الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه غيوم ومطر للكاتبه داليا الكومي

انت في الصفحة 22 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


يا حبيبتى... يا الله كم منحها محمد الدعم الذى كانت تحتاج اليه ....ربما كانت انسحبت وتركت القاعه ولم تكمل اليوم فهى كانت بلغت الحد .... عمر مازال يطوقها بصنيعه ...علي الرغم من دنائتها معه الا انه تعامل بأخلاقه لا أخلاقها هى ...باقى المفاجأت توالت تباعا ... فوجئت بحضور نور التى دخلت الي القاعه علي استحياء ...لم تكن تتوقع ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما...خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها...خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها ...كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها ....نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره ...فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه ...والدتها لم تتمالك نفسها وصړخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع ....

رؤيتها لمحمد ورؤيتها لخالتها اثارت شجنها للغايه..فمحمد تكبد عناء السفر من اجل دعمها وخالتها صفحت عن اسائتها لوحيدها وحضرت تستند علي ذراع والدتها في اثبات صريح علي ان الډماء لا تتحول ابدا لماء ... دموعها الغزيره تسببت في تلطيخ وجهها بلطخات سوداء من كحلها شديد السواد الذي اختارت وضعه اليوم ...الكحل الداكن كان كل زينتها لليوم وهاهى افسدتها ...اتجهت الي دورات المياه كى تصلح ما افسدته الدموع ... بعد محاولات مضنيه تمكنت من تنظيف وجهها فالكحل اثبت انه من نوع جيد وازالته بصعوبه ...غسلت وجهها جيدا واعادة هندامها الي وضعها السابق ربما رؤيتها لمحمد هى ما اعادت الډم لوجهها الشاحب او ربما فركها لوجنتيها لازالة الكحل عنهما هى ما اعادت اللون اليهما لكن النتيجه ان وجهها استعاد بعضا من حمرته المفقوده ...اعادت وضع كحلها ولمعت شفتاها بمرطب وردى شفاف يحميها من الجفاف فرهبة الموقف اليوم تسبب جفاف جسدها بالكامل ...حجابها الوردى تناغم من وجنتيها الورديتان وبلوزتها الورديه التى اختارت ارتداؤها تحت تايورها الاسود ...القت نظره اخيره علي هيئتها وعندما اطمئنت الي مظهرها استعدت للتقييم القادم...على باب الخروج اصطدمت بفاطمه صديقتها ...سلسلة مفاجأت اليوم مازالت تعمل بكامل طاقتها ..رؤيتها لفاطمه ادهشتها للغايه فهى لم ترها منذ اخر سنة الامتياز ...فاطمه كانت متأنقه كعادتها ...بادرت فريده بتحيه حميمه ... مبروك يا فريده فرحتلك والله انا كنت جايه القسم عشان احضر محاضره شفت بانر مناقشتك بالصدفه قررت اهنيكى ...ما شاء الله عليكى خلصتى الماجستير وهتترقي مدرس مساعد وانا لسه يدوب هدخل الجزء الاول ... انا كمان اخدت نيابة اطفال بس انت بقي عارفه الصحه وحبالها الطويله ... ظهور فاطمه الغير متوقع اربكها اجابتها بارتباك ... ربنا يوفقك فاطمه اكملت پحقد ... لكن السنين مش باينه انها بتمر عليكى ده انتى احلويتى عن زمان ...ايه اتجوزتى تانى ...
فريده اجابتها بالنفي ...انها تريد الخلاص من فاطمه ...مازالت تحملها ذنب طلاقها ومع انها تدرك جيدا انها المذنبه الوحيده لكن رؤيتها لفاطمه تؤلم معدتها وتؤلم ضميرها ...اعتذرت منها بلطف وتعللت بالجمع المنتظر لكن حجتها اثارت المزيد من حسد فاطمه التى حسدتها علي انهاء درجتها العلميه قبل بسنوات ... علي المنصه الصغيره الموجوده في ركن القاعة اعدت فريده نفسها للاجابه علي اسئلة لجنة المناقشه التى كانت تستعد للجلوس في اماكنها ... عيناها تجولت في الحاضرين بقلق ...والدتها ... محمد.. احمد ...رشا ... نور ...ريما ... خالتها منى... خالتها لمياء... حتى فاطمه الجميع يبتسمون بفرح وينتظرون تتويجها لكنها افتقدت جدتها شريفه .. ليتها تتمكن من الحضور فوجودها هام جدا بالنسبة اليها ...ربما بحضورها ستعلم انها سامحتها علي جريمتها في حق عمر ...جدتها هى الوحيده التى علمت التفاصيل المخزيه ولذلك كانت تتمنى حضورها فربما تستطيع الاستمتاع بانجازها الذي يتحول الي سراب ...عيناها راقبت الباب لمره اخيره والمفاجأه الرابعه صډمتها ...فعند الباب كان يوجود صديق طارق زوج اسيل الذي تطفل علي خلوتها يوم الزفاف ...ماذا كان اسمه ..
سألت نفسها وحاولت التركيز ...نعم انه يسمى عماد الباشمهندس عماد رضوان لكن ماذا يفعل هنا يا تري ... علي كل حال انه اقل المفاجأت في الاهميه... وضعت رأسها في اوراقها تتفحصها وعدلت من وضع مكبر الصوت ... سألت نفسها بسخريه .. هل تلك اللحظه تستحق كل عنائها السابق ... الوقت حان ومشرفها قدمها للحضور بفخر ...كان يثنى علي عملها الجاد وعلي تميزها ...اعتبرها مصدرا للفخر ...وجدت نفسها تسحب الى دائرة المناقشه وبالتدريج اندمجت وبدأت في الاجابه علي الاسئله ...كذبت عيناها عندما لمحت عند الباب جدتها شريفه تدخل الي القاعه ...ما سبب لها ضيق في التنفس حتى كادت ان
تفقد الوعى كان وجود عمر معها وكانت تستند عليه بحريه...عمر حضر وعلي وجهه نظرات سخريه شديده .. كان يسخر منها وتفاهة احلامها ..حمدت الله انه لم يصطحب نوف معه والا لكانت الغيره قټلتها وعجزت عن اكمال مناقشة رسالتها...راقبت عمر وهو يساعد جدتهم علي الجلوس براحه بجوار بناتها ثم ينسحب الى الخارج دون ان يلتفت الي الوراء ...اخيرا انتهت المناقشه ونالت درجتها العلميه كامله....وسط تصفيق حار من الجمهور ومحمد اصر علي دعوتهم للغذاء خارجا ابتهاجا بفريده.. احتفال فريده حدثت نفسها بمراره اي احتفال هذا وهى تشعر بالفشل ... لكنها مضطره لاستمرار ارتداء القناع ..سكرتيرة القسم استدعتها لتوقيع بعض الاوراق وفي طريق عودتها لمحت محمد ونور يتحدثان كانا يختفيان خلف حاجز رخامى ورغما عنها سمعت حديثهم ...محمد كان يتحدث بحزن واضح ونور كانت تبكى ...محمد قال بحزن ... خلاص يا نور كفايه تستنى ...انا بحلك من وعدك ليه ...دموعها منعته من الرحيل ...الم يكن ينتوى ان يخبرها تلك الجمله ثم يرحل ...لكنه لم يستطع الرحيل ...تلك الجمله كانت اقسى ما استطاع قوله يوما..كلماته قټلته قبل ان ټها لكن فريده كانت علي المحك..الم يطلب من نور سابقا ان تصبر علي امل ان تحل امور فريده وعمر ولكن رؤيته اليوم لفريده منكسره جعلته يقرر ... فعمر عاد وسيتخذ زوجه فكيف به ان يكون بتلك القسۏه ودونا عن كل بنات العالم يختار شقيقة عمر ...هو مجبر علي الاختيار ...لابد وان يختار احدى احب الانثيين الي قلبه وايلامها فاختار نور ...ففريده نالت نصيبها من العڈاب سابقا ...اما فريده فلم تتمالك دموعها وسمحت لها بالاڼهيار ...كانت تعلم ان محمد حان دوره في الټضحيه ...فهى دائرة مفرغه لا خلاص منها لكنها قررت كسر الدائره برحيلها ...اليوم ستعلن للجميع بعد الوليمه التى يعد لها محمد عن قرار رحيلها للخارج ...ابتهلت في صمت ان تصمد نور فقط لساعتين ... عادت بأفكارها الي عمر ..فهو اختفي تماما بعد ان اوصل جدتها... كان يبتسم ببرود وكأنه يقوم بواجب ثقيل ...انسحبت للخلف بصمت ... لحظة نور ومحمد الخاصه لا ينبغي التطفل عليها ...اصطدمت بباقة ورود عملاقه تقف خلفها...الباقه كانت بجوار باقات التهنئه المقدمه اليها من زملائها ومن العائله لكنها شعرت بإختلافها علي الفور ...حتى بدون قراءة البطاقه المرفقة بها
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 61 صفحات