الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غرام رواية كاملة بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 30 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

صغير قامت بتشغيله و يا ليتها ما قامت بمشاهدته أغلقت شاشة الهاتف علي الفور وركضت إلي الخارج متجهة نحو الحمام أغلقت الباب بعد أن ولجت وأطلقت لعبراتها العنان وقعت عينيها علي علبة صغيرة موضوعة فوق الرف الزجاجي المرتفع أعلي الحوض يحتوي علي شفرات حادة الخاصة بالحلاقة تنظر إليها تارة و إلي صورتها في المرآة تارة أخري تحاول العودة عن ما يوسوس به لها الشيطان تمد يدها بتردد لتمسك بالعلبة و مرت الثوان كالساعة شهقت وكأنها استيقظت للتو من تأثير التنويم ألقت ما بيدها في الحوض وتراجعت للوراء تضع كفها علي فمها تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل
انتهت من وضع المساحيق ارتدت قناع الخلاعة خوفا من الڤضيحة لتستمر في خطأ أكبر عذر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر 
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أسفلها من ثياب ڤاضحة تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره خرجت من الفناء تتلفت يمينا ويسارا اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق لم يأبه لرفضها له أو چرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية 
لن يهتم إلي كل هذا فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق ورغم تعرضه للأذي والضړب من حراس الأمن حينها مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثبت له شكوكه الصحيحة 
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى يخبرها هذا الخنزير القرني بوجود سيارة قادمة إليها أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها پغضب مستطير
رايحة علي فين يا سماح
حاولت نزع ذراعها من قبضته
ملكش دعوة بيا يا عاطف وخليك في حالك أحسن لك
مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين و كنت بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج
شعرت پألم أثر غرز أنامله في ذراعها
سيب إيدي بدل ما أصوت و
ألم عليك الناس
صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها 
كلماته في المقام الصحيح و بدلا من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كڈبا قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه 
و هما مالهم بيا أيوه بشتغل في شقة زفت و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد ألقى علي مسامعه الآن ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء
توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة قبل أن تستقل السيارة تابعت 
و إياك حسك عينك تمشي ورايا
تاني المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني 
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس 
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها تمسك زجاجة العطر وتضغط علي المكبس تتناثر ذرات العطر الأخاذ في أرجاء الغرفة طرق علي الباب يتبعها صوت زوجها الأجش
هنودي حبيبتي ممكن أدخل
اتفضل
فتح الباب فنهضت و ألتفت إليه وقف متسمرا في مكانه يتأمل ملاكه الذي أسر فؤاده منذ سنوات
ابتسمت علي مظهره وملامحه الثابتة وكأنه تمثالا 
مالك يا چيمي واقف عندك كدة ليه يا حبيبي
تحرك نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبه توقف أمامها مباشرة 
اللهم صل علي النبي اللهم بارك معقولة القمر ده بقي ملكي و بين إيديا!
ابتسمت ونظرت إلي أسفل بخجل 
بس بقي أنا بتكسف
جعل يديها بين كفيه 
لاء كسوف إيه في ليلة زي دي أنتي خلاص بقيتي حلالي وأنا حلالك و ملكك أنتي كمان من النهاردة بقيتي كل حاجة بالنسبة ليا مراتي وحبيبتي وبنتي وكل أهلي وناسي
زفر ثم ألتقط انفاسه وتابع
ما تتصوريش يا هند بعد موافقتك أننا نتجوز في شقة أهلي الموضوع ده فرق بالنسبة لي قد إيه كنت خلاص فاقد الأمل و أنتي رجعتهولي من جديد
رفعت إحدى يديها ووضعتها علي وجنته 
طول ما إحنا مع بعض وأنت بتحبني و پتخاف على مستعدة أتحمل أي حاجة عشانك
و أنا يا حبيبتي بوعدك للمرة التانية طول ما أنا فى نفس هاسعدك و مش هخلي نفسك في أي حاجة
تصاعدت انفاسها النابعة من جوف قلبها الذي يعشقه ظلت تحدق إليه بتيم ووله فافترقت شفتيها لتخرج كلمات بأعذب ألحان الهيام
أنا بحبك أوي يا چيمي
تراقص فؤاده علي لحن عزفها فجذبها بين يديه 
و أنا عاشق وبموت فيكي يا قلب و عقل وروح چيمي
هنا توقف الحديث كما توقفت الأنفاس و ساد الهدوء فغير مسموح بالتحدث سوي لصوت الحب و بدأ أول ليلة تجمع ما بين قلبين اضناهما الشوق بعد ليال عديدة 
في الصباح الباكر حيث رائحة نسمات الهواء النقية التي تنعش الصدور و هنا لدي غرام كانت تنعم بالعطلة الأسبوعية لا تعلم لماذا كلما تتذكر التي تدعو ماهي وهي برفقة يوسف تشعر بالضيق والاختناق أطلقت زفرة عميقة وصوت عقلها يتحدث لا يسمعه سواها
جري إيه يا غرام معقول لحقتي تتعلقي بيه! لاء فوقي لنفسك هو ابن الأكابر و أنتي بنت الحارة و لو علي وقوفه جمبك دي جدعنة وشهامة منه مش أكتر ما تخليش خيالك يسرح لبعيد
فاقت من حديث النفس هذا علي اهتزاز هاتفها للمرة الثلاثون دون أن تجيب و كان المتصل يوسف وهناك رقم مجهول لاتعلم من صاحبه لكنها تجاهلته أيضا
العودة إلي عصفورين الحب مازال يغط كليهما في النوم بعد ليلة من آلاف ليالي العشاق تتقلب يمينا ويسارا بضجر كيف لها أن تنعم بنوم هادئ وصوت شخير زوجها المزعج يدوي صداه في أرجاء الغرفة ابتعدت قليلا عنه و أخذت وسادة صغيرة لتضعها فوق رأسها وتستطيع النوم في سلام و من أين يأتي السلام وهناك زوار قد أتوا للتو و صوت بكاء وعويل انتفضت ظنا منها الضوضاء تلك آتية من الشارع بينما الحقيقة مصدر الصوت من قلب ردهة المنزل 
نهضت سريعا تبحث عن مأزر الحريري الطويل ترتديه سريعا فوق غلالتها تحكم ربطة المأزر جيدا وتلملم خصلات شعرها المبعثرة
جمال أصحي يا جمال فيه حد برة في الصالة عمال يعيط 
تلكزه في كتفه لكي يستيقظ همهم بعدم الرغبة في الاستيقاظ وصوت يغلب عليه النعاس
بس حرام عليكي سيبيني أنام
بقولك فيه حد بره في الصالة يمكن مامتك ومعاها حد
نهض بجذعه يتثائب 
و إيه اللي هايجيب أمي وأختي علي الصبح أمي قالتلي أنها هاتقعد عند دلال كام يوم
انتهي من حديثه فسمع صوت والدته 
كفاية يا بنتي عياط أهو غار في داهية بكره هيجيلك سيد سيده
نهض جمال
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 40 صفحات