روايه مريم
صوت جلبة شديدة آتية من الخارج
يا ساتر يا رب .. قالتها زينب پخوف و أردفت
إيه الأصوات دي خناقة دي و لا إيه !!
سمر بتوجس
ماعرفش يا ماما زينب . تعالي نشوف !
و دخلتا معا إلي شقة ثم إلي الشرفة المطلة علي الشارع ..
خفق قلب سمر بقوة و جحظت عيناها بړعب و هي تري من مكانها عراك مشتعل قد نشب بين أخيها و بين خميس أمام محل الجزارة ..
بينما رد خميس پغضب شديد و هو يحاول الفكاك منه
إنت بتمد أيدك عليا ياض وديني لأكون فاتح كرشك الليلة دي.
و هنا دوي صوت السيدة زينب بصړاخ حاد
ولاآاا يا خمييييس . سيييبه يا وآاااااد . ما تلحقوا يا خلق حد يحوشهم عن بعض !
وصلت إلي أرض العراك و أسرعت إلي فادي
أمسكت بكتفه و هي تصرخ به
بس يا فادي . كفاية سيبه . بقولك سيبه !
و أخيرا أفلته فادي لكنه إلتفت إلي سمر و هو يصيح بإنفعال
إنتي إيه إللي نزلك إطلعي فووق.
سمر برفض قاطع
لأ مش طالعة . مش همشي من هنا إلا بيك فاهم !
فادي پغضب شديد
ده إنت إللي مش هيحصلك طيب يا روح أمك .. قالها خميس و هو يعود من داخل المحل پسكين ضخم حاد النصل
كانت ملامحه تنطق بالشړ المطلق و هو يتجه نحو فادي مشهرا السلاح بوجهه ..
إن ما خلصت عليك . مابقاش أنا خميس إبن المعلم رجب !
و هم بتسديد أول طعڼة عڼيفة له ..
إلا أن فادي كان حاضر الذهن و لم يذل أمامه لثانية واحدة بل أنه تفادي طعنته بمهارة متناولا يده من الهواء ثم لوي معصمه في محاولة لدرأ الخطړ بأقل خسائر ممكنة ..
بينما تحرك المشاهدين أخيرا و تدخل كبير المنطقة حائلا بين الشابين بحزم
بس . بس يآاااض إنت و هو كفاياكوا بقي . إيه مش عاملين إحترام لحد ! .. ثم إلتفت إلي الحشد الغفير مكملا بحدة
و إنتوا ياللي واقفين بتتفرجوا يلا مع السلامة إنفضوا من هنا . كل واحد يروح لحاله يلااا.
خلاص يا خميس . آسر الشړ و رجع السکينة دي مكانها أحسن و الله هيبقالي كلام تاني مع أبوك .. ثم توجه إلي فادي أيضا
و إنت يا فادي . يلا خد أختك و إتكل علي الله من هنا . إنت يابني عمرك ما كنت بتاع مشاكل . هنعتبرها ساعة شيطان بس مش عايز حاجة زي دي تتكرر تاني و الكلام ليكوا إنتوا الإتنين.
أخذها و دخلا إلي المنزل دون أن يلتفت ورائهكان في مزاج سيئ جدا حيث أنه تجاهل عمدا نداء السيدة زينب و تساؤلاتها و أكمل سيره بأخته حتي وصلا إلي الشقة ..
أغلق الباب بهدوء ثم إلتفت إليها ..
إرتاحتي إنتي دلوقتي .. تساءل فادي پغضب دفين لترد سمر
و هي لا زالت ترتجف من هول ما حدث بالأسفل
مش فاهمة ! .. ق صدك إ يه
تنهد فادي بإنهاك ثم قال ببغض متخليا عن عصبيته تماما
أنا خلاص هبطل أتكلم معاكي تاني في الموضوع ده . إنتي كبيرة كفاية و عارفة مصلحتك . بس خليكي عارفة إن سمعة أبوكي الله يرحمه لو بقت في الأرض بعد عمره ده كله إللي قضاه هنا هتبقي إنتي السبب يا سمر !
و حدجها بخبية أمل شديدة ثم إنصرف من أمامها و دخل إلي حجرته
بينما إرتمت سمر علي أقرب كرسي محاولة تهدئة أعصابها الثائرة متناسية حديث أخيها الفائت كله ..
لم تفكر حتي ما كان الذي يقصده بالضبط فقط واصلت العمل علي الإسترخاء التام
فما حدث منذ قليل لم يكن هينا بالنسبة لها أبدا ...
صباح يوم جديد ... في قصر آل بحيري
ينزل عثمان من غرفته ليقابل أمه الجميلة أثناء هبوط الدرج ..
فريال هانم ! .. قالها عثمان بلهجة مهذبة مفعمة إعجابا بجمال أمه المتزايد
فريال بإبتسامة رقيقة و هي تقترب منه
حبيبي . صباح الخير يا قلبي.
صباح النور .. و تناول يدها بكفيه و إنحني ليقبلها
إيه علي فين كده
علي الشركة جلالتك .. قالها بمرح هادئ و إنحني ثانية ليقبل يدها مرة أخري
فريال ضاحكة بخفة
آه منك يا بكاش إنت . دايما واكل بعقلي حلاوة.
عثمان بإطراء
مافيش حلويات في البيت ده كله غيرك يا فريال هانم.
و الله بكاش .. لكن ما علينا . إنت مبدر أوي كده ليه ده الساعة ستة و نص !
ورايا شوية شغل كده و كام حاجة مهمة . هروح أخلصهم بدري.
طيب مش تفطر الأول
هاخد أي حاجة في الشركة ماتقلقيش . يلا باي.
باي يا حبيبي .. و طبع عثمان قبلة خفيفة علي وجنتها ثم أكمل هبوط الدرج
وصل عثمان إلي مقر شركته بسهولة هذا الصباح بسبب ذهابه في وقت مبكر علي غير العادة ..
لم يكن هناك سوي أفراد الأمن و موظفين الإستقبال و عمال الطوابق
و لم يخطر بباله أبدا أن يجدها تجلس علي مكتبها في هذا الوقت ..
سمر ! .. تمتم عثمان بإستغراب
بينما لم تتحرك الأخيرة إنشا واحدا حيث ظلت عاكفة كما هي فوق دفاتر مكتبها و قد بدا عليها التعب بصورة واضحة
إقترب عثمان بحذر و هو يهتف بلهجة متوسطة
سمر .. سمر !
إنتفضت سمر لسماع صوته و تطلعت إليه فورا ..
حملق عثمان بدهشة في وجهها الذابل المرهق و عيناها الحمراوان ثم سألها بلطف
مالك يا سمر في حاجة إنتي تعبانة
إبتسمت سمر بجهد و أجابته
أنا كويسة يافندم . مافيش حاجة . شكرا علي سؤالك.
إيه إللي جابك بدري كده !
أنا مانمتش طول الليل أصلا حضرتك . كنت مشغولة علي ملك فإستنيت أول ما الفجر طلع و روحت أطمنت عليها . و بعدين خدت بعضي و جيت علي هنا.
أه . فهمت .. ثم قال بإبتسامة
أنا مش عايزك تقلقي عليها أوي كده . صدقيني قريب أوي هتبقي كويسة و هترجع أحسن من الأول.
أومأت سمر بهدوء ليتنفس عثمان بعمق ثم يقول
طيب .. بما إن الفراش لسا مجاش و البوفيه لسا قافل . ممكن تيجي علي مكتبي تعمليلي فنجان قهوة لو سمحتي
سمر برحابة
طبعا ممكن.
رمقها بإبتسامة بينما قامت من خلف مكتبها و إتجهت إليه
أخذت من يده حقيبة العمل الصغيرة و تبعته إلي داخل المكتب ..
يتبع
أهو البارت الصغنن إللي وعدتكوا بيه
14
أعزب فاسق !
تصرفت سمر بآلية شديدة داخل مكتب مديرها .. عندما توجهت نحو هذا البنش المتوسط الذي إحتل ركن قاصي من الغرفة الواسعة
كانت متعبة و منهكة بصورة