روايه للكاتبه ذكيه محمد
مفيش داعي .
قطبت جبينها قائلة بتذمر بت هو إنتي بخيلة ولا إيه
ضحكت آلاء بمرح قائلة سيبك منها أنا عاوزة أشرب عصير مانجا و هاتيلها هي عصير فراولة أصلها بتعشقها .
دفعتها بقدمها بغيظ من تحت الطاولة فأردفت آلاء بتذمر في إيه يا بنتي هو أنا بكدب يعني ولا بكدب !
ضحكت بغيظ لتخفف من حدة الموقف و وجدت لو ټقتلها في الحال بينما هتفت الأخرى بتهذيب هعرفكم بنفسي أنا سندس عامر خريجة تجارة إنجلش و بعد سنين من الكفاح فتحت ليا مكتب تسويق و مبيعات و محتاجة موظفين جداد ومن حظي لقيتكم في وشي .
ضحكت بنعومة قائلة يا بنتي أسمي سندس و بس مش حضرتك هو أنتوا صحيح أسمكم إيه
أردفت آلاء بمرح محسوبتك آلاء خريجة تربية قسم لغة إنجليزية و الأخت دي بقى رحيق مزة الدفعة و معايا في نفس التخصص .
ضحكت بخفة قائلة تشرفت بمعرفتكم يا قمرات .
أردفت رحيق بتعجب بس أظن إحنا تخصصنا مينفعش مع نوع الشغل عندك .
أردفت آلاء بسرعة لا والله إحنا واخدين كرسات فيها جنب دراستنا تحبي تختبرينا
هزت رأسها بهدوء قائلة اه إن شاء الله بس لما تشرفوني في الشركة بكرة ....
ثم مدت لهم بكارت قائلة و أدب الكارت و العنوان لو حبيتوا تيجوا أنا مستنياكم بعد أذنكم علشان ورايا مواعيد ضروري دلوقتي.
أردفت ببساطة علشان بصراحة مش واثقة فيها إيه اللي ضمني أنها صادقة
رفعت حاجبها قائلة باستنكار نعم يا أختي ! دة اللي هو إزاي يعني هو إنتي بتتفرجي على مسلسلات كتير !
أردفت بضجر الحكاية مش كدة بس بصراحة أنا قلبي مش مطمن للموضوع دة .
هزت رأسها بموافقة قائلة على رأيك ماشي بكرة نشوف إن شاء الله .
قاطع حديثهم رنين هاتف رحيق فالتقطته و ما إن رأت المتصل هتفت بضيق يوووه كانت نقصاك انت كمان .
أردفت بضحك ابن خالتك اللي مسجلاه التنح آه بس لو شافك طيب ردي ..ردي لا يكون في حاجة مهمة .
و ما إن وضعته شحب وجهها و ظلت كالتمثال و تحدثت دموعها فقط حينما هطلت بغزارة كالشلال حينما أتاها رده قائلا انتي فين أمي ماټت ...ماټت ....
هتفت آلاء بقلق في إيه يا رحيق مالك يا حبيبتي
سقط الهاتف من يدها و هتفت پضياع خالتي ماټت ..ماټت يا آلاء ماټت ..
عند هذه النقطة شعرت بأن الجدار الذي تحتمي خلفه أنهار فما عاد لها حصن يؤيها ...
ملابس سوداء سيدات من الجيران و الحي أتوا لتقديم العزاء تستقبلهم بجسد هربت منه الحياة . بجوارها تجلس صديقتها آلاء و على الجانب الآخر تجلس جارتها سميحة التي تساقطت دموعها حزنا على رفيقتها و كأنها كانت تشعر بقدوم ساعتها لذلك أوشت لها بذلك السر الكبير
نظرت لرحيق بطرف عينيها قائلة بحزن و خفوت شيلتيني أمانة كبيرة أوي أنا مش قدها يا صفية ربنا يعيني و يقدرني .
هتفت آلاء بدموع قومي كلي يا رحيق ما تعذبيش نفسك فكرك كدة هي فرحانة يعني و مبسوطة ! قومي ربنا يهديكي .
هزت رأسها بنفي قائلة بصوت متحشرج مليش نفس يا آلاء .
أردفت بنفاذ صبر و هي توجه حديثها لسميحة قوليلك حاجة يا خالتي .
أردفت بحزن والله يا بنتي تعبت معاها سبيها دلوقتي على ما الستات تمشي .
احتضنت جسدها الهزيل بحماية و دموعها تتسرسل كحبات اللؤلؤ قلبها ېنزف بغزارة لقد فقدت تلك السيدة الحنون التي كانت بمثابة والدتها لم تبخل يوما أن تظهر فيه عاطفة الأمومة نحوها في حبها و خۏفها و معاملتها الحسنة لها تركتها وحيدة للأيام تقذفها من هنا و هناك وسط أمواجها العاتية ولا تعلم ما تخبئه لها الأيام .
بعد وقت غادرن النسوة و أحضرت آلاء لها الطعام فتناولت بعض اللقيمات تحت ضغط سميحة التي أصرت و بعد عناء من المماطلة أرضخت لطلبها فتناولت القليل والذي كان كالعلقم بالنسبة لها .
صعد حاتم بعد أن استقبل الرجال بالأسفل الذين أتوا لتقديم واجب العزاء و ما إن دلف مسكت هي تلقائيا يد سميحة و كأنها حبل النجاة تتعلق به . شعرت الأخرى بها لتربت على يدها بحنو ولا تعلم حقيقة خۏفها بينما هتفت بمواساة البقاء لله يا حاتم يا ابني شد حيلك .
هتف بصوت أجش الشدة على الله يا خالتي .
نهضت قائلة طيب همشي أنا و هبقى أجيلك الصبح .
هزت رأسها بنفي قائلة لا لا خليكي معايا يا خالتي بالله عليكي .
هتفت بهدوء وهي تربت على ظهرها حاضر يا بنتي حاضر .
أخذ يطالعها بغيظ شديد على موقفها هذا فانصرف مسرعا للداخل لغرفته .
بعد مرور يومين تعالت الطرقات على الباب بصخب عندما
كانت تطعم صغيرها فنهضت من مكانها بفزع و توجهت لترى من الطارق فأصابتها الدهشة عندما وجدتها أمامها اغتصبت شبح ابتسامة قائلة بهدوء إزيك يا أسماء عاملة إيه اتفضلي ..
هتفت بصوت مهزوز أاا.... أنا .. أنا عاوزة أتكلم معاكي لوحدنا .
قطبت جبينها بتعجب قائلة ماشي تعالي ادخلي .
دلفت و أغلقت الأخرى الباب و بداخلها ألف سؤال .
رحبت بها والدتها قائلة أهلا وسهلا يا أسماء عاملة إيه و أمك أخبارها إيه
هزت رأسها بتوتر قائلة الحمد لله يا خالتي بخير .
هتفت مريم بهدوء ماما خلي بالك من أحمد على ما أشوف أسماء عاوزاني في إيه .
أومأت لها بخفوت بينما دلفت هي بها إلى غرفتها الخاصة و جلستا على الفراش فهتفت مريم بحذر ها أدينا قعدنا لوحدنا في إيه يا أسماء مش على بعضك كدة !
فركت يديها بتوتر وهي في حيرة من أمرها أتخبرها أم لا ! و لكنها حسمت أمرها أخيرا و نظرت لها قائلة بوجه شاحب إلحقيني في مصېبة .............
_________الفصل الثالث
اتسعت عيناها پذعر وهي تراقب هيئتها الشاحبة بدأت دقات قلبها تزداد فمسكت يدها تضغط عليها برفق قائلة أهدي يا أسماء و كلميني براحة في إيه
أرتجف بدنها قائلة بصوت مذبذب أنا .... أنا واقعة في مصېبة يا مريم ساعديني أبوس إيدك .
زادت ضربات قلبها بصخب و تتوقع الأسوأ فهتفت بقلق بالغ مصېبة إيه دي يا أسماء اتكلمي ما تخافيش .
سقطت دموعها بړعب قائلة في واحد زميلي في الجامعة .... بب..بيهددني بصور ليا في أوضاع قڈرة و بيهددني لو مجيتش ليه الشقة هيودي الصور دي لأهلي .
ضړبت بيدها على صدرها پعنف قائلة بفزع يادي المصېبة إيه اللي إنتي هببتيه دة ! طب إزاي و علاقتك بالواد دة واصلة لحد فين
أردفت بخزي كنا بنخرج مع بعض و لما عرفت اللي في دماغه بعدت عنه والله ومن يومها بيوقفلي في الراحة و الجاية يهددني أنا مش عارفة أعمل إيه ساعديني يا مريم إنتي عمرك ما بتقولي لا لحد في خدمة يطلبها منك .
أردفت بتوتر بس ....بس .....
قاطعتها قائلة برجاء و دموع ساعديني الله يخليكي دول لو أهلي عرفوا هتبقى مصېبة .
هزت رأسها قائلة بتأثر خلاص يا أسماء أهدي علشان نلاقي صرفة للمصېبة دي .
ثم أضافت بعتاب و بعدين هي دي تربية أهلك ! دة جزاتهم تعملي كدة ! تخوني ثقتهم فيكي .
نكست رأسها بخزي قائلة كنت معمية يا مريم كنت بشوف البنات عادي بتقعد مع الولاد و تصاحبهم قلت ليه ما اعملش زيهم كنت بقابله في الجامعة و ساعات برة بس والله ما كنتش بتعدى حدودي معاه ولا كنت بخليه هو كمان يتعدى حدوده معايا .
أردفت بضيق بردو مكانش يصح اللي عملتيه دة
يا أسماء من امتى و بناتنا بتعمل كدة ها إحنا ملناش دعوة بحد ربنا يهدينا و يهدي الجميع البنت المفروض تمشي زي الألف طالما طلعت من البيت و متتعاملش مع الولاد إلا في حدود الاحترام .
أردفت بتذمر طب ما في بنات كتير بيرتبطوا و بيتجوزوا كمان ..
زفرت بضجر قائلة بردو هتقولي بنات ! يا حبيبتي لو كل واحد قال اشمعنا و اشمعنا كانت الدنيا خربت مش كل الشباب وحشين بردو في اللي بيقدر البنت اللي بيرتبط بيها ما يوعدهاش و يخلى بيها من الآخر يكون راجل بجد و شاري ..
ثم أضافت بتهكم تقدري تقوليلي أخينا دة اللي مورطك دلوقتي لو كان راجل بصحيح مكانش أبدا عمل كدة الواطي الدون دة لو قدامي كنت قطعته بسناني شباب طايش مش لاقي اللي يوجهه أسماء مش كل صوابعك زي بعضها اه في شباب كويس بس بردو في ژبالة زي اللي بيهددك دة .
هزت رأسها بموافقة قائلة بخزي عندك حق يا مريم بس دلوقتي هعمل إيه هو طلع حقېر خد صور لينا و إحنا بنطلع مع بعض و صور لعب فيها أنا خاېفة أرجوكي ساعديني بابا لو عرف هيموتني .
ابتسمت بخفوت قائلة حاضر يا أسماء هساعدك.
أردفت بلهفة ربنا يخليكي يا مريومة عارفة إنك هتوافقي .
أردفت بابتسامة مطمئنة متقلقيش إنتي زي أختي . و دلوقتي أديني رقم الزفت دة حالا وأنا هشوف شغلي معاه .
أردفت بلهفة لا بلاش يا مريم لأحسن يعمل حاجة لو عرف إني قلت لحد أنا عاوزاكي تيجي معايا هناخد الصور و نمشي .
أردفت بحذر بس بردو مينفعش لازم نقول لحد نثق فيه و ......
هزت رأسها بنفي قائلة بدموع لا وحياتك لا علشان خاطر أحمد ابنك متقوليش لحد ساعديني في أنك تيجي معايا هو لما يلاقي حد معايا مش هيعمل حاجة .
نظرت لها بشفقة على حالها و زفرت بحزن قائلة حاضر يا أسماء بس يا ريت تكوني أتعلمتي من غلطك و متكررهوش .
هتفت بندم لا ما أنا اتعلمت الدرس خلاص ومش هعمل كدة تاني أبدا ..و...كمان أصل خالتي عواطف فاتحت أمي في موضوع أنها هتيجي تتقدملي لابنها إسلام و بصراحة إسلام شاب محترم و ما يتعوضش .
هربت الډماء من عروقها و شحب وجهها على تلك الذكرى و كأنها تؤكد لها بأنه من المستحيل أن يكون لها لذا عليها الاستسلام للأمر الواقع