عشق تحت الوصاية
نحبه الا وبيده ابن الحسيني ..
وبينما هو يسبح بتفكيره عاد عبدالله بنظره الي سيف مره اخري بأستهزاء وكأنه يخبره ان كل ذلك لن يعنيه شيئا بقدر ما فعله هو به .. اشاح سيف بنظره الي عبدالله هو ايضا وردد في اسي وندم قرر يا عبدالله انت عايز ايه وانا لسه عند كلمتني .. ومش طالب غير انك تسامحيني حتي لو مت ..
وضع عبدالله يديه امام صدره وهو ينظر اليه بكره شديد ويبث اليه بأنه مهما فعل لن يحصل علي السماح حتي وان ضحي بحياته ﻷجله ...
انسي يا سيف .. وبما انك جاي برجليك يبقي تستعد لعذابي اللي مش هتشوف اخره ....
ولم يلبث عبدالله يكمل جملته حتي وجد سيف يهجم عليه فجأه وهو يدفعه بيديه في قوه حتي اسقطه ارضا ليرتطم بالارض في لحظات معدوده ولم يكد يرفع رأسه ويعدل من وضع جسده حتي استمع لصوت اطلاق فرفع وجهه ليري سيف.. تدارك عبدالله الموقف في ثوان لينظر خلفه ويجد ناجي من فعل ذلك
اخذ يتطلع اليه عبدالله وهو غير قادر علي تحديد مشاعره الحاليه تجاهه أيشعر بالشفقه لحاله وانه
لربما يكون بالفعل في لحظاته اﻷخيره ولم يطلب منه سوي السماح حيث استشف عبدالله صدقه من خلال نظراته ولهجته التي باتت واضحه بالنسبه اليه .. أم يتذكر له كل سوء فعله به ويري ان مۏته ذلك لم يكن سوي جزء بسيط مما فعله معه ..
لا يدري عبدالله لما قال له ذلك .. هو لن يسامحه بالبتأكيد ولكنه تذكر طفله الذي شاهده بالمشفي حينما اعلمه اللواء احمد بخبر ۏفاته ..
نهض عبدالله وهو ينظر حوله ليجد المكان بأكمله اصبح عباره عن كتل من الډماء في كل بقعه بجواره ..
وقعت عينيه علي يوسف وهو ممسكا بقدمه والعرق يتصبب من جسده في غزاره شديده وعينيه كادت ان تفقد بريقها وتسيل من قدمه لټغرق الارض بأسفله وكذلك يديه .. اسرع اليه عبدالله متلهفا حيث لم يلحظه من قبل ولا يتذكر متي اصيب جلس بجواره وهو يمسك بوجهه مرددا في قلق شديد وخوف يوسف .. انت كويس .. انت اتصبت امته بس !!! ..
لم يلبث عبدالله ان يتحرك من موضعه وينهض صارخا..
مراااااااام ....
وتم اطلاق الهدف ببراعه ..
نظر اليها عبدالله ليجدها تسقط أمامه بعد ان اخترق .. اشاح عبدالله بنظره الي ليجد سيف ينزل من يده وينظر الي عبدالله ويبتسم قبل ان يوصد عينيه ويرتخي جسده ..
بعد لحظات كان اللواء احمد يقتحم المكان ليجد جميع من به يسبحون في ولم يتبق لتلك القضيه أي اثر سوي أولفت التي قام بالقبض عليها وادرك انها لن تأخذ وقتا كي تعترف بكل شئ ..
ليتم اغلاق قضيه ناجي الكافوري ومن معه الي اﻷبد وتبدأ حياه اخري في محور جديد ..
كانت الشمس علي مشارف الغروب بعد ان تغيرت الاحوال الجويه ومالت للدفئ قليلا في ذلك الفصل الذي يبهج الجميع وهو فصل الربيع بلونه الأخضر الزاهي ..
كان عبدالله يجلس في شرفه القصر الخاص بهم مرتديا حله رسميه انيقه ذات ماركه عالميه وحذاء اسود اللون يشاهد غروب الشمس في تلك النسمات التي كانت تداعبه وهو ممدا قدمه امامه علي منضده ورائحه عطره الجذابه اندمجت مع رائحه سيجارته التي كان ممسكا بها في استرخاء تام وهو يتذكر كل ما حدث خلال الشهر الماضي...
مر شهرا كاملا علي تلك القضيه التي انقلبت لها البلد بأكملها وهي قضيه ناجي الكافوري وما فعله وكان يريد ان يفعله اكثر بتلك البلد .. مازالت الصحف المصريه وايضا العالميه تكتب في ذلك الخبر الي الأن .. والذي كان يؤكدون علي توثيقه اكثر هو شجاعه ذلك الحارس الذي تبين لهم انه زوج من لقبت بطبيبه القلوب وبدأو في البحث عنه اكثر لمعرفه كل ما كان يربطه بتلك القضيه وماذا فعل من اجلها ! .. وهل كان ذلك من اجل القضيه فقط أم من اجل سبب اخر ! ..
مع استجواب الطبيبه مرام زكريا اعلنت عن بسالته في فنون الحړب والقتال.. وحكمته في التصرف.. وشجاعته التي فاقت الوصف .. ووقوفه بجانبها وانقاذ حياتها عده مرات بعد ان كانت ستصبح لقمه سائغه في فم الاعداء .. صرحت ايضا انه زوجها وحبيبها ورفيق دربها منذ كانت بالسابعه عشر من عمرها وهي لم تعرف دربا ولا حبيبا سواه ...
وامتزجت تصريحها مع افاده سيف جلال الشافعي بعد ان اعلن للعالم من خطأه وانه كان المذنب بحقه حين حكم عليه بالسجن ظلما ليستعيد عبدالله كرامته وكبريائه ورفض اخذ التعويض المادي الذي قدم اليه من سيف وتركه ﻷولاده ..
اتخذت مرام من ذلك التصريح لتعلن للعالم عن مدي فخرها بحبيبها الذي كان دائما وابدا يحتل مكانه اﻷب والزوج بداخلها .. وأنها تزوجته منذ السابعه عشر من عمرها وظلت زوجته حتي وهو بين القطبان وستظل رفيقه دربه الي الابد وهي كلها فخر وكبرياء .. اصبحت تلك الواقعه هي حديث الساعه ومازالت الي الأن في اﻷعلام والسوشيال ميديا يكتبون ويوثقون قصه حبهما التي تخطت كل معالم الحب والعشق ..
نفس عبدالله دخان سيجارته وهو يتذكر كل ما مر به وما فعله من اجل تلك القضيه ومدي تأثيرها عليه .. بدايه منذ ان كان بالأردن بعد ان طلق مرام وتركها تبكي بمفردها علي ما فعله معها .. تذكر مدي قسوته عليها في ذلك الوقت وهو يري ان اكثر ما ېؤذيها هو ابتعاده عنها وهجره لها .. لام نفسه كثيرا علي ما فعله بها ولكن أن لم يكن فعل ذلك فلن تصبح النتيجه كما هي علي تلك الحال اﻷن ..
لم ينسي حين التقي بذلك الشاب الطبيب يوسف في مطار الأردن الدولي وتحدث معه كمن وجد نجده من السماء و هم يخططوا سويا ماذا سيتم البدئ في مخطط كل منهم .. بدأ يوسف بسرد قصته له وانه اتي الي الأردن لمقابله اهل حبيبته داليدا والتوصل معهم لنهايه مرضيه ولكن عبدالله اخبره بمدي خطأه وحذره من عدم فعل ذلك حيث ان هؤلاء المتعصبون لدينهم وعقيدتهم لن يتفاوضو معه بشئ واقل ما سيقدمونه له هو ه .. وعده بمساعدته له وانه لا يوجد سوي الټهديد والخۏف من سلطه عاليه لتنهي ذلك الامر وتمنعهم من عدم التعرض له .. أيوجد اكثر من المخابرات المصريه كي تمنع تلك الزيجه !! .. تحدث عبدالله في ذلك الوقت مع اللواء احمد السيوفي وصرح له عن مكانه وعن ما يود فعله .. كم كان اللواء احمد سعيدا بما يخبره به عبدالله وانه وثق به دونا عن الجميع وتدخل هو شخصيا لينهي امر
اهل داليدا وسلب منهم حريتها في اختيار حياتها ودينها وزوجها ولم يستطع احد منهم التفوه بكلمه واحده .. فرح يوسف بشده بل كان ذلك
اسعد خبر يسمعه بحياته وظل يعانق عبدالله شاكرا له ولما قدمه من اجله ووعده ان يظل بجواره ﻷخر لفظه بحياته الي ان ينتهي هو ايضا من انتقامه لمن ظلمه .......
بدأ عبدالله عمله في البحث عن مكان اي احد له علاقه بناجي وذهب في بادئ الامر الي الفيلا الخاصه بمرام في الأردن وظن انها مهجوره لن يوجد بها احد ليكتشف انها ليست كما يعتقد وانها بالفعل يقطن بها احدهم .. حينما بدأ بمراقبها جيدا ودلف بداخلها لم يجد سوي أولفت واحدهم يمارس عليها ساديته وهي كالعبده الزليله اسفله ليشمئز عبدالله من ذلك المشهد ويقتحم عليها المنزل وهو يمنع ذلك التقزز من الاستمرار اكثر من ذلك لتتحول أولفت تحت قدميه هو متوسله اليه ان لا يفعل شيئا معها وېؤذيها به وهي مازالت مصدومه كيف وصل الي هنا وعرف مكانها ....
اخبرته أولفت بكل ما تعرفه عن ناجي ورددت ايضا انها مستعده للأعتراف بكل شئ ولكن ان يتم اقصائها عن ناجي وعدم التعرض لها .. اعطت له هواتفه الخلويه التي كانت تحوي ارقائمه القديمه التي استبدلها بأخري ومنها وجد عبدالله كل ما يريد معرفته اكثر عن ناجي وطبيعه عمله .. واكثر شئ جذب انتباهه هو ذلك المقطع الذي وصله علي حساب الواتس أب والذي كان عباره عن اخيه وهم يقومو بتعذيبه نتيجه لتأخر ناجي بالبضاعه الجديده .. علي الرغم من تقزز عبدالله في بادئ الأمر وشعوره بالشفقه علي حاله ولكنه سرعان ما تذكر ما فعله بأخيه لتتحول شفقته الي نصر وسخريه منه وهو يتم معاقبته بنفس الطريقه ....
كانت سمر في ذلك الوقت محتجزه في بيت اخر بالأردن وبين الحين واﻷخر تذهب الي أولفت في الفيلا التي كانت تقبع بها تطمئن علي ناجي كي يحضر لها المواد التي تحتاجها لعلاج ابنه من اﻷدمان بعد ان قاربت علي النفاذ .. ولكن زيارتها الاخيره لها كانت لغرض اخر وهي ان تعلم اكان هنا بالأردن أم لا !!.. فقط تريد معرفه مكانه خوفا من ان يتعرض لها بعد ان ادركت فداحه غلطتها وحقنت ابنة ناجي بذلك الفيروس وهي في احدي النوبات الچنونيه التي تأتيها بين الحين والأخر .. تخيلت تلك الطفله التي لم تصل لسنواتها العشر انها مرام وقامت بحقنها وهي غير واعيه لما تفعل تحت تأثير الجنون الذي يتملكها ..
كانت تراقب الفيلا من بعيد وصدمت حين وجدت عبدالله يخرج منها وشعرت بأنه الخلاص لها وهو من سيحميها من ناجي لذلك سعت خلفه والقت بنفسها بين ذراعيه وهي تعاودها حاله الجنون مره اخري لتعترف له بكل ما فعلته معه وكذبها عليه
بأمور عده كي تصل اليه هو .. اخبرته بمدي حبها له والذي كان دائما يشعره بالشفقه علي حالها حتي بعد كل ما ارتكبته بحقه وحق زوجته .. اتت اليه ضعيفه مجنونه تحتمي به من بطش ناجي وما سيفعله معها اذا علم بذلك اﻷمر .. لذلك قرر الاستفاده منها ليوم لقاء ناجي وكذلك حمايتها الي ان يتم تسليمها الي اللواء احمد السيوفي بعد ان اخبره ايضا بأمرها ...
تنفس عبدالله بحريه بعد انتهاءه .. لم ينسي ذلك اليوم حينما سقطت مرام بشده ليخبره ادم بكل تلقائيه وبراءه بأن امه تحمل بأحشائها طفل اخر وهو من يرهقها دوما هكذا .. مثلما كانت تفعل معه دائما حينما يسألها ابنها عن سبب مرضها فتقول له ان اخيه الصغير الذي تحمله هو من يسبب لها ذلك اﻷلم ...
شعوره في تلك اللحظه كان مختلفا عن اي مره كان بجوارها من قبل ولا يدري اكان