روايه رائعه
بصوت عادى النبرات محدثا والدته دون ان يوجه ناحيتها نظرة واحدة
الفطار جاهز يا امى
نهضت الحاجة وداد سريعا
حالا يا حبيبى يكون جاهز لحد ما اخوك ينزل هو ومراته يكون جهز
ليومأ برأسه
ويتحرك ناحية مكتبه
طب لما يجهز ابعت لى حد في المكتب
ثم ذهب غير مبالى بنظرات حور اليه التى احست بخيبة املها من تجاهله لها لتضحك سارة بسخرية تنظر اليها مغادرة المكان هى الاخرى تمشى بخطواتها المغيظة
بعد الافطار دخل رحيم واخيه حمزة الى مكتبه لمناقشة عدة اعمال والتى تراكمت عليهم ليقرروا السهر عليها طوال ليلة امس ليجدوا وجوب سفر احدهم الى القاهرة لمدة يومين ليقول حمزة
تمام اسافر النهاردة اشوف الامور المتعطلة دى ولو فى حاجة تحتاجك ابقى اتصل بك
هز رحيم راسه برفض يقول
لالالا يا حمزة كفاية عليك سفر لحد كده السفرية دى انا اللى هطلعها
....... بس يا رحيم
قاطع رحيم حديثه قائلا
خلاص يا حمزة انا قلت انا اللى هسافر
ليهز حمزة راسه باذعان مستغربا من تصميم اخيه
دخلت سارة الى المطبخ تسال الخادمة فين قهوة رحيم بيه
الخادمة بهدوء
اهى يا هانم مع قهوة حمزة بيه حالا هوديهم المكتب
اشارت سارة الى الصنية الاخرى الموضوعة .ودى ايه
ده شاى وداد هانم و الست ندى والست حور
نظرت اليها سارة لتقول بحدة
طب يلا ودى القهوة بسرعة المكتب وابقى تعالى خدى الشاى
اسرعت الخادمة لتنفيذ الامر لتخرج من المطبخ تاركة سارة التى ما ان خرجت الخادمة حتى اخرجت من جيب فستانها زجاجة صغيرة لتقطر بها ف فنجان حور وهى تقول بغل
ياريته كان سم وارتاح منك بس معلش اهو اخربلك الليلة زى ما خربتيها عليا
اخلصى يلا ودى الشاى وتعالى اعمليلى قهوة
ثم تخرج من المطبخ سريعا ترتسم ابتسامة سعادة وتشفى فوق وجهها
جلسوا يتبادلون الاحدايث فيما بينهم وهم يتناولون الشاى دون ان تدرى حور شىء من تلك الاحاديث فذهنها كان مشغول مع رحيم الذى لم يتبادل معها كلمة واحدة منذ الصباح لټغرق ف بؤسها غافلة عما حولها حتى اتى رحيم باتجاههم ينظر كالعادة باتجاه والدته قائلا بجمود
لتهب سارة بسعادة
يعنى مسافر النهاردة
نظر رحيم اليها يستغرب سعادتها ليرد
ايوه كمان ساعة
لتجرى ناحيته تتعلق بذراعه تقول بترجى
طب اجى معاك انا من زمان مرحتش لماما اهو اقضى اليومين دول معاهم ونرجع سوا
نظر رحيم اليها بتردد ثم توجه بنظره ناحية حور ليجدها تجلس بهدوء يرتسم الجمود فوق وجهها لينظر مرة اخرى لسارة يقول بتصلب
ضحكت سارة بسعادة لتتوجه الى الدرج تسبق رحيم لتتوقف فور ان سمعت صوت حور ينادى رحيم
حور بتردد
? رحيم ممكن كلمة
رحيم دون ان يلتفت اليها
افندم حور!
حور بصوت منخفض
كنت عاوزة اروح ازور اهلى واشوف اخواتى
الټفت اليها رحييم يقول بلهجة متصلبة لا مفيش خروج طول مانا مش موجود
حور في محاولة لتغير رأيه
بس يا رحي....
قطع كلامها يقول بحدة
قولت لا ايه اللى مش مفهوم في الكلمة علشان اعيد كلامى تانى اخفضت راسها لتقول بصوت مخټنق بالدموع
خلاص يا رحيم ملوش لازمة تعيد كلامك انا فهمت
تردد لثوانى فوق الدرج لتناديه سارة بصوت نافذ الصبر
يلا يا رحيم علشان نجهز و منتاخرش
فاسرع بالصعود وماهى بضع درجات حتى سمع صوت صړختها المټألمة ليتجمد مكانه ويسقط قلبه بين قدميه
يلتفت اليها فور سماعه لصړختها ليجدها منحنية ع نفسها پألم فلم يدرى بنفسه الا وهو يقفز درجات الدرج كل درجتان معا ليكون بجوارها ف ثوانى ينحنى عليها يضمها بين ذراعيه يقول بصوت مرتعش پخوف
حور ف ايه مالك ايه اللى بيوجعك
اخدت حور تتلوى من الألم لا تقوى علي الرد عليه ليرفعها بين ذراعيه ليلتفت الى الواقفين يتابعون الموقف بړعب لېصرخ بصوت عالى
حمزة روح هات دكتور بسرعة
خرج حمزة مغادرا بسرعة لتنفيذ طلب اخيه
ليسرع رحيم بالصعود الدرج بلهفه وخوف يمر بسارة دون الالتفات اليها لتقول بغل
علي فكرة البت دى بتدلع اشمعنا دلوقت تعبت
الټفت اليها بحدة
سارة مسمعش صوتك دلوقت خالص فاهمة
ثم اسرع بالتوجه ناحية جناحهم لتقول سارة بصوت هامس
ېخرب بيتك انتى ايه يا شيخة ماشية معاكى بالعكس
دخل رحيم جناحهم يحملها بين ذراعيه برقة وهى مازالت ع حالها من التوجع والألم ليجلس بها فوق السرير وهى مازالت بين ذراعيه يهمس لها بحنان اهدى حبيبتى الدكتور جاى ف السكة بس لو اعرف ف ايه مالك
تلوت بين ذراعيه ټدفن وجهها ف عنقه تقول بصوت متالم باكى
بطنى يا رحيم حاسة انها بتتقطع وكل جسمى وجعنى
واخدت تشهق بالبكاء كطفلة صغيرة تنهد بالم من رؤيتها وهى بهذا الضعف فاخذ يتلمس خصلات شعرها محاولا تهدئتها ليستمر ع هذا الحال حتى انتفضت من بين ذراعيه تسرع ف اتجاه الحمام لينظر ف اثارها لثوانى ثم يهب للحاق بها ليجدها تنحنى فوق ارضية الحمام تفرغ ما فى جوفها بداخله وصوت تأوهاتها المټألمة تخترق صدره لينحنى بجوارها يلفها بذراعيه مبعدا شعرها عن وجهها المتعرق يحاول التهوين عنها حتى انتهت فرفعها عن الارضية متجهها بها ناحيه الحوض تقف بين ذراعيه بضعف وهو يمسح بمنشفة مبللة فوق وجهها ليجعلها هذا تفيق قليلا فحاولت السيربمفردها باتجاه الباب مستندة عليه ولكنه رفعها من جديد بين ذراعيه ليدخلها الغرفة ليجد كل من والدته وسارة وندى بداخلها ليتوجه بها ناحية السرير يجلس فوقه بنفس وضعهم السابق لتشهق سارة پصدمة وهى تلوك شفتيها بغيظ من هذا المشهد الذي امامها
ظلت حور بين ذراع رحيم يحتضنها بحنان وهى تتالم بشهقات باكية ليزفر بنفاذ صبر صارخا پغضب
هو حمزة اتاخر ليه كل ده بيجيب الدكتور
لترد والدته تحاول تهدئته
اهدى يا بنى زمانه ف السكة وان شاء الله خير
زفر بحنق يحاول تهدئة اعصابه وهو ينحنى اليها يطمئنها بعينيه ليجد وجهها باهتا متعرقا بشدة تتنفس بصعوبة ليحس بقلة حيلته ليهب فجاءةواقفا وهى بين ذراعيه قائلا بنفاذ صبر
انا مش هستنى اكتر من كده وانا شايفها بالشكل ده انا هروح بيها المستشفى
لتصرخ سارة بغيظ
في ايه يارحيم اهدى كده وصدقنى الموضوع مش اكتر من دلع وهتشوف
هم رحيم بالصړاخ فيها ليقاطعه صوت ندى الملهوف وهى تنظر خارج النافذة حمزة جه اهو ومعاه الدكتور
وضعها رحيم فوق السرير برقة وهو ينظر لوجهها المټألم يقول بحنان
الدكتور جه وشوية وهترتاحى
ثم الټفت للجميع بوجه مغلق
لو سمحتوا اتفضلوا انتم وانا هكون مع الدكتور
ردت والدته بصوت مرتبك
طب يابنى مش احسن حد فينا اللى يكون معاها
رحيم بصوت قاطع
لا يا امى دى مراتى وانا اللى هكون معاها اتفضلوا
غادر الجميع الغرفة حتى سارة دون ان يجرء احد ع مخالفة كلامه وماهى ثوانى حتى دخل الطبيب يلقى بالسلام
الفصل السادس عشر
بعد انتهاء الطبيب من فحصه الټفت الى حور ليسالها بهدوء
انتى اكلتى او شربتى حاجة مش كويسة
هزت راسها بالنفى ليسألها مجددا طب اخدتى اى ادوية لاى سبب
لتهز راسها مجددآ ليهز الطبيب راسه بتعجب جعل رحيم يساله بلهفة وخوف ف ايه يا دكتور فهمنى
قال الطبيب بصوت عملى
الموضوع يا رحيم بيه ان الهانم حاجة من الاتنين اكلت او شربت حاجة مش طبيعية عملت عندها مشاكل ف المعدة بس
متقلقش الموضوع بسيط وهى ان شاء الله بعد المحاليل دى هتبقى كويسة وانا ان شاء الله بكرة هعدى عليها تانى
شكره رحيم وهو يوصله لباب الغرفة مصافحآ اياه مودعا ثم يرجع الى حور ليجلس بجوارها يتلمس خصلات شعرها بحنان وهو يسالها بحنان
عاملة ايه دلوقت مش احسن شوية
هزت راسها بضعف لا تقوى ع الكلام لينزل بانامله فوق جفونها يغلقها لها بنعومة يهمس لها
طب حاولى تنامى وانا هنا جنبك
فتحت حور عينيها اليه برجاء لتمسك بيده الاخرى تقول تقول بضعف
متسبنيش يارحيم خليك جنبى
رفع يديها الممسكة بكفه يرفعها الى شفتيه يقبلها برقة ويقول
ما تخافيش انا مش هسيبك ابدا حاولى تنامى وترتاحى
اغمضت عينيها براحة حاضنة يديهم المتشابكة الى صدرها لټغرق ف نوم عميق من اثر الدواء فاخذ ينظر اليها يتلمس ملامحها بنعومة وهو يفكر ف حديث الطبيب اليه محاولا فهم ماحدث لها
ظل جالسا بجوارها بصمت لا يقطعه سوى تأوهاتها المټألمة حتى ف اثناء نومها فيعلم بانها مازالت تتالم فيهمس ف اذنيها بكلمات مطمئنة حنون محاولا التهوين عنها رغم نومها العميق لم يدرى ما مر من وقت حتى دخلت والدته تقف امامهم تنظر اليها بشفقة
عاملة ايه يابنى دلوقتي
اعتدل ف جلسته دون ان يفصل يديهم المتشابكة
پتتوجع حتى وهى نايمة
سالته والدته بقلق
طب ونومها ده طبيعى يا بنى
رحيم بهدوء
اه متقلقيش الدكتور قالى انه حاطط لها منوم ف المحاليل علشان تنام ويمر وقت ألمها
طب يابنى تفتكر اللى حصلها ده من ايه انا مش فاهمة حاجة من كلام الدكتور
رحيم ولا انا فاهم هو بيقولى اخدت حاجة غلطت اثرت ع معدتها
تنهد بتعب مكملا
بس هى تقوم بالسلامة وبعدين نبقى نشوف
والدته
طب هتنزل تتغدى ولا ابعتلك الاكل هنا
هز رحيم راسه برفض
_لا يا امى مش هاكل دلوقتي بس ياريت تجهزى لها حاجة خفيفة تاكلها اول ما تصحى الدكتور امر بده
والدته
حاضر حالا يجهز وان شاء الله تقوم بخير
رحيم برجاء
ياااااا رب
تركت والدته الغرفة مغلقة الباب خلفها ليرجع رحيم بانظاره اليها يتاملها من جديد فلا يستطيع مقاومة الانحناء ع شفتيها يلثمها برقه هامسا امامها
كنت ھموت من خوفى عليكى وجعتى قلبى
تمللت ف نومها تجاهد لفتح عينيها تحس بالارهاق والتعب ف جميع اناء جسدها لتجد نفسها مازللت تحتضن يديه لتنظر بجانبها لتجده راسه مدفون بجانب عنقها غارقا ف النوم فاخذت تنظر اليه تتامله بحب تمسح ع وجنتيه باطراف اناملها لتجده فجاءة يهب من نومه ينظر اليها بفزع قائلا
حور فيكى حاجة حاسة بحاجة اجيب الدكتور
ابتسمت بارهاق تقول
لاااا الحمد لله بقيت كويسة
تنهد رحيم مغمضا عينيه براحة
الحمد لله
وينهض من جوارها يقول
طيب انا هنزل حالا اجيبلك حاجة تاكليها وجاى ع طول متتحركيش من مكانك
اخفضت بخجل تقول
بس كنت عاوزة اروح الحمام اغير هدومى
لتتبع كلامها ف محاولة لنهوض بالفعل ليسرع يمد يديه اليها قائلا
طب تعالى انا هوديكى
امسكت بيديه تستند اليها بضعف ليتحرك بها ببطء حتى باب الحمام لتقف تقول بخجل
انا هقدر اكمل لوحدى
ادرك مدى خجلها منه ليومأ برأسه بالموافقة ليجيبها
طيب انا هستناكى هنا لحد ما تخرجى
دخلت بخطوات ضعيفة و وقف هو بانتظارها يستند الى اطار الباب حتى خرجت ترتدى ثوب بيتى ذو حمالات رفيعة قصير الى الركبتين كانت قد تركته ف الصباح خلف الباب لم تكن تجرء ع ارتداءه امامه في ظروف عادية سار بها حتى الفراش ليجعلها تستلقى ويغطيها بالغطاء ترتسم ع وجهه ابتسامة لرؤيته مدى خجلها مما ترتديه فيقول