الخميس 12 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه شيماء نعمان

انت في الصفحة 8 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

يراجع ملفات المتقدمين للعمل في قسم الديكور
ليث إحنا كده خلصنا قسم المدنى فاضل الديكور اللى بره حوالى عشرة واحنا محتاجين ستة بس
اللى هياخد الشغل اللى يستحق يا محمد واكيد اللى عنده
خبرة له الأولوية بس ميمنعش لو في حد حديث التخرج ممكن يشتغل معانا كتير الشباب بيبقى عنده أفكار جديدة ومختلفة
تمام تدخلهم بقى واحد واحد عشان نخلص
بدأ دخول أول المتقدمين وليث يستمع ويراقب الملف الخاص به وبعض الأسئلة الروتينية وبعض الأسئلة التي يقيم بها ليث من أمامه
انتقل للملف التالى لتتسع عيناه بدهشة وصدمة لا يصدق أنها هي إسمها صورتها
عيناه لم تخطئ هي بالفعل ضحك ضحكة جعلت محمد ينظر إليه ببلاهة مالك في إيه
رفع ليث الملف ضاحكا مش هتصدق مين صاحبة الملف ده
نظرة إليه ونظرة إلى الملف ومحمد لم يستطيع استنتاج ما يقصده ليث مش فاهم مين يعنى
ابتسم ليث وهو يتصفح الملف مرة أخرى تويا
غمغم محمد محاولا تذكر الإسم الذى وكأنه سمعه قبل ذلك مين تويا أنا فاكر أنى سمعت الاسم قبل كده
ضحك ليث قائلا تويا يا محمد البنت اللى قابلتها وأنا خارج من بيت عمى
اتسعت عينا محمد ذهولا وهو يضحك معقول تكون من المتقدمين للوظيفة
عاد ليث للوراء مبتسما مكنتش متخيل أنى ممكن أقابلها تانى بالسرعة دى
قام من كرسيه بسرعة نحو محمد محمد قوم اقعد مكانى
وقف ينظر إليه بعدم فهم في إيه انت هتروح فين
مش عاوزاها تشوفنى أنا هدخل الأوضة التانية هي هتدخلك اسالها زى ما انت عاوز كأنها مهندسة عادية جدا أوعى تبين أودامها حاجة ولا تقول أودامها كلمة وأنا عارفك ممكن تتطب وتقول أي كلمة
مش لما أفهم في إيه
محمد اسمع الكلام وبس أنا هدخل الأوضة وأنت اقعد مكانى وعرفها أنك موافق على شغلها تمام
تركه وذهب وجلس محمد مكانه متعجبا من حال صديقه ولكن لم يكن أمامه غير الرضوخ لمطلبه
بعد دقائق كانت تويا تجلس أمامه متوترة تجيب على أسئلته بعملية وبثقة حاولت التمسك بها
باشمهندسة أنتى اشتغلتى قبل مظبوط
ايوه مظبوط اشتغلت سنة واحدة بس وبعدين استقلت
طب ليه مع ملفك بيقول أنك كنتى مهندسة شاطرة
تذكرت كيف كانت
مخطئة حينما تخلت عن عملها وحلمها لأجل خالد وكيف اقتنعت بحديثه أنه سيأخذها معه للعمل بالخارج تذكرت كم كانت ساذجة لتصدق
أكاذبيه وخداعه
انتبه محمد لشرودها ولكنه وجدها تستعيد ثقتها قليلا قائلة كانت ظروف وكنت مضطرة أسيب الشغل في الفترة دى
أؤما برأسه متفهما تمام يا باشمهندسة كده حضرتك معانا باذن الله
قامت من مكانها فرحة سعيدة بجد
متشكرة أوى لحضرتك
قام محمد مودعا تشكرينى على إيه إحنا أكيد هنبقى مبسوطين لما تشتغل معانا مهندسة شاطرة ومميزة زيك وان شاء الله تكونى هنا من بكره الساعة تسعة
أن شاء الله هكون في معادى .....بعد إذن حضرتك
اتفضلي
لحظات وعادت له مرة أخرى كنت عاوزة اطلب من حضرتك طلب
اكيد اتفضلي
صاحبتى معايا وهى زيى بالظبط ويمكن أحسن وبصراحة هي السبب أنى أجى النهاردة ممكن توافق عليها
ضحك محمد
قائلا يا ستى لو زيك كده أنا موافق عشان خاطر عيونك خليها تدخل
متشكرة لحضرتك مرة تانية بعد إذنك
اتفضلي
ما أن خرجت حتى وجد من يضربه على رأسه بغيظ التف لليث الذى نسى وجوده ينظر إليه پغضب ما تقوم تجيب اتنين ليمون بالمرة
في إيه يا بنى آدم مالك أنا عملت إيه
أنت بتسبلها يا محمد بتعاكسها
أعاكس مين يا ابنى هو أنا اتكلمت كلمة زيادة ما انت واقف بتتصنت علينا قلت أنا إيه غلط
بتقولها عشان خاطر عيونك ما تحترم نفسك
قام محمد إليه مندهشا إيه يا ابنى مالك محموق كده ليه هي مراتك ولا خطيبتك
انت مالك مراتى ولا خطيبتى تعاكسها ليها
ضحك محمد ليغتاظ ليث أكثر مالك يا ليث ده انت مشفتهاش غير مرة واحدة وبتعمل كده أؤمال لو تعرفها بقالك زمان كنت عملت إيه
أبعده ليث عن كرسيه وجلس هو يمسك بالملفات الأخرى وهو يهمس بسخط كنت وخلصت
بتقول إيه مش سامع
بقول خلص بقى خلينا نشوف اللى بعده
وكأنها أمسكت النجوم بكفيها نالت ما حلمت به حتى إن كانت دعاء ترى الأمر عاديا لا يستحق ولكن بالنسبة إليها أمر آخر فرصة وطريق لتتناسى لتغلق باب أيامها الماضية لتبدأ من جديد لن تظل تعيش للأبد على حطام الماضي لن تظل مقيدة بقيد كبلها مرغمة
ستتعافى وتعدو في طريقها لتصل
لحلمها الذى تركته
من أجل كاذب ومخادع
ابتسمت دعاء وهى تنظر لتويا وهى تأكل الآيس كريم بمرح للدرجة دى مبسوطة يا تويا
طبعا مبسوطة ومبسوطة أوى كمان انتى متعرفيش الشغل ده كان مهم بالنسبة لي ازاى
طيب يا اختى المفروض تعزمينى بقى على غداء مش آيس كريم
أول قبض باذن الله هعزمك مټخافيش بس إيه رأيك فيا خليت المدير وافق عليكى
ضحكت دعاء مازحة متشكرين يا ستى على الجمايل ده كفاية أنى هشتغل مع الواد الجامد ده
ضحكت تويا قائلة هو مين اللى جامد
ده راجل عادى جدا
انتى بتستعبطى انتى مشفتيش شكله عامل إزاى ولا دقنه ولا عضلاته
الټفت إليها تويا قائلة باستغراب هو مين اللى بدقن اللى كان جوه مكنش له دقن ولا عضلات انتى بتخرفى
لا ابدا والله كان في جوه اتنين واحد بدقن وعضلات والتانى عادى
يا بنتى مفيش غير واحد التانى ده جه منين وأنا كنت بره لما دخلتى ومحدش دخل
تويا أنا مش عمياء والله كانوا اتنين حتى الواد أبو دقن ده هو اللى كان بيسالنى والتانى كان قاعد جنبه ساكت
شردت تويا قليلا وهى تعيد ترتيب المشهد الغرفة لم يكن بها غير محمد لم يكن بها غيره عندما دخلت
فجأة تذكرت أنها رأت سترة ملقاة على الأريكة أمامها ومحمد حينها كان يرتدى سترته أي بالفعل دعاء محقة كان هناك آخر ولكن لماذا لم تراه
مطت شفتيها بعدم أهمية وانا مالى واحد ولا اتنين المهم اشتغلت
أسبوعين منذ بدأت تويا العمل وهى سعيدة تشعر بنفسها فراشة تحلق بين نسمات الهواء الطلق كانت لديها أحلام طموح
فرصة .......فرصة لتعود تويا لتويا تودع ألمها وفترة عصيبة كانت تعتقد أنها لن تمر بسلام والعمل كان منفذها الوحيد لتخرج من دائرة الألم لدنيا تعيد هي رسم ملامحها من جديد
ولكن ما كان يؤرقها هي تلك النهال التي ترى دائما أنها على حق ترى أنها صاحبة المكان ولها السطوة والسيطرة على كل شيء هي لم تحتك بها ولكن أسلوبها لا يروق لها
مهمة تولتها وكانت كفؤ لها
سعيدة بكل شيء عملها زملائها عدا شروق تلك الفتاة المتطفلة ولكنها دائما تحاول تحاشى الاختلاط بها
وهناك من يراقب يستمتع بالنظر إليها من بعيد كم من مرة حاول القرب حاول أن يخبرها بشخصيته الحقيقة ولكنه لا يعلم رد فعلها إن علمت يعلم أنها تخشاه منذ تلك الليلة ولا يعلم لما هي
عرف الكثيرات وتعددت علاقاته ولكنها دائما علاقات عابرة
أما هي مختلفة كل ما بها مختلف
كان يعلم جيدا مكان عملها يعلم متى تذهب
متى تعود وهو لا يريد أكثر من ذلك
أنهت عملها كالمعتاد تأكدت أن كل العمال تركوا الموقع خرجت لتستقل سيارتها ولكنها توقفت تسمرت مكانها وهى ترى ليث يجلس فوق مقدمة سيارتها ېدخن سيجارته بأريحية لا يعبئ بشئ ا
وقفت مكانها

انت في الصفحة 8 من 20 صفحات