدا بالأسفل داخل الكراچ
تدخل هالة هي و السائق المسن و يمشيا في إتجاه صف السيارات الخاصة بالعائلة ..
إنت عارف شركة عثمان بيه صح يا عم جابر !
عارفها يا ست هالة و هوديكي علي عيني.
هالة بإبتسامتها رقيقة
تسلم عنيك يا عم جابر .. طب يلا بقي شوف هتوديني بعربية مين !
هوديكي بعربية يحيى باشا القديمة . أنا لما حد هنا بيعوزني أوصله في حتة بطلع بيه بعربية يحيى باشا القديمة . دي أوامره.
أومأت هالة بعفوية و هي تقول
أووك يا عم جابر . يلا بينا بقي.
صباح الخير ! .. قالها مراد الذي آتي فجأة من خلف هالة لتلفت له و ترد بإبتسامة
صباح النور . إزيك يا مراد !
الحمدلله تمام يا هالة . إيه إنتي رايحة لعثمان و لا إيه
هالة و هي ترفع خصلة نزلت علي عينها
أه فعلا . رايحاله !
أحس أنها شعرت ببعض التوتر فقال بتهذيب
أنا آسف بس أنا كنت هنا و سمعتك ڠصب عني و إنتي بتقولي رايحاله.
هالة بإبتسامة مرتبكة
و لا يهمك هو مش سر يعني.
طيب عموما أنا رايحله بردو . ممكن أخدك معايا لو تحبي !
هالة و قد تلاشت إبتسامتها الخفيفة
مش عايزة أتعبك.
مافيش تعب يا هالة بقولك رايحله.
لم تجد حجة تفلت بها منه ..
فإلتفتت للسائق و تمتمت بخفوت
خلاص يا عم جابر . مراد هايوديني !
جابر بإبتسامة
ماشي يا ست هالة . و أنا هاجي وراكوا عشان أبقي أرجع حضرتك.
و هنا تدخل مراد قائلا بصرامة هادئة
مافيش داعي يا عم جابر خليك مستريح . أنا هبقي أرجع هالة هانم بنفسي !
ترددت كثيرا و هي تفكر هذا ... و لكنه أخر أمل بالنسبة لها ما إذا أرادت الحفاظ علي شرفها ما إذا أرادت العيش بكرامة
أخذت سمر نفسا عميق و زفرته علي مهل ثم حسمت أمرها و توجهت بخطوات واسعة مضطربة نحو محل الجزارة المقابل لبيتها
تخطت عتبة المحل لتتفاجأ برؤية السيدة نعيمة زوجة المعلم رجب و والدة خميس ..
صباح الخير يا طنط ! .. حيتها سمر بشئ من الإرتباك بينما رفعت نعيمة بصرها عن بعض الدفاتر الحسابية و ردت و هي تنظر لسمر من أعلي إلي أسفل
أهلا ! إصباح النور
يا سمر . خير عايزه حاجة
سمر بوجه شاحب
كنت . كنت عايزة خميس في موضوع كده . هو مش موجود !
تنهدت نعيمة و هي ترمقها بغيظ ثم سألتها
و إنتي عايزة خميس في إيه قصدي يعني إيه الموضوع ده إللي عايزاه فيه
سمر بإبتسامة محرجة
و لا حاجة . مش حاجة مهمة يعني . خلاص أنا هبقي أجيله وقت تاني.
و كادت تخرج لتستوقفها نعيمة بحدة
إستني يا سمر !
تجمدت سمر بمكانها بينما قامت نعيمة من خلف المكتب البالي و مشت صوبها ..
وقفت أمامها مباشرة ثم بدأت بالكلام
إسمعيني كويس يا سمر . إنتي زي بنتي و يعلم ربنا إني بعزك إنتي و إخواتك . بكلمك جد مش بهزر.
سمر بإبتسامة لطيفة
شكرا يا طنط نعيمة . تسلمي يا رب . و إحنا كمان بنحبك أوي و الله.
بس لحد خميس إبني و مافيش بعده . و محدش هيجي عندي أغلي منه.
سمر و قد توترت من نبرتها التي تحولت فجأة
ربنا يخليهولك !
أمين . بس عشان إنتي زي بنتي زي ما قولتلك فهنصحك .. ثم أكملت و هي تنظر لها بحدة شديدة
إبعدي عن خميس . أحسنلك . مش هتنفعوا مع بعض . أديكي شوفتي بعينك خناقته مع أخوكي و أنا يا حبيبتي مش مستغنية عن إبني.
أومأت سمر و هي تقول بصعوبة بسبب الدموع المتحجرة بعيناها ترفض الخضوع
فهمت . ماتقلقيش يا طنط .. أنا مش عايزة أي حاجة من خميس . إنتي فهمتيني غلط.
نعيمة و هي تبتسم بسخرية
يا ريت أكون فهمت غلط.
إزدردت سمر ريقها الجاف أصلا و تمتمت
عن أذنك !
ثم مشت بسرعة من أمامها قبل حتي أن تسمع الرد ..
لتذهب بعد ذلك قرب الشاطئ حيث لا يوجد غيرها لتستسلم للإنهيار و البكاء هناك دون أن يراها أحد ..
في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة التابعة لعثمان البحيري ... تدخل هالة برفقة مراد و يصعدا معا لمكتب عثمان
تقف السكيرتيرة لدي ظهورهما و تلقي التحية برقة و بلباقة
صباح الخير يافندم . أي خدمة أقدر أقدمهالكوا !
مراد و هو يقطب بإستغراب
الله ! مش ده مكتب سمر بردو !
السكرتيرة بإبتسامة
أيوه حضرتك بالظبط ده مكتب سمر.
أومال هي فين طيب
سمر في إجازة مرضية بقالها يومين يافندم . لما