روايه رائعه
حماس و شغف فإرتدت من ثيابها أحسنها و إنتقت الألوان الهادئه حرصا منها علي ملائمة الجو و المكان الذي ستذهب إليه ثم خرجت لتجد والدها ينتظرها قائلاصباح الخيريا غزال.
إبتسمت بإتساع و قالتصباح النور يا بابا يا عسل إنتإيه رأيك!
قالت الأخيرة وهي تستدير حول نفسها ليبتسم قائلابسم الله ماشاء الله عليكي يا غزلإمسكي خلي ده معاكي.
قالها وهو يمد يده إليها بصاعق كهربائي لتنظر إليه بتعجب وتقولإيه ده يا بابا!
أجاب بهدوءده صاعق!
_أيوة منا عارفه إنه صاعقأعمل بيه إيه ده!
ده حمايه ليكي يا حبيبتي خليه معاكي.
_هو أنا رايحه أحارب يا بابا!
إقتربت منه وقالت يا بابا يا حبيبي خۏفك ده ملوش داعي أنا رايحه أقعد مع واحده مسنه يعني ملوش لزوم البتاع ده ده أنا ممكن أصعق نفسي بيه وأنا مش واخده بالي.
_إتريقي أوي بردو هتاخديه معاكي و ممنوع يتشال من شنطتك يا إما كده يا إما بلاها الشغلانه....
قاطعته قائلة لاا بلاها إيه إنت ما صدقت يا حج ولا إيه و ماله ناخده معانا مفيش حاجه منها ضرر.
أفتر ثغرها عن إبتسامه لتحتضن والدها وتقول يلا هنزل أنا بقا دعواتك يا حجوج.
نظرت إليه بتعجب وقالتأمشي علي جنب!حاضر و مطوتي في جيبي و سندوتشاتي في كيسي و اللي يقوللي أغششه هعوره.
إرتفعت ضحكاته ليردف قائلاو بلاش لماضتك دي مع الناس وخليكي جد و كلامك علي القد.
أومأت بموافقه و هرولت من أمامه سريعا ثم نزلت من بيتها قاصده العنوان المدون خلف الكارت الذي أعطاه لها الشاب بيوم أمس.
وصلت إلي العنوان المحدد و صعدت إلي الشقه ثم توقفت أمام الباب و أخرجت هاتفها لتقوم بالإتصال بالرقم الموجود علي الكارت فأتاها صوته سريعا يقول ألو!
قاطعها قائلا أيوة أيوة أهلا يا آنسه غزل.
_أهلا بحضرتك أنا موجوده بره قدام الشقه!
ثوان معدودة وإنفرج الباب ليظهر هو من خلفه قائلا يا خبر إنتي واقفه كل ده قدام الباب إتفضلي.
إبتسمت بلطف وقالتصباح الخير.
بادلها الإبتسامه قائلا صباح النور إتفضلي إدخلي.
دلفت إلي الشقه بوچل وهي تتلفت حولها و يدها تقبض علي حقيبة يدها بشدة وهي تتذكر حديث والدها لها قبل أن تزفر براحه عندما رأت سيدة عجوز تجلس علي الأريكه المقابله لها.
برز صوت الشاب قائلا أعرفكوا ببعض.. والدتي مدام كاريمان.. و الآنسه غزل يا ماما اللي هتقعد معاكي علي ما أرجع من الشغل.
نظرت إليها تلك السيدة بإبتسامه مشرقه وقالت بصوتها الخاڤت الواهن حلوة أوي كلمة ماما كاريمان طالعه من بؤك زي السكر.
إتسعت إبتسامة غزل والتي قالت وإنتي كمان زي السكر و شعرك جميل و عيونك جميله.
برز صوت الشاب قائلا طيب عال أوي بما إنكوا حبيتوا بعض و بقيتوا أصحاب يبقا أخلع أنا بقا وأشوف شغلي عن إذنكوا.
إنصرف بينما حلست غزل إلي جوار السيدة التي بادرت بالحديث قائلة إنتي مخطوبه!
إبتسمت غزل وأومأت أن لا فسألتها مجددا متجوزة!
إتسعت إبتسامة غزل وعادت لتومأ بالنفي مرة ثانيه فقالت السيدة يبقي بتحبي!
شردت بها غزل طويلا ولم تجيب لتبتسم السيدة بود وقالت أهل الحب صحيح مساكين و باين في عينيهم زي الشمس ما باينه في السما.
نظرت إليها غزل بإستفهام وقالت وإنتي عرفتي منين بقا يا ماما كاريمان إني بحب!
أردفت كاريمان بهدوء منا بقولك باين في عينيكي حاكم العيون فضاحه و متعرفش تخبي مهما اللسان يداري و يقول لأ وأنا بقا أبص للواحد كده أعرف عيونه جواها إيه و شايله إيه.
راقتها كلماتها كثيرا لتضع يدها أسفل وجنتها وتقول طيب قوليلي بقا أنا عيوني شايله إيه!
نظرت لها كريمان نظرة خاطفه ولكنها كانت ثاقبه لتردف سريعا العيون الجميله دي شايله كتير ۏجع و حيرة و فراق و حزن طويييييل بس بردو جواها لمعة أمل كدهيمكن حبة الأمل دول اللي مصبرينك و مخليينك عارفه تعيشي و أقوللك شايله إيه كمان!
أومأت غزل بنعم دون أن تنطق لتستطرد كاريمان حديثها وتقول شايلة عشق!
إضطربت النبضات بقلبها و إرتعدت فرأئصها وقد عادت ذكراه تهاجمها من جديد.
_عشق عايش فيها من سنين و مش راضي يروح و مش هيروح أبدا.
أشارت لها كاريمان بسبابتها بالنفي لتنساب دمعاتها علي وجنتها دون وعي منها فإمتدت يدا كاريمان تمسحها عن وجهها وقالت إيه رأيك تعمليلي قهوة من إيديكي الحلوة دي
أومأت غزل بموافقة و ذهبت علي الفور لتعد لها القهوة و من ثم جلسا يحتسيانها سويا وهم يتجاذبون أطراف الحديث.
كان سليمان يجلس شاردا وهو يفكر بما سوف تبلغه به يسر سواء بموافقتها أو رفضها لقد حاول تصنع التريث و الصبر و لكنه فشل بشدة فها هو يجلس كمن يتقلب علي الچمر وهو لا يطيق الإنتظاريريد الإتصال بها لمعرفة قرارها ولكنه لا يود التسرع ليقطع شروده إتصال من والده الذي دعاه للحضور إلي المنزل لأمر ما فأسرع بإغلاق المتجر و ذهب إلي البيت.
دخل إلي غرفة والده ليجده راقدا بفراشه متجهم الوجه ليقترب منه بلهفه ويقول خير يابا مالك إنت تعبان ولا إيه!
نظر إليه والده بحزن وقال توك ما إفتكرت يا سليمان بيه! بقالك يومين داخل خارج و مفكرتش تيجي تشوف أبوك إذا كان عايش ولا مېت.
إنحني سليمان علي يد والده بأسف وقالبعد الشرعليك يا حج ربناا يطولنا في عمرك أنا آسف يابا والله الدنيا لهتني عنك و قصرت في حقك.
قال والده ساخرا و الدنيا لهيتك عن أبوك ليه يا سليمان
تنهد سليمان مطولا وقال بص يابا أنا مش متعود أخبي عليك حاجه أنا هحكيلك بس عايزك تفهمني و تسمعني للآخر.
فاجئه والده عندما قال نويت تتجوز علي مراتك مش كده
إتسعت عيناه پصدمه ليضحك والده متهكما ويقول يبقا ظني طلع في محله أنا عرفت بردو إن لخمتك اليومين دول وراها واحده مغلباك و مطيرة النوم من عنيك و مخلياك ناسي نفسك لا و ناويه تاخدك من بينك و مراتك!
قال سليمان إسمعني بس يابا بالله عليك الموضوع مش زي منتا فاكر الحكاية و ما فيها إني عايز أعمل خير.
_خير إيه اللي هتعمله يا سليمان هو إنت بتكلم صبي قدامك ولا إيهوبعدين مين اللي إنت عايز تتجوزها دي و عرفتها منين
تنحنح سليمان و أردف قائلا بتوتر يسر!
نظر إليه والده بتعجب وقال يسر مين!
حمحم بقوة وقال يسر يابا هو في كام يسر!!
قال والده بذهول يسر مرات أخوك!
قال بضيق أرملة أخويا الله يرحمه يابا.
ألقي والده عليه نظرة قاسيه وقد أخذته سورة من الڠضب ليردف بحدة ويقول وإنت ملقيتش غير أرملة أخوك تتجوزها يا سليمان!
قال سليمان معللا يابا مهي عشان أرملة أخويا عايز أتجوزها عشان ألم لحم أخويا الله يرحمه و أراعي عياله و أشوف طلباتهم و مخليهومش يحتاجوا لحد.
قال والده متهكما وإنت مينفعش تراعي عيال أخوك غير لما تتجوز أمهم! إنت بتبرر فراغة عينك بإنك عايز تراعي عيال أخوك الكلام ده تضحك بيه علي حد تاني يا سليمان.
تنهد سليمان بضيق و قال يابا إنت مكبر الموضوع ليه! هو أنا أول ولا آخر واحد يتجوز أرملة أخوه! و بعدين ده لا عيب ولا حرام و لا يعيبني في حاجه.
كان والده يستمع إليه بذهول من منطقه الغريب فقال إنت نسيت يحيي كان هو و مراته بيحبوا بعض إزاي! ده أخوك الله يرحمه محبش في حياته غيرها يبني الله يهديك بلاش دي بالذات.
زفر سليمان بضيق وقال يابا يحيي الله يرحمه و يحسن إليه و مراته لسه صغيره مجابتش التلاتين سنه يعني لو صبرت النهارده من غير جواز مش هتصبر بكرة وبعدين البت شديدة و......
قاطعه والده قائلا بسسس.. إياك تتكلم عن مرات أخوك بالأسلوب ده تاني مرة عيب عليك.
صاح سليمان مردفا بعصبيه وقال هو أنا قولت إيه غلط دلوقتي يابا قصد كلامي إنها مش هتستني من غير جواز كتير عايزني بقا أستني لما تتجوز و ألاقي عيال أخويا بيتربوا مع راجل غريب! ولا أولي أتجوزها أنا و الواد و البت يفضلوا تحت عنينا !
بدا علي والده الإقتناع قليلا ليعود و يردف قائلا حتي لو كلامك صحيح و حبت تتجوز مع أني عارف إنها عمرها ما هتتجوز بعد يحيي هنبقا ساعتها ناخد منها العيال.
قال سليمان حانقا لا مش من حقنا العيال هيبقوا في حضانة ستهم أم أمهم و إنت عارف بقا ستهم دي حالتها عامله إزاي و متجوزة راجل شكله إيه ده غير إن عندها كومة عيال مش لاقيه تأكلهم هتسيب عيال إبنك المتدلعين المترفهين يروحوا يعيشوا في أبيس بعد ما كانوا عايشين في حي لوران و يستنوا بقا لما جوز ستهم يعطف عليهم باللقمه ولا ميعطفش.
أخفض الأب رأسه أرضا وقد أقنعه حديث سليمان لينظر له وقد لمعت عيناه بخبث وقال أنا هعمل اللي تؤمرني بيه يابا وافقت أتجوز يسر و ألم عيال أخويا الله يرحمه و أصون أمانته كان بها موافقتش و عندك إستعداد العيال يتبهدلوا لما أمهم تتجوز واحد غريب إنت أدري بمصلحة عيال إبنك.
قاطعه والده قائلا طب و صافيه!
أدرك سليمان بأنه قد إقترب من مبتغاه ليجلس مجددا إلي جانب أباه ويقول مالها صافيه! لا هتزيد ولا هتخس.
نظر إليه والده مستفهما ليقول يعني هتفضل زي ما هيا يابا و بالنسبه للموضوع ده أنا عارف هقنعها إزاي و متأكد إن قلبها أبيض و هتوافق.
زفر علي ب حيرة و ريبه ثم قال و إمتا هتفاتح يسر في الموضوع
حمحم سليمان مردفا أول ما تؤمرني بكده!
أومأ الأب موافقا وقال ماشي يا سليمان إتكل علي الله بس أهم حاجه موافقة مراتك في الأول و لو وافقت إبقا كلم يسر بعدها.
أومأ سليمان مؤيدا ثم إنحني ليقبل يد والده قائلا اللي تشوفه يابا.
ثم نظر إلي أبيه وقال صدقني يابا أنا مش طمعان فيها لنفسي زي ما بتقول أنا بعمل كل ده عشان يحيي الله يرحمه يبقا مرتاح في نومته!
هز الوالد رأسه بوقار مرات متتاليه وقال الله يرحمه و يحسن إليه ربنا ييسر الحال.
تمتم سليمان قائلا بإذن الله هطلع أنا بقا أكلم صافيه و اشوف رأيها إيه و هبقا أبلغك بالمستجد.
لينسحب بعدها فورا راكضا نحو شقته وهو ينوي إخبار