الأحد 24 نوفمبر 2024

رحيل

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


انه يأس منه بعد فترة ليبحث بطرق اخرى عنها
ظن اسماعيل ان ماحدث سوف يزيح جاد من طريقه الا انه وجده اكثر شراسة وضراوة عما قبل فإزداد كرهه له وبغضه لوجوده 
كانت ايامها طويله كالدهر وهى تترقب النيل من نافذة البيت البسيط الذى سكنته مع تلك العجوز الحانية يوم سفرها ترجت سويلم ان يساعدها فى ان ترحل كى تزيح عبء وجودها من صدر جاد والذى اصبح يعاير بوجودها فى حياته من جميع

من حوله حتى ان سويلم نفسه تمنى لو تبتعد عنه لذا لم يتردد ان يخيرها ان تذهب للاقامة غند اخته المسنة باسوان والتى تقطن وحيدة بعد زواج بناتها وسفر ابنائها للخارج قطنت رحيل عندها فى راحة خاصة وان البيت ذو طابع اهل اسوان الاقرب لبيوت النوبة يطل على النيل مباشرة والوانه زاهية واثاثه نظيف ومرتب حتى الطعام كانت السيدة العجوز تعده دائما على البخار او فى الفرن بطريقه لذيذة وطازجة سعدت رحيل بها كما سعدت السيدة هى الاخرى بوجود رحيل معها وتسليتها زارهم سويلم مرتان خلال الاشهر الماضية سالته رحيل عن جاد فرد عليها ردود مقتضبة محاولا التخلص من اجابتها كى تيأس منه سألها مرة عن خطتها بعد الانجاب فأبلغته بنيتها للسفر خارجا 
قابل صالح اسماعيل سرا بناءا على طلب اسماعيل والذى بادر قائلا
اسماعيل پغضب اظن انى عملت اللى عليا ياصالح وقدرت انى اخلى جاد يطلق بنتك انت بقى عملت ليا ايه
صالح پغضب وهو الاتفاق انك تبعت وراها عربية تخبطها وتحاول تموتها يااسماعيل احمد ربنا انها مامتش وانى ساكت عليك لحد دلوقتى
اسماعيل مدافعا مش انا دى اختى وانت عارف غيرة الستات ولعلمك اتفقت على ده من ورايا
صالح غير مصدق مش موضوعنا دلوقتى انت عاوز ايه بالضبط 
اسماعيل
عاوز ابقى الكبير وجاد يتزاح من طريقى
اسماعيل اولا جاد ميعرفش انها كانت حامل
منه وده فى صالحنا ثانيا انا هساعدك اننا نرجعها مقابل انك تخلصنى من جاد
صالح بتفكير طب والواد او البت اللى فى بطنها 
اسماعيل لما نرجعها نبقى نشوف هنعمل ايه مش يمكن بمۏت قبل مايتولد
صالح پغضب لو لمست شعرة واحدة من بنتى انا يااسماعيل خليك فاكر ده
اسماعيل يعنى هتوافق عيل من صلب جاد يتربى فى بيتكم 
صالح لاء طبعا بس اهم حاجة عندى سلامة رحيل المهم قولى هترجع رحيل ازاى انا مسبتش مكان الا ودورت فيه انت وصلت لمكانها
اسماعيل تقريبا بعد تفكير لشهور مكانش فيه حل اودامى غير انى افكر هى شافت مين اخر مرة وبما ان جاد ميعرفش مكانها وطلقها ورمى طوبتها يبقى مفيش غير سويلم
المهم رحت المستشفى وشفت كاميرات المراقبة ولقيته وصلها بنفسه لعربية تاكسى وصلتها السكة الحديد
صالح فهمنى اكتر يعنى سويلم عارف مكانها ومقالشى لجاد عليه
اسماعيل بثفه بالضبط لانه عارف ان مكانة جاد كانت خلاص بتتهز طول مارحيل موجودة فعشان كده تلاقيه ساعدها وخبى
عليه مكانها 
صالح بتمعن طب وايش ضمنك انه هيقولنا على مكانها
اسماعيل لما نخيره بين حياة جاد وحياة رحيل هيختار جاد صدقنى انا عارفه كويس وعارف حبه لجاد بس اللى اهم من سويلم دلوقتى خاله هارون يعنى ده
اللى مخوفنى
انه ميسكتش على مۏت ابن اخته
صالح لا متقلقش هارون ده سيبه ليا انا عندى اللى يسكته بس اللى انا مستغربه يعنى مش فارق معاك ان اختك حامل منه وهتترمل قبل مايجى ابنه
اسماعيل بغل لاء سيبك من اختى هى خلاص مش فارق معاها اهم حاجة عندها انها تخلف الولد اللى هيورث كل املاكه
صالح اتفقنا اهم شئ عندى رحيل ترجع سليمة
قالها وهو يمد يده لاسماعيل وابتسامه كريهة ترتسم على وجهيهما
كان جاد عائدا من البلدة ليلا بعدما طلب منه اسماعيل ان يعود فورا لشكه فى مروره بازمة قلبية حادة فى الطريق كانوا ينتظرونه باوامر محددة 
باغتا جاد فجاة وهم ينقضون بسياراتهم على سيارته بعدما عمت كشافات سياراتهم عيناه حاصرا السيارة وكان عددهم يفوق الخمسين رجلا
ابتسم وهو يتمتم فى سخرية وهو ينزل اليهم بشجاعه
جادواضح انهم متوصيين بيا المرة دى ودافعين كتير يلا انا اهو
فى المشفى اصطفوا جميعهم ماعدا فاطمة والتى فاجأها المخاض بمجرد سماعها لخبر تعرضه لاطلاق الڼار
وقف هارون ورجاله واسماعيل وسويلم وابناء اعمامهم
مرت الساعات وجاد فى العمليات خرج اليهم الطبيب بعد وقت قائلا فى يأس
الطبيب احنا خرجنا رصاصة بس فى رصاصة تانية استقرت بين العمود الفقرى بنحاول مع دكتور كبير من مصر هيوصل فى طيارة الصبح ادعو ا له
مرت ساعات ثقيله على هارون وسويلم وهما ينتظران فى قلق كان اسماعيل قد انصرف للبيت بعدما اتصلت به امه لتبلغه بتدهور حاله اخته وحاله مولودها
عاد ظهر اليوم الثانى وهو مكفر الوجه 
كان الجميع ينتظرون خارج غرفه العمليات حينما خرج اليهم الطبيب الكبير قائلا لهم فى يأس
الطبيب احنا حاولنا 
صعب نستخرجها لانها ممكن تأثر على العمود الفقرى وتسبب له شلل طول العمر فياريت لو تقدروا تسفروه بره يتعالج وفى اسرع وقت
صړخ فيه هارون قائلا يسافر انا اقدر اوفر له طيارة خاصة
نظر اليه اسماعيل بغل قبل ان يبتعد ليتصل بصالح ليبلغه بقرار هارون
كان هارون قد طلب من رجاله ان ينصرفا لتجهيز كل مايخص لانقاذ جاد قبل ان يرى صالح وهو يتجه ناحيته فى ثقه
وجد هارون صالح قادما بإتجاهه فنهض ناحيته پغضب وهو يمد يده الى ياقته قائلا والشرر يتطاير من عينه قائلا
هارون انت اللى عملتها ياصالح دى متطلعاش براك ابدا 
انزل صالح يده فى قوة قائلا ببجاحة اهدى كده وتعال نتكلم جوه فى اوضه فاضية ياهارون واستهدى بالله بس يجى معانا اسماعيل وسويلم اتفقنا
نظر اليه هارون بتشكك قبل ان يؤمى برأسه موافقا وهو يتحرك بجواره لغرفه مرضى خالية امامهم
دخلا فأغلق صالح الباب ورائه قائلا لهم بجرأة
صالح بص ياهارون عاوز تسمعها بالصريح ان انا اللى وراها اقولها لك ومش انا لوحدى ابن عمى معايا فى ده
صعق سويلم
سويلم انت انت يااسماعيل يللى انت عايش فى خيره بتقتل ابن عمك وجوز اختك ياندل
كاد اسماعيل ان يختنق قبل ان يتدخل صالح قائلا لسويلم بټهديد
صالح سيبه ياسويلم والا اقسم بالله هتدفن صاحبك النهاردة
ابتعد سويلم فى قهر فابتسم صالح قائلا
صالح دلوقتى نقدر نقعد نتكلم بعقل
هارون محتدا العقل الوحيد انك والخاېن ده متخرجوش صاحيين من الاوضة دى النهاردة
قالها وهو يبصق على وجه اسماعيل ربت صالح على كتفه قائلا بمكر
صالح مابلاش انت ياهارون تتكلم عن الخېانة ولانسيت 
تحب افكرك مين اللى قعد معايا واتفق معايا نخلص على ضياء جوز اختك الوحيدة ابو جاد
صعق اسماعيل وسويلم وهما ينظران لهارون والذى تهاوى على اقرب مقعد امامه فى انكسار فإقترب منه صالح قائلا
صالح فاكر وقتها كان ضياء فى عزه وقوته كان راجل بمعنى الكلمة نسخة من جاد دلوقتى شاطر وذكى ويعرف يحول التراب لدهب بعد ما فتح لنا اسواق شغل فى مع ناس من بره والفلوس لعبت فى ايد الكل حتى احنا عدوينه بصراحة كنا مستفيدين وكسبنا من وراه الوفات وكنزنا ثروات لحد ما كبر وبقى غول والكل بقى بيعمل له الف حساب ومحدش بيتحرك من غير اشارة من ايده لدرجةةانه لغاك وانت كبيرنا
يومها قعدنا وقلنا لازم نخلص منه انا وانت فاكر يا هارون 
هز
هارون راسه قائلا فى اسى للاسف وكان القرار الغلط فى حياتى والغلطة اللى فضلت كل يوم ندمان عليه خصوصا لما اختى ماحصلته بعده بكام يوم واتيتم ابنهم منهم الاتنين بسببى
صالح تمام كويس انك عارف ده ولو مش عاوز تتحرم من ابن اختك دلوقتى يبقى تخلى الراجل بتاعه يدلنا على مكان رحيل تيجى نخليك تسفر جاد على اول طيارة ولو رفض يبقى تجهز نفسك لعزاه بكره
هارون بيأس سويلم تعرف مكان مراته 
سويلم حتى لو اعرف يستحيل هدلكم عليه
صالح متجها للباب مشيرا لاحد رجاله قائلا بتحدى 
صالح عبد الودود خلص عليه
بلع سويلم ريقه قائلا فى يأس
سويلم لو دلتكم على مكانها هتعملوا لها ايه 
صالح ولا حاجة هرجعها بيتى معززة مكرمة
اسماعيل واللى فى بطنها لو ولد هاخده احنا اولى به انما لو بنت متلزمناش جدها يتصرف فيها زى ماهو شايف 
سويلم وانا ايه اللى يضمن انكم مش هتقتلوه اول ما رحيل ماترجع
صالح من الناحية دى ماتقلقش كفاية عندى انه يعيش مذلول ومكسور طول العمر وانا باخد منه كل حاجة مراته وابنه واسماعيل ياخد فلوسه وكل املاكه وحتى رجالته بعد ما يرجع تانى الكبير
سويلم ياما حذرته منك وقلت له ابن عمك واطى وحرص منه بس هو مسمعنيش
اسماعيل پحقد خلص دلنا عليها وانقذ صاحبك
تقدم اليه صالح قائلا
صالح اتصل بيها قولها جاد بين الحياة والمۏت ولازم تيجى تشوفيه وبسرعه
اتصل سويلم على مضض وابلغ رحيل والتى اڼهارت باكية قبل ان تغير ملابسها وهى تسند بطنها الكبيرة ركبت القطار
وصلت بعد ساعات طويله
كان رجال صالح بالاسفل ينتظرون ظهورها فور ظهورها اتصلوا بصالح فى الاعلى فنهض واقفا قائلا لهارون وسويلم
صالح دلوقتى تقدروا تسفروه
هارون بقلق انا مش هفوت لك ده ياصالح لا انت ولا الجحش ده بس اطمن على جاد ولنا يوم سوا
صالح ضاحكا بسخرية اللى عندك اعمله يلا يااسماعيل
فور وصول رحيل للمشفى وجدت رجال اغراب ينتظرونها حاولت ان تهرب الا ان ثقل بطنها منعها امسكا بها وكمما فمها لتغيب عن الوعى 
فاقت بعد وقت قصير تأملت المكان برأس ثقيله وجدت نفسها فى مكان اشبه بمخزن قديم وهى على سرير شبيه بسراير المستشفيات ويداها مقيدتان كانت رائحة المكان اشبه برائحه مطهر الحمامات نظرت حولها فوجدت ادوات طبية ذعرت وحاولت ان تفك يدها الا انها لم
تستطع اخذت تصرخ خاصة حينما وجدت سيدتتانتتقدمان ناحيتها وهم يرتدون ملابس الاطباء وعلى وجههم كمامه الفم 
سألتهم
پخوف انتم مين وعاوزين منى ايه 
اقتربت احدهم قائله بهدوء احنا مين مش مهم بس عاوزين ايه عاوزين اللى فى بطنك لابوه
صړخت رحيل قائله جاد !!!!!
هزت احدهم رأسها فى ايجاب وهى تقترب منها كى تحقنها لتغيب رحيل عن وعيها وهى تهمس بإسمه
فاقت بعد ساعات فوجدت نفسها فى غرفتها ببيت جدها وسيدة تبكى بجوارها
حاولت ان تنهض فتألمت مدت يدها تتحسس بطنها فلم تجد طفلها بكت وهى تصرخ قائله
رحيل ابنى فين يادادة ابنى فين 
دخل صالح اليها قائلا وهو يجلس بجوارها بتأثر
صالح ابنك خدوه يارحيل جاد ابن الموافية ڼصب لك مکيدة عشان يستدرجك وياخد ابنه منك وبعدها رماكى ليا بس انا مش هسيب حقك
رحيل وهى مڼهارة انا عاوزة ابنى ياجدو هاتلى ابنى
لثلاث اشهر لم تياس رحيل من محاولات الفرار من بيت جدها لبيت جاد كى ترى ابنها رغم طرد فاطمة ورجالها لها واهانتها لها وټهديدها لو اقتربت من البيت 
اشفق جدها عليها فى النهاية وهو
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 25 صفحات