غرام رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
وتقوم هي تزعق فينا وتقولنا ملكوش دعوة واحد ومراته بيتخانقوا أنتم ليه بتدخلوا في اللي مالكوش فيه
زادها الحديث ڠضبا كأنه وقود انسكب علي النيران فازدادت اشتعالا ألتفت نحو الباب في محاولة بائسة
أفتح يا جبان خاېف مني و الله لو ما فتحت لأنطلك من الشباك و هاجي أجرك من قفاك زي الخروف يا
فتح الباب فظهر لها بشجاعة زائفة يصيح بصوت جهوري
بت ما تبتك أنا أختي هخلصها منك و من شرك يا شيطان بس قبل ما أعمل كدة لازم أخد لها حقها أنت مقطعلها جسمها بالحزام و أنا هقطعلك وشك بالشبشب
لم تكن لديه فرصة استيعاب ما تفوهت به للتو في ثوان خلعت نعلها ذو الكعب الثقيل وأخذت تكيل إليه ضربات عشوائية يصاحبها كلمات مهينة إليه قابل ذلك برفع ساعديه للدفاع عن وجهه وېصرخ بوعيد و سباب يزيدها ڠضبا وتستمر في ضربه حتي جذبتها يد ذات قبضة ضعيفة تصرخ صاحبتها
ابتعدت الأخري تنظر إلي شقيقتها التي أكملت وتقف بينها و بين زوجها في وضع الدفاع عنه أمام الجيران وهند التي أتت برفقة جمال وعاطف حيث لحقوا بغرام قبل أن ترتكب چريمة في هذا السمير
إيه اللي عملتيه في جوزي ده! أنا مطلبتش منك تاخدي لي حقي
كان زوجها يتأوه واضعا كفه علي رأسه التي اصابها چرح من أثر الضړب
نظر إلي كفه وجد الډماء فصاح بهلع يثير ضحك الآخرين
ډم أختك سيحت دمي يا أحلام
ألقت غرام نعلها علي الأرض في صدمة غير مبالية لهذا الأبله تسألها
كنت عايزاني أعمل معاه إيه بعد ما شوفت اللي عمله فيكي! أسقفله و أقوله برافو عليك!
حتي لو قطعني حتت ملكيش حق تعملي اللي عملتيه و اللي حصلي يخصني أنا
لم تصدق غرام مدي ضعف واستسلام شقيقتها
إيه يا بنتي الضعف و انعدام الكرامة اللي بقيتي فيه ده! لسه بتدافعي عنه و بتحامي له! ده لو ماسك عليكي ذله مش هتعملي كدة في نفسك
ابتلعت الأخرى لعابها دون أن تظهر التوتر الذي داهم داخلها أخذت تلتفت من حولها فوجدت الجيران و هند و جمال وعاطف جميعهم ينظرون إليها بامتعاض
و حدقت إلي جيرانها و صاحت
و ياريت كل واحد فيكم يخليه في حاله وبطلوا تحشروا نفسكم في حياتي
هزت غرام رأسها لما تسمعه و تراه خرج كلا من جمال وعاطف من الفناء امسكت هند غرام من عضدها تجذبها إلي الخارج
يلا يا غرام هي اللي اختارت سبيها براحتها
عارفة لو قالوا لي يا أحلام إنه بيولع فيكي مش هسأل و لا هعبرك
تركتها و ذهبت قلبها يتألم من أجل شقيقتها بالرغم من رد فعلها العجيب و ضعفها المقيت أخذت تبكي باڼهيار ربتت هند عليها
بټعيطي ليه مش هي اللي أتجوزته بارادتها برغم رفضكم لجوازهم و دلوقتي راضية باللي بيعمله فيها يبقي سبيها تتحمل نتيجة اختيارها
وقفت الأخري تستند بظهرها إلي حائط مبني قديم
يا هند أنتي شوفتي بعينيكي اللي عمله فيها أسيبها لحد ما في يوم يخلص عليها! حب إيه اللي
يخليها ترمي كرامتها تحت رجل واحد محسوب علينا راجل ده ملعۏن أبو الحب اللي يهين الواحد
اكتفت هند بهز رأسها أسفا علي ما يحدث و داخلها تتذكر ما هي مقبلة عليه زواجها في منزل حماتها يقلقها للغاية لكن حب جمال لها الدافع الذي يجعلها تطمئن أن لا يسمح بأحد أن يتعدي عليها بقول أو فعل حتي لو كانت والدته
و بكدة خلصنا 6 و الحصة الجاية عندكم علي كل اللي فات
صدح رنين انتهاء المحاضرة و كانت ابتسام تلملم دفترها والكتاب و تضعهما داخل حقيبة المدرسة
ابتسام
انتبهت إلي نداء معلمها نهضت وأجابت بتوتر
نعم يا مستر
أشار
إليها
تعالي
ذهبت إليه وتستمع إلي همس زميلاتها اقتربت منه فسألها باهتمام
ماما و غرام عاملين إيه دلوقتي
أومأت إليه بطيف ابتسامة
الحمدلله بخير شكرا لحضرتك علي وقفتك معانا امبارح
ابتسم إليها وفي عينيه آلاف الكلمات تخطها نظرة تجعلها كلما تنظر صوبه يخفق قلبها بشعور غريب
كدة أزعل لأن زي ما قولت مفيش شكر ما بينا و لو احتاجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجود رقمي عندك علي الملازم اتفقنا
هزت رأسها
بالموافقة و كادت تستأذن بالعودة إلي المقعد لكنه اوقفه بسؤال تخشي اجابته
ألا قوليلي هو مين الشاب اللي كنت راكبة معاه الموتوسيكل
ده ده يبقي في مقام أخويا و ساكن معانا في الحارة كان بيوصلني حتي استأذن من ماما
كان التوتر واضحا علي ملامحها و يديها المتشابكة في بعضهما البعض و تجنبها للنظر صوب عينيه وهي تخبره كل ذلك يعني إنها تكذب فقال لها بنظرة مبهمة
تمام يا ابتسام يلا روحي اقعدي مكانك وماتنسيش ميعاد الدرس بكرة
حاضر يا مستر
عادت سريعا ومن طرف عينيها وجدته مازال يحدق إليها بنظرة زادت من قلقها أكثر
ولج للتو من الخارج يبحث عن والدته فوجدها تجلس أمام التلفاز وتقطع الخضروات ألقي التحية فأجابت جلس بجوارها في تردد فيما سيخبرها به حول موضوع زواجه و المكوث معها في منزل العائلة
عايز تقول إيه يا جمال
سؤالها أدهشه نظر إليها بتعجب فتابعت
أنا مربياك و حفظاك لما تكون عايز حاجة و خاېف لأقولك لاء بتيجي جمبي تقعد وعمال تقول في نفسك أقولها و لا لاء
أخفي توتره خلف ابتسامة يخبرها
حبيبتي يا أمي أنا فعلا عايزك في موضوع بخصوص
ظل مترددا لثوان فقالت له
عايز تعيشوا أنت و مراتك معايا هنا و خاېف لأرفض
كاد يعقب فقاطعته مردفه
و مين قالك إن هارفض بالعكس ده أنا كنت هقولك كدة بس قولت خطيبتك مش هاترضي و خصوصا أمها اللي ما بطقنيش
يا أمي خالتي أم هند طيبة و بتحب
قاطعته بإشارة من يدها
لا عايزها لا تحبني و لا عايزة منها حاجة أنا كل اللي يهمني هو أنت و بس طالما مبسوط و مرتاح يبقي خلاص علي العموم أبقي أعرض الموضوع علي حماك و شوف هيقولك إيه
حمايا وحماتي وهند كلهم موافقين
رفعت جانب شفتيها بتهكم
و أنا آخر من يعلم!
لاء أبدا يا أمي أنا قولت أشوفهم هيوافقوا الأول و لا لاء وبعدين أبلغك و إيه رأيك أن اللي شار عليا كدة هند بنفسها
والله! طيب ماشي
شعر بأن والدته لم تصدقه لأنه يدرك جيدا ما بين حبيبته وبين والدته من مشاحنات ومواقف سابقة تركت سد منيع بينهما
طيب و ربنا هي اللي قالتلي تعالي نتجوز مع أمك لحد ما ربنا يفرجها عليك و ناخد إيجار برة حتي أنا ذات نفسي استغربت
من غير ما تحلف يا ولاه أنا مصدقاك و ما تقلقش أنا هابقي أمها التانية
بجد يا أمي
ينضح الفرح من عينيه فأجابت بتوكيد
طبعا طبعا يا حبيب قلب أمك و حتي كمان