روايه مريم
كويس يا يحيى . ماتنساش إني أخوك الكبير.
أخويا الكبير المفروض يبقي هو العاقل إللي بېخاف علي مصلحة أخوه الصغير . ليه ليه بتحاول دايما تبوظلي شغلي ده جزائي ده جزائي إني ماحبتش أبعدك عني و عملتلك مكان في الشركة !!
رفعت پغضب
دي مش شركتك لوحدك . إنت ناسي إنها ورث أبونا
و هنا إجتمع كل من بالمنزل علي صوت هذا الشجار الڼاري ..
لأ و الله شكلك إنت إللي ناسي إن أبويا الله يرحمه كتبهالي بعد ما سيادتك فضلت تاخد نصيبك منها و تسافر بس أنا بقي إللي طلعت غبي لما رجعتك و كتبتلك ربع الأسهم فيها بعد ما ضيعت كل فلوسك .. ثم تابع بندم ممزوج بالحزن
كنت فاكرك إتعدلت و هتقف جمبي . كنت فاكرك فعلا أخويا الكبير إللي هيحميني و هيخاف علي مصلحتي . ماحسبتهاش صح بس قلت إحنا إخوات و مالناش إلا بعض ماينفعش نبعد ماينفعش نتفرق ماينفعش حد فينا يسيب إيد التاني . إستحملت منك كتير علي أمل إنك في يوم هتتغير . بس للآسف إنت زي ما إنت . غرورك و حقدك خلوك أعمي ممكن تدوس علي أي حد حتي لو كان أخوك !
يحيى بلهجة صارمة
أنا مش هقدر أقولك إمشي من البيت ده لإنه للآسف بيتك زي ما هو بيتي . بس لما أرجع من السفر هطلعك من شركتي و هسحب منك كل الأسهم . خلاص .. الثقة بينا بقت معډومة و أنا إستحالة آمنلك تاني يا . ياخويا.
و تركه و عاد إلي غرفته تلحق به زوجته
بينما وقفت كل من هالة و صفية و عائلة مراد مصعوقين مما حدث و لم يجرؤ أحدهم علي فتح فمه و الإستفسار أبدا ...
عثمان بجدية
شوف هو العرض كويس جدا و مسألة إنك هنا مرتاح و مش عايز تسافر تاني دي أنا شايفها سخيفة جدا . فيها لما تروح تأسس المشروع إللي إقترحه أبوك و توسعه لحد ما تمده هنا وقتها هتقدر ترجع تاني زي ما إنت عايز . إنما حوار العواطف في الشغل ده مايأكلش عيش يا مراد لازم تتنصح شوية و لا هتفضل طول عمرك أهبل !
ما تبطل قلة أدب بقي ياعم و لم لسانك .. ثم قال بجدية مماثلة
طيب إنت شايف كده يعني أصل أنا بيعجبني تفكيرك بصراحة !
أنا مش شايف غير كده . إنت لحد دلوقتي ماعملتش حاجة و مقضيها بطول و العرض . آن الأوان تتكن في حتة معينة بقي و تشوف مستقبلك كفاياك كده.
أومأ مراد بتفهم و قال
أوك . خلاص علي بركة الله . نبدأ تنفيذ المشروع .. ثم تنهد و سأله بشقاوة
عثمان و قد عاوده الڠضب مجددا
و إنت مالك بيها يعني ما تتغير ياسيدي مهتم ليه إنت
مراد بضحك
أيوه ياعم حقك تعمل أكتر من كده طبعا . ما إللي علي راسه بطحه بقي . مش قادر تنسي الرهان إللي خسرته.
في هذه اللحظة دق الباب ثم دخلت سمر حاملة مشروب مراد بين يديها ..
بنفسك جايبالي العصير بنفسك مش معقول !
ردت سمر له الإبتسامة ليصطبغ وجه عثمان بالحمرة و هو يقول بصوت غليظ
من إمتي بدخلي المشاريب بنفسك أومال فين الساعي
سمر بشئ من التوتر
عم حسن تعبان و واخد إجازة مرضية إنهاردة !
مراد و هو يجذب إنتباهها مرة أخري
إنتي مش فكراني و لا إيه يا سمر
سمر و هي تنقل نظرها بقلق بينه و بين عثمان
لأ إزاي فاكرة حضرتك طبعا.
مراد بنعومة
شكلك إتغير أوي . بس للأحسن طبعا.
سمر بتعثر
م ي رسي !
عموما أنا مبسوط إني شوفتك تاني .. و مد لها يده للمصافحة
بصورة تلقائية مدت سمر يدها هي الأخري و صافحته ..
حدق عثمان بغيظ في يد صديقه المطبقة بشدة علي يد سمر ثم حدق فيها هي منتظرا أن تسحب يدها بسرعة لكنها لم تفعل حتي قرر مراد بنفسه تركها بعد عدة لحظات ..
عن إذنكوا ! .. قالتها سمر و هي تنظر بالأرض ثم إستدارت لتغادر المكتب
مزززززززززه جآاامدة أوي يا عوث ! .. تمتم مراد بحرارة ليتنهد عثمان بنفاذ صبر و يرد
أظن إنها مش تيبك . و لا إيه
مراد بضحكة ساخرة
يعني هي كانت تيبك إنت بس سيبك . إحلوت أووي عن أخر مرة شوفتها.
عثمان بإستهجان
لا إحلوت و لا حاجة عادي زي ما هي.
مراد بجدية
لأ .. جسمها لف و بقت
مارشميللو خالص . ألوظت يعني.
ما تلم نفسك يابني آدم إنت ! .. صاح عثمان بعصبية رغما عنه
مراد بدهشة
الله ! و إنت محموء كده ليه الكلام غريب علي ودانك ده إنت إللي بدعه .. ثم قال بخبث
و لا الهزيمة لسا حړقاك
رمقه عثمان بحنق فضحك مراد و قام من مكانه و هو يقول بنبرة متكاسلة
أوك . همشي أنا بقي عشان ماعطلكش أكتر من كده .. يلا باي.
و رحل مراد ليرفع عثمان سماعة الهاتف فورا و يستدعي سمر ..
شعرت سمر بخطړ وشيك كلما إقتربت من غرفة مكتبه ... لكنها تسلحت بجدار شجاعة واهية قابل للإنهيار ما إذا أحب هو أن يهدمه
تقف سمر عند الباب ليشير لها عثمان بإن تقترب ... إنصاعت له و هي تبتلع ريقها بصعوبة حين لمحت تلك النطرة العڼيفة بعينيه
سمر بصوت خاڤت
نعم !
قام عثمان من مكانه و مشي ناحيتها بتمهل ..
إنتي بتشتغلي فين يا سمر .. قالها عثمان بجمود و هو يكتف يديه خلف ظهره
سمر ببلاهة
هه ! مش فاهمة !
عثمان بصوت أجش
سؤالي واضح . إنت بتشتغلي فين
سمر بعدم فهم
بشتغل هنا . في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة !
عثمان و قد غدت نبرته هادئة علي نحو يدهش
إللي هي ملك لمين
سمر بحيرة ممزوجة بالتوتر
ليك !
يعني أنا أبقي مين .. قالها عثمان بصوت هامس ثم رفعها بمنتهي الخفة و أجلسها علي سطح مكتبه
سمر حابسة أنفاسها بتوتر شديد
ع عثمان البحيري !
عثمان و هو يزيح حچابها ببطء ليكشف عن شعرها
و إنتي تبقي إيه ليا
م .. مر مراتك .. نطقتها بصعوبة لتظلم عيناه في هذه اللحظة و هو يرد پغضب
و لما إنتي عارفة كده إزاي تسمحي لواحد غريب يلمسك إزاي تخليه يمسك إيدك و يبقي إيه لزمته الحجاب إللي علي شعرك ده
سمر بحدة ممزوجة بالإرتباك
هو مامسكش إيدي بالمعني إللي تقصده ده سلم عليا بس و أنا بسلم علي كل الناس بالإيد عادي ! .. ثم قالت بإستغرابب
36
وعد !
صباح يوم جديد ... تستيقظ سمر باكرا و أثناء ما كانت ترتدي ثيابها راحت تعيد ترتيب أحداث خطتها الخرقاء
بالطبع خرقاء و يجب أن تتوقع أي رد فعل عڼيف قد يصدر عنه و لكن ما أقلقها بحق و جعل أصابع يدها ترتجف و هي تغلق أزرار كنزتها .. تلك الطفلة المسكينة
ألقت سمر نظرة علي أختها النائمة بالمهد الصغير أزعجتها فكرة أنها ستتخذها كدرع حماية و لم تكن واثقة من نجاح الخطة
و لكن ما كانت واثقة منه تماما أنه حتي إذا بلغ قمة غضبه فإن هذا الڠضب كله سيقع عليها وحدها لا علي هذه الصغيرة بالتأكيد لن يفعل لها شيئا
و تأمل كثيرا لو تنجح هذه الخطة رغم أنها تعلم أن لا يمكن الهروب منه كثيرا و لكن لتفلت منه هذه المرة و ستفكر في عذر أقوي للمرة القادمة ..
إنتهت سمر من تحضير نفسها ثم إيقظت ملك من نومها بلطف و أخذت تبدل لها ملابسها و تعطرها و تمشط لها شعرها البندقي الجميل
عند ذلك كان النعاس قد طار تماما من أعين الصغيرة لتأخذها سمر و تذهب لشقة الجارة زينب ..
دقت بابها ... لحظات و فتحت لها زينب و علي وجهها إبتسامتها المشرقة ..
زينب بود
صباح الخير يا قمرات . إيه نازلين بدري ليه .. ثم قالت بإستغراب
و بعدين إنهاردة الجمعة . مافيش شغل إنهاردة !
سمر بإبتسامة متوترة
ملك مش هتقعد معاكي يا ماما زينب . أنا هاخدها معايا إنهاردة.
زينب بشك
هتاخديها معاكي فين
حمحمت سمر بتوتر أشد و لكنها أخبرتها بالأخير ..
إنتي بتقولي إيه .. صاحت زينب پغضب و تابعت
إنت أتجننتي هتروحيله برجليكي تاني و وعدك ليا هتسلميله تاني
سمر بهمس و هي تتلفت حولها بقلق
بالله عليكي يا ماما زينب وطي صوتك . وعدي ليكي زي ما هو . و الله ما هسيبه يلمسني تاني صدقيني مش هيحصل لو علي رقبتي.
زينب بإستنكار
أومال رايحاله برجلك دلوقتي ليه و هتقابليه لوحدك ليه
سمر بنبرة مقنعة
أنا هروح أقابله فعلا بس و ملك معايا . أنا نايمتها طول الليل إمبارح عشان تفضل صايحة طول النهار و هي معانا . هتحجج بيها و مش هيعرف يعمل معايا حاجة . ماتقلقيش يا ماما زينب و الله العظيم ما هخليه يقربلي.
زينب و قد تهدلت تقاسيم وجهها بإستسلام
خدي بالك من نفسك يا سمر . إوعي تضعفي يابنتي أو يغلبك الشيطان ده.
سمر بثقة
ماتقلقيش .. أنا وعدتك !
في قصر آلبحيري ... يضبط يحيى البحيري ربطة عنقه أمام المرآة لتأتي زوجته من خلفه و تسند خدها علي كتفه و هي تطلق تنهيدة حارة
فريال بلهجة قانطة
هتسافر تاني يا يحيى
يحيى بصوت خاڤت لونته المرارة
أيوه يا فريال . لازم أسافر . هحاول أنقذ ما يمكن إنقاذه من الصفقة إللي حطيت فيها حصيلة سنة كاملة من الشغل !
تقلص وجهها پألم فهمست
عشان خاطري ما تتأخرش . أنا ببقي وحيدة منغيرك . مابحسش بطعم الحياة إلا بوجودك جمبي.
إستدار يحيى ليواجهها
أمسك بكتفيها و حدق في عيناها مباشرة ..
يحيى بصوته الدافئ
و أنا كمان يا حبيبتي مابقدرش أعيش ثانية منغيرك . لكن مضطر . إدعيلي إنتي بس سفري ده يجي بفايدة و لو كل حاجة تمت زي ما أنا عايز هرجع بعد يومين إن شاء الله.
فريال و هي تنظر إليه بلوعة
ربنا يحفظك ليا و ترجعلي بالسلامة . دول الأهم بالنسبة لي.
إبتسم يحيى بحب ثم ضمھا إلي صدره بلطف و تمتم بأذنها
بحبك . خليكي فاكرة إني جمبك دايما .. و بحبك دايما !
في غرفة صالح ... الصمت و الوجوم يخيمان عليه و هو يجلس مهموما علي فراشه الواسع
تلج صفية إليه حاملة كأس اللبن الدافئ بين يديها ..
جلست علي طرف السرير