روايه مريم
ثم قال و هو يتجه صوب غرفة الملابس خاصته
قصدي كل خير يا مراد . البت غلبانة و أنا حابب أعطف عليها.
مراد بسخرية و هو يجلس علي طرف السرير في إنتظاره عودته
لا يا شيخ ! بقي حابب تعطف عليها بردو !!
عثمان بضحك من الداخل و هو يرفع نبرة صوته قليلا
يابني و الله زي ما بقولك كده . هي محتاجة فلوس عشانها و عشان إخواتها . فأنا قلت واجب عليا أساعدها.
لأ ما أنا نسيت أقولك بقي.
مراد بفضول
نسيت تقولي إيه
عاد عثمان في هذه اللحظة و قد إرتدي فقط سروال منزلي مصنوع من القطن الكحلي ..
فاكر الواد إللي جيت قولتلي عليه كانت نازلة في حب .. قالها عثمان بتساؤل و هو يقترب ليجلس بجانبه
ليجيب مراد بعد برهة
أه فاكر . ماله ده يعني !
طلع لا خطيبها و لا حبيبها.
يا راجل أومال طلع إيه خالتها !!
عثمان بضحكة صفراء
هيهيه ظريف أووي .. ثم أردف بإنزعاج
تصدق ياض فصلتني . مش حاكيلك حاجة !
مراد و هو يعتذر منه بسرعة
لا لا خلاص معلش حقك عليا . كنت بهزر يا أخي . يلا بقي إحكي عشان خاطري.
عثمان متآففا بضيق
و ربنا هقطع علاقتي بيك قريب . ما علينا .. و راح يحكي له كل ما حدث اليوم إجمالا و تفصيلا بداية من ذهابه مع سمر و أختها إلي المركز الطبي و حتي مجيئ أخيها و الحوار الحاد الذي دار بينهما
أيوه يا سيدي . طلع أخوها.
بس علي حسب كلامك شكله شديد و مقفل عليها . هتوقعها إزاي دي
قولتلك أمرها سهل . الفلوس أهم حاجة بالنسبة لها و أنا معايا فلوس . هتلين في إيدي بسرعة ماتقلقش.
مراد بوجوم
بس شكلها مش من النوع ده يا عثمان . أنا شوفتها !
هي مين دي يا حبيبي إللي مش النوع ده إوعي يكون غرك شكلها و قناع البراءة إللي هي لبساه ده . لو صدقتها تبقي عبيط . زيها زي أي واحدة من بنات جنسها . كلهم بيحبوا الفلوس و بيحلموا بيها . و بالذات الفقرا إللي زيها . الواحدة منهم تعيش طول عمرها بتتمني تقع علي الراجل إللي جيوبه مليانة و لو خلصت عليه تشوفلها واحد غيره.
يابني مش كلهم بردو . أنا حاسس إن دي غير.
و لا غير و لا حاجة . إسمع مني بس و هتشوف.
رمقه مراد بعدم إقتناع
فزم عثمان شفتاه كاتما إنفعاله غضبه بداخله ثم قال بتحد
طيب تراهن
أراهن علي إيه !
خلال يومين بالكتير . سمر هتبقي ملكي.
مراد ضاحكا بخفة
يا جاااامد . واثق من نفسك أوووي يا صاحبي .. ثم قال قابلا التحد
عثمان بإبتسامة مستخفة
عثمان البحيري عمره ما خسر . حط الرهان إللي إنت عايزه.
ماااشي يا إبن البحيري . لو خسړت ليا عندك عربية أخت إللي صالح عمل بيها الحاډثة بالظبط.
عثمان بدون تفكير
موافق .. ثم أكمل بإسلوبه الماكر
بس لو كسبت ! يبقي ليا عندك إنت إيه !
يا عم هي فزوره إنجز و قول إللي إنت عايزه.
عثمان بإبتسامة هادئة
مش عايز حاجة . أنا عندي كل حاجة يا مراد . سمر دي زي صفقة كده بالنسبة لي .. و لو فشلت معاها هدفعلك الشرط الجزائي
. ال !
مراد بحماسة
?
عثمان بثقة
!
و تصاحفا علي هذا الإتفاق
ليقول مراد بعدها مشاكسا إياه
بس ماتبقاش بقي ترجع في كلامك زي العيال الصغيرة لما تخسر.
ضحك عثمان ملء حنجرته ثم قال و هو يقوم من جانبه
هروح أشوف الخدامين جهزولك أوضتك و لا لسا !
في الحي الإسكندراني العتيق ... تمشي سمر مع أخيها في إتجاه المنزل
ليقفز أمامهما فجأة ذاك الذي يدعي خميس نجل أكبر تاجر لحوم بالمدينة كلها ..
مسا الخير يا أستاذ فادي ! .. قالها خميس بنبرته الغير لبقة علي الإطلاق
بينما وقفا الشقيقان بصورة تلقائية ليرد فادي بإقتضاب ممزوج بالحدة الخفيفة
مساء النور يا معلم خميس . خير في حاجة !
خميس و هو يشمل سمر بنظرة خاطفة
خير إن شاء الله . بس كنت عايزك خمسة كده في موضوع مهم.
فادي عابسا في ضيق
و الموضوع المهم ده ماينفعش يتأجل لبكره الصبح يا معلم خميس
يا أستاذنا ماتخفش مش هعطلك . هما خمس دقايق عبال ما تشرب الحاجة الساقعة أكون قولتلك إللي عندي.
تنهد فادي ثم نظر نحو أخته و قال بأمر
روحي إنتي عالبيت . شوية كده و هحصلك.
أطاعته سمر في صمت و توجهت بمفردها صوب المنزل
بينما إلتفت فادي إلي خميس متسائلا بفتور
خير يا معلم خميس !
خميس بإبتسامة
خير يا أستاذ فادي . إتفضل معايا جوا في المحل عشان نبقي براحتنا . بدل ما نتكلم في موضوعنا علي الواقف كده !
كانت قلقة جدا حيال الوضع برمته ... و كم أرادت ألا تترك شقيقها وحده مع هذا الشخص الخطېر
و لكنها أبت أن تزعجه فهي تعلم جيدا أنه يشعر بالڠضب من قلقها الزائد عليه و يتهمها في كثير من الأحيان بتوجيه الإهانة له ما إذا قامت بتحذيره من أي شئ أو أي شخص
دائما يعتبر نصائحها الطيبة چرحا لكرامته و رجولته
لذا آثرت سمر الصمت و تركته ليفعل ما يشاء ..
طرقت سمر باب السيدة زينب قبل أن تصعد إلي شقتها لتفتح لها السيدة بعد لحظات ..
سمر ! .. صاحت زينب ما أن رأتها و تابعت
إتأخرتوا كده ليه يابنتي شغلتوني عليكوا . و فين ملك مش شايفاها معاكي ليه !!
سمر بإبتسامة منهكة
ملك سبناها عند الدكتور يا ماما زينب.
زينب بقلق حقيقي
ليه يابنتي هي فيها حاجة كبيرة و لا إيه !
إلتهاب رئوي يا ماما زينب . عندها إلتهاب رئوي.
زينب پذعر و هي ټضرب صدرها بكفها
يا لهوي ! عيلة في سنها تستحمل إزاي حاجة زي دي
سمر بحزن
و الله يا ماما زينب الدكتور بيقول إنه مرض شائع بين الأطفال إللي في سنها . بس هي إللي حالتها ساءت أكتر من الإهمال .. ثم أكملت بسخرية مريرة
أنا أهملتها يا ماما زينب !
لا يابنتي ماتقوليش كده . ده إنتي مش بس شايلة أختك جوا عنيكي . و أخوكي كمان . ماتجيش علي نفسك يا سمر إنتي قايمة معاهم بدور الأم و الأب . و مش كتير يقدروا يعملوا إللي بتعمليه.
سمر مبتسمة بخفة
ربنا يخليكي يا ماما زينب .. يلا بقي أسيبك . تصبحي علي خير . أنا قلت بس قبل ما أطلع أعدي أطمنك.
و الله يا سمر كنت قاعدة علي أعصابي .. يلا ربنا ستار بردو.
أيوه و الله عندك حق . إن شاء الله هفوت عليكي بكره الصبح و أنا نازلة.
ماشي يا حبيبتي .. قالت زينب بإبتسامة ودودة ثم سألتها بسرعة قبل أن تذهب
هو فين فادي صحيح سبتيه بايت مع ملك عند الدكتور
لأ ده واقف تحت مع آاا ... و ما كادت
سمر تكمل جملتها إلا و سمعت