الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عازف بنيران قلبي

انت في الصفحة 13 من 204 صفحات

موقع أيام نيوز


نفسهم محدش يقدر يفرض رأيه عليهم وخصوصا راكان هو عنده والدته فوق الكل تخيلى بقى واحد عنده امه فوق كل حاجة ويجي اللي كل شوية يهنها يجبره على حاجة يعملها 
فركت يديها ببعضها وسألتها 
ليه بتقولي كدا ياماما أنا شايفة راكان بيكنلي مشاعر يعني
مش مڠصوب من حد 
ابتسمت والدتها وربطت على كتفها 

بيحبك زي أخته مش أكتر وبعدين دا عصبي ومش هيسعدك غير البنات اللي حواليه 
إنت اللي بتقولي على راكان كدا ياماما 
مش دا اللي دايما تقولي مفيش غيره في ولاد اخواتك 
وأنا لسة عند رأيي يابنتي راكان هو أجدع واحد فيهم وكمان متحمل مسؤلية من صغره والعز اللي فيه أبوه دا كله بسببه متنسيش كان واقف من صغره مع أبوه وهو اللي استلم شركات والدته ورغم مش مجال تعليمه لكن الحقيقة خلاها من أكبر الشركات حتى الشركة العائلية 
ضيقت عيناها وتسائلت
أنا مش قادرة أفهمك ياماما بتقولي الكلمة وعكسها 
أنا بقولك أنه يكون اخوكي أحسن مېت مرة لما تخليه يتغصب على جوازك وفي الاخر مش هيتجوزك ومتنسيش سلمى وأمها بيرسموا عليه مش حبا فيه لا علشان فلوسه ثم أكملت مفسره 
راكان له النصيب الاكبر في الشركة هو لوحده اربعين في المية والعيلة كلها الباقي غير نسبة عمه محمود اللي هو بيديرها من ورا جدك وفريال مش هتسيب زينب تتهنى بولادها فهمتيني 
إنسدلت دموع يارا على وجنتيها 
بس أنا بحبه وأنا اكتر واحدة أولى بيه أنا مردتش أتجوز ياماما السنين دي كلها ودخلت الكلية اللي كان نفسه يدخلها علشان يحبني 
ضمتها والدتها لأحضانها 
عارفة يابنتي دا كله بس صدقيني إنت اللي هتتعبي راكان لسة تجربته متعلجش منها هيفضل يعاني ويشك في كل اللي حواليه متخلهوش يكهرهك يابنتي اسمعي من أمك أنا ماليش غيرك 
مسحت دموعها وشعرت بنيران تكوي قلبها لآلام إبنتها رفعت ذقنها وأردفت 
أنا هتكلم معه والله يابنتي لو فيه أمل أنه يحبك كزوجة هوافق على جوازكم بس أنا مش عايزاكي تتعشمي فيه 
في إحدى الكافيهات على النيل 
وصلت ليلى وجدت أسما تنتظرها 
صباح الورد ياوردة وحشتيني أوي ياأسما 
ابتسمت لها وهي تحاوطها بنظراتها 
وأنت كمان ياحضرة الدكتورة المهندسة الكبيرة 
قهقهت عليها وهي تجلس 
إيه يابنتي التعريف الاخباري الشاشتوي دا ضحكت الفتيات 
نظرت ليلى بهدوء لأسما 
إيه أخبارك وباباكي رجع يحوم حواليكي تاني ليه 
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها يتبعها حزن بعيون دامعة نظرت أسما للخارج وتساقطت دموعها رغما عنها 
كالعادة ياليلى عريس من الاديشه وعايز يتمم الصفقة ماهو مفلس ومحتاج فلوس وأمي صحتها معادتش بتيجي على الشغل 
ربتت ليلى على ذراعها بحنو وتحدثت لكي تخفف عن صديقتها 
ربك هيحلها زي كل مرة ولا تزعلي نفسك والله يابنتي أبوكي دا نفسي مش عارفه أقولك إيه 
تنهدت أسما بحزن 
ابويا مصر يسرق أحلامي كلها سرق حلمي بكليتي وسرق حبيب عمري ودلوقتي جاي يسرق شغلى وباقي حياتي الحزينة 
احتوت ليلى وجهها بين راحتيها 
أسما محدش هيقدر يسرق منك حاجة تانية وأنا لسة عند رأيي لازم تحكي لنوح مش تفضلي تتفرجي من برة لسة ممكن تنقذي حبيبك 
أطبقت جفنيها الحزينتين تاركة لدموعها حرية الإنسياب 
إنت اللي بتقولي كدا ياليلي عايزة أقل من نفسي أكتر من أنا قليلة في نظره عايزاني أروح اعترفله وهو في الاخر يدبحني لا أنا راضية بحياتي كدا راضية أحبه في صمت وبس أنهت كلماتها وقلبها ينشق لنصفين 
تمتت ليلى بكلمات مستاءة من حياتهما البائسة في الحب 
رفعت أسما حاجبها وسألتها 
بتقولي أي ياليلى اټجننتي بتكلمي نفسك ياقلبي 
ضړبت ليلى كفها ببعضهما واضعة خديها فوق كفها 
مش أنا قابلت الطاووس تاني امبارح واتخنقنا وشكله هيقعدلي على أنفاسي 
برقت أسما أعينها من كلاماتها 
اتقابلتوا تاني واټخانقتوا !! 
مسحت ليلى على وجهها پعنف 
أهو من حظي الأسود تخيلي طلع زي مارسمته بالضبط من يوم القسم تنك تناكة يخربيت ابو تناكته ياشيخة دا بيقول ياارض إتهدي مع عليكي أدي 
نظرت لها وبدأت تقلد صوته 
انت اټجننتي بترفعي صوتك قدامي 
ضحكت أسما عليها وعلى مظهرها وهي تقوم بتقليده 
ياخبيتك ياليلى يعني يوم ماتقبليه تتخنقي معاه وفجأة توقفت عن الحديث 
استني إنت شوفتيه فين وليه اټخانقتوا ياخايبة 
ارتسمت خابتسامة واسعة على محياها 
الشركة ياقلبي من حظي الحلو نزل الشغل بسمع كدا لا وكمان عاملي فيها فلانتينو فيه هناك البت الصفرا اللي شوفناها يوم الحفلة 
ابتسم ثغرها عندما تذكرت ماصفعته به وبدأت تقص لها ماصار 
وضعت أسما يديها على فمها من الصدمة وأردفت بسخط 
ېخرب عقلك ياليلى دا إنت المرأة الحديدية يابت 
كتمت صوت ضحكاتها وهي تنظر لصديقتها 
ليلى إنت متأكدة أنه هو اللي كان في الحفلة وفي القسم 
كزت ليلى على شفتيها السفلية بغل تود أن تراه أمامها الآن ثم رفعت نظرها لأسما التي مازالت تضحك 
هو بغروره وحياتك تعرفي أول مادخلت الشركة وعرفت إنها بتعتهم كنت بدعي ربنا إني أقابله تاني بس بعد مقابلته الزفت دي بدعي ربنا ماشفوش تاني قدامي ثم اكملت مفسرة 
والله ياأسما معرفش المرة الجاية هعمل إيه لا والآنسة نورسين رايحة جاية حبيبي 
دققت أسما النظر اليها 
أيوة حبيبتي عارفة إنك متغاظة نفسك تكوني مكانها صمتت لحظات وهي تهز رأسها ثم تمتمت بتقطع 
مش ملاحظة كل أسئلتك حول راكان ياأسما قالتها وهي ترفع كوبها ثم أرتشفت قهوتها 
انعقد حاجبيها 
أيوة ياليلى مش دا اللي كنتي عايزة تعرفي كل حاجة عنه من خلال نوح 
ألتوى ثغرها ساخرا 
دا لما شوفت الكاميرات كلها حواليه والعيون محاصراه كنت عايزة أعرف مين الشخصية المهمة دي وخصوصا لما أنه صديق نوح بس مش أكتر ولما جت قضية بابا فأنا عرفته أكتر ياحبيبتي ومن وقتها
وأنا کرهت سيرته 
إنكشمت ملامح أسما وأردفت 
اكيد بتهزري ياليلى دا اللي يشوفك وانت بتبحثي عنه يقول إنك معجبة 
قاطعتها ليلى 
ابدا إنت عارفة أنا بحب أعرف كل حاجة عن الشخصيات المهمة أو بمعنى أصح اللي عليها علامة استفهام ودا قبل ماأقابله في النيابة 
تمتمت أسما بكلامات منخفضة 
ايوة فعلا بتحبي تعرفي محور الكون 
سامعاكي على فكرة ياأسما قالتها بابتسامتها البريئة 
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت متكأة على المنضدة 
طيب عيني في عينك كدا إنك مش مغرمة بحضرة البشكاتب دا حتى كنا لسة بنحكي على أحضان وريحة تدوخ 
رمقتها ليلى بنظرة تحذيرية 
أسما إياك تقولي كدا قدامي إنت على فكرة بتدليني للرزيلة 
قهقهت أسما بصوتها كاملا وصدى صوت ضحكاتها حتى نظر ماحولهم اليهما 
رفعت ليلى نظرها بتوبيخ 
ينفع كدا خليتي الناس تبص علينا يقولوا إيه وضعت يديها على فمها تكتم ضحكاتها 
والله انت مصېبة يابنتي ثم تذكرت شيئا 
هو مفيش شغل النهارده ولا إيه الساعة تمانية وحضرتك لسة بلبس الرياضة ولا شكلك ناوية تروحي تكملي تدريبك مع اسم الله عليه الحليوة اسمه ايه 
تناست العالم حولها عندما تذكرت نفسها وهي داخل احضانه أغمضت عيناها كأنها تستنشق رائحته التى ملئت رئتيها بعبقه 
طرقت أسما أصابعها أمام وجهها 
الجميل راح مني فين!! 
اعتدلت واقفة هاربة من نظرات أسما التفحصية 
أنا يادوب أمشي وزي ماحضرتك لسة قايلة عندي شغل مش عايزة أتأخر 
وقفت معها متجهة للخارج بعد دفع الحساب 
بقولك ياسوسو مايبقى تعدي عليا في الشركة ونخرج زي زمان 
قطبت جبينها 
امتى انت عارفة بخلص شغلي على اربعة وأنت بتخلصي امتى 
والله ياحبيبتي على المواعيد بتاعة الباشمهندس سليم تلاتة بس لو حضرة البشكاتب هيستمر في
الشركة تقدري تقولي ممكن اتناشر بالليل 
جحظت أعين أسما وأردفت 
بتهزري ثم ربتت على ذراعها 
مټخافيش أنا أعرف أنه بيخرج كتير برة القاهرة لقواضي سمعته مرة بيتكلم مع نوح 
أومات برأسها متفهمة 
ولو مخرجش ميهمنيش أنا قولت للباشمهندس سليم إمبارح شغلى معه 
أستقلت سيارة الأجرة التي أوقفتها 
على تليفون ونكمل كلامنا بعدين سلام 
أشارت لها أسما وتحركت مغادرة للمزرعة التي تبعد عدة أمتار 
في فيلا جلال البنداري على مائدة الافطار 
نظر الجد ليونس وتحدث 
ماقولتليش تعمل خطوبتك إمتى على سارة يادكتور 
قبضة قوية اعتصرت قلبه عندما تحدث الجد مرة آخرى ورغم ذلك وزع نظراته لوالدته التي تحثه على القبول وبين جده الذي ينظر له بترقب ووالده الذي يستهين بالأمر 
الأيام دي مشغول أوي عندي حجز كتير في العيادة وكمان محاضرات في الجامعة 
وقت ماأفضى هعرف حضرتك قالها ثم ڼصب عوده يلملم أشيائه الخاصة مردتيا نظارته الطبية وتحرك مغادرا 
بعد مغادرته نظرت فريال له حتى اختفى ثم توجهت للجد 
يونس مستحيل يكسر كلمتك ياعمى وزي ماحضرتك شوفت اهو قالك يفضى بس من زحمة شغله 
أومأ براسه وهو يناظر ابنه الذي منشغل بهاتفه 
ايه اخبار شغلك ياجلال 
زفر جلال پغضب 
البورصة يوم عن يوم بتنزل وأسهمنا بقت في الأرض معرفش أسعد دايما أسهمه بتطلع وأنا وولادي لا 
اتجه عدي الذي نزل للتو جود مورننيج على الجميع 
ابتسمت والدته بهدوء 
طبعا عدي طول الليل سهران للمذاكرة علشان كدا لسة صاحي 
نظر جلال لابنه پغضب 
مين دا اللي سهران يذاكر ياهانم ابنك راجع البيت وش الفجر لا وكمان مش همه حد ياريته يخلص كليته اللي بقاله سبع سنين فيها لما خلص على فلوسي 
ضغطت فريال على يديه وابتسمت بخبث أمام والده 
هو كلمني وقال بيذاكر مع واحد صاحبه 
نظر الجد له شرزا وتحدث پغضب 
معرفش مفيش حد فيكم نجيب ليه ولاد زينب حرمتهم من اللقمة وشوفوا هما فين وانتوا فين واحد وكيل نيابة والتاني دكتوراة في الهندسة حتى بنت الشوارع اللي بيربوها دخلت هندسة كمان ثم اكمل مستطردا 
وانتوا الفلوس كلها تحت رجليكم وياريت حد فيكم نجب غير يونس ولولا زينب اللي كانت بتواليه مع راكان كان زمانه فاشل وياريته دلوقتي فالح طالع مزاجاني معرفش لمين قولت أهو واخد الشطارة من ابن زينب وحرمت ابن زينب من الهندسة ودخلت يونس طب قولت علشان يدوس عليه بتعليمه اتضحلي ان التاني اللي بيدوس على الكل قالها پغضب ثم وقف متجها للخارج 
هاتلي شنطة هدومي ياجلال روح اقعد عند اسعد يمكن حالكم ينصلح انت وخالد 
توقفت فريال تسائله بغموض
حضرتك قصدك على مين بنت شوارع ياعمي رمقها بسخرية ثم تحرك متجها لفيلا أسعد
في فيلا أسعد البنداري بغرفة راكان 
استيقظ وعلامات الڠضب ترتسم على ملامح وجهه منذ الأمس كلما تذكر حديثها وتصديها له
وهو يجن
أمسك هاتفه وقام الاتصال بصديقه 
أيوة ياعزيز عندي قضية بكرة في إسكندرية محتاجك تروح مكاني فيه مشكلة في الشغل ولازم أكون موجود 
أجابه على الطرف الاخر 
تمام ياحضرة المستشار 
بعد قليل اتجه للأسفل لتناول افطاره مع عائلته 
قام بتقبيل رأس والدته ككل صباح ثم اتجه لوالده 
صباح الخير يابابا 
رد تحيته بحنان أبوي 
صباح الخير ياحبيبي إيه شكلك منمتش باين على وشك الإرهاق 
نظر حوله وتجاهل أسئلة والده وتسائل 
فين سليم وسيلين مش باينين ليه 
سليم راح الشركة ياحبيبي وسلين فوق بتجهز لكليتها 
أومأ برأسه وهو ينظر إلى طعامه 
حمحمت زينب وهي تمسد على رأسه 
جدك جاي يقعد عندنا كام يوم ياراكان علشان خاطري ياحبيبي استحمله لو بتعزني زي
مابتقول قالتها زينب بتعاطف 
ماما علشان خاطرك إهد الدنيا حاضر طول ماهو بعيد عنك أنا كمان مش هتكلم إنت عارفة خلافي معه على ايه أنا مش بكرهه ابدا والله دا مهما كان جدي وعارف ومتأكد أنه بيحبني كمان
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 204 صفحات