روايه للكاتبه ساره حسن
قليلا و قالت بصراحه روحنا الفرح
اعتدل قليلا و قال بضيق روحتي فرح هناك يا حسنا ازاي تعملي كده الناس اللي هناك
قاطعته حسنا بأعترلض وهتفت
الناس اللي هناك فيهم ابن عمي اللي المفروض يبقوا عايشين هنا معانا مش ذنبهم ابدا انهم هناك و بعدين الناس هناك مش وحشه بالعكس بيعاملوني كويس و انا ماكنتش مضايقه معاهم النهارده بالعكس كنت مبسوطه
قال عماد لها بهدوء اعملي اللي شيفاه صح حسنا انا بثق فيكي
ثم تركته متوجهه لغرفتها .
القت حقبيتها و ارتمت علي الفراش تعيد فقد مقابلتها معه اليوم غير كل مرة قابلته بها ...ابتسمت ببلاهه علي رجولته و خشونته و حتي صوته المسيطر ..حميته التي قليل ماتراها في رجل ..و اخيرا ابتسامته التي اهداها اليوم اليها و ليس مره بل مرتين
اتي الصباح و لم يكن ابدا مزاجه جيد اليوم بسبب غفواتة المتقطعه و تفكيره بها و بحمايتها
جلس علي كرسي و مدد قدميه علي كرسي اخر و ارجع راسه للخلف يتذكر احداث مرت عليها سنوات لكن تأثيرها موجود للان
عدواة منتصر بعلي ليست حديثه المنشأة فهي منذ الصغر
سواء كان طفل او مراهق او شاب صاحب الأخلاق الفاسدة مدلل ابيه و بداخله كبر حقده من علي ..و وقف له بالمرصاد حتي في بدايه عمله بورشته
حتي جاء يوم كان منتصر جالس علي المقعد الخشبي الخاص بمقهي والده و هو ممسك بالارجيله يسحب منها انفاسا عده يتابع الماره من امامه حتي مرت من سيده ما من منطقته
زفر علي بعمق و هو يحدث نفسه ماكنتش النهايه يا منتصر يا تري شيطانك هايوصلك لايه تاني
توجه لداخل بنايته في منتصف النهار لشعورة بالارهاق اخرج مفاتيحه و استرق السمع لصوت و الدته وضحكها .
ضحك علي من نفسه و تمتم تسمحلها ايه يا علي دي قاعده و كأنه بيتها و احسن
و لكن يبقي السوال ماذا تريد منه
قالت هدي مرحبه تعالي يا علي خلصت شغل بدري النهارده
قال و هو يجلس علي الكرسي المقابل لل الكنبه العربي الجالسين عليها خلصت بدري ياما
قالت مبتسمه و هي تنظر الي حسنا
اصلي كلمت حسنا تيجي تقعد معايا تسليني بدل مانا قاعده لوحدي
رفع حاجبيه تسليها ! و اين هنا التي لا تغادر لشقتها في الاعلي سوي علي النوم واليوم بطوله هنا و مع ذلك اومأ براسه دون ان يجيب
احضرلك تاكل يا حبيي
اردف و عينيه علي تلك التي تعبث بطبق التسالي دون النظر اليه لا ياما بس عايز كوبايه مايه
توجهت هدي للمطبخ الصغير لجلب ما اراد
منوره
رفعت عينيا اليه و قد ظنت انه ربما سيلقي بعض من الدبش خاصته ابتسمت باهتزاز و قالت شكرا
شيفك رجلك اخدت علي المكان
اجابته مذكره اياه او ربما لتمنع دبش ما يقذفها عليها
انا قولتلك اني هاجي علي الفكره
اومأ لها براسه قائلا بعبث اه قصدك انك هاتزوري طنط خالتي ام علي
نظرت اليه و ضحكت و هزت رأسها بالإيجاب
ما تطلع حسنا السطح يا علي
ثم ووجهت هدي باقي الحديث لحسنا ده علي عامل قاعده فوق شرحه و برحه و ترود الروح
و الاخري هبت واقفه بحماس فاجئه ايوه عايزه اشوف القاعده
و نظرت اتجاه و جدت عينيه عليها لا تحيد فا جلست ببطئ و حرج لربما لا يحبذ الفكره ...
وفجاءه استقام علي و قال وهو يتجه لغرفته هاغير هدومي الاول
فتح باب السطح الخشبي علي مصراعيه و اشار اليها بالدخول .. دخلت خطوتين ووقفت تنظر للمكان نظيف به عده كراسي مصنوعه من الخوص و منضده في المنتصف خشب و قصاري الزرع باشكالها المختلفه اعطت للهواء رائحه الزهور و الياسمين الجميله
وقفت بالمنتصف و قالت باعجاب حلوة اوي ياعلي بجد
ابتسم بجانب فمه وتوجه للمقعد و جلس ..جلست هي بالمقابل تنظر اليه مبتسمه
اخفض عينيه قليلا ثم نظر اليها قائلا عملت المكان ده لهنا و اصحابها عشان يقعدو براحتهم و محدش يضايقهم ..و اوقات بطلع هنا باليل و اقعد لوحدي بتبقي الدنيا هاديه
نظرت لاسفل الي ورشته و قالت الورشه بتاعتك
اجابها بهدوء ايوه و انا صغير كنت بشتغل صبي ميكانكي وحبيت الشغلانه و عملت الورشه دي عشان ابقي حر نفسي و اصرف عليا و علي امي
تأملته محتاره تشعر بالقهر لاجله ام تشعر بالفخر لتحمله المسؤليه و الذي يوجد شباب بمثل عمره مترفين و لم يتحملوا اي مسؤليه او يواجهوا الحياه بمفردهم مثله
طال صمتها و تأملها به ..تنحنح بحرج و قال متسائلا بتبصيلي كده ليه
فخورة بيك
ابتسم بحرج من إطراءها و قال ليه في شباب كتير هنا زي انتي بس اللي ماتعرفيش
مالت بجزئها العلوي صوبه و قالت باهتمام بالغ عرفني ...عرفني عنك كتير
لم يشعر بنفسه امام عينيها الا و هو مسترسل عن طفولته و مراهقته و مامر به من
شقاء احيانا و نجاح احيانا اخري ..عن حبه لمنطقته و حب الناس اليه عن تعبه في عمله حتي
اصبح معروف بمنطقته وضواحيها و بعض التجارب السيئه التي مر بها و خرج منها بفضل دعاء والدته وصلاحه ..
استقام واقفا امام الدرابزيون بعد حديثه وقفت بجانبه هي الاخري و شعورها انها تريد ان تكون هكذا ...بقربه
الټفت اليها ونظر لوجهها وشعرها الذي خرجت منه خصلاته من كعكته ...لم تحيد عينيها عنه و التي اصبحت متوهجه بلونهما العسلي صوب عيينه السوداء المرتكزه علي ملامحها و كأن بينهم مغناطيس يجذبهم و هو يشعر انه يتزحزح عن ارضه و الغريب ان من داخله مترقب لنفسه و لها...
واخيرا اخفضت عينيها و ابتسمت و ابتسم هو الاخر قائلا انا مش عارف حكيتلك كل ده ليه ...
ردت عليه حسنا بخفوت و انا مبسوطه انك حكيتلي
مش هاتحكيلي انتي كمان
تشنجت ملامحها قليلا و قالت بإرتباك اسمي حسنا
عارف
اخذت نفس عميق مرتجف و التفتت اليه مبتسمه و بدءت بسرد حياتها له طفولتها وشبابها و تفاعل هو في مواقفها بأعين شغوفه تاره و مواقفها المحزنه بعبوس علي وجهه.
لم تكذب و لم تريد ان تكذب عليه في اي شئ يخصها استرسلت فقد دون ذكر اسم عائلتها سردت له تفاصيلها انتهت و نظرت اليه قائله باحراج انا رغيت كتير صح
سمعت خفوت ضحكته و قال لا
و لكن انقطعت الكلمه اثر ذلك الصوت القادم من اول السطح يقول
ماكنتش اعرف انك عامل السطح لكده ياا اسطي علي
الفصل السادس
لم يشعرو بشي حولهم فقط متناغمين مع تلك اللحظات الجديده علي كلاهما
ماكنتش اعرف انك عامل السطوح لكده يااسطي علي
صدح صوت نجلاء يقطر غيره بتلك الكلمات قاطعه حديث اعينهم .
انتفضت حسنا ناظره اليها مبتعده عن علي بأحراج اما هو نظر اليها و لا يبدو عليه اي اثر من الارتبكاء قائلا
قصدك ايه يا ست نجلاء
لوحت بيدها و هي تتبختر بمشيتها بتعمد
و لا حاجه انا قلت اطلع اشم شويه هوا بس لاقيت السطح مشغول
نظرت اليها حسنا بتلك العباءه الضيقه و الطرحه التي يظهر انها القتها علي شعرها و خرجت
وجهت حسنا سؤالها الي علي قائله مين دي
انا اللي المفروض اسال ياعنيا شكلك ماوردش عليا قبل كده
اقتربت حسنا قليلا من علي خوفا من تلك المراءه وحدتها و نظراتها المشتعله اليها دون اي سبب تعرفه
شعر علي باقترابها منه و ارتباكها وايضا و كأنها .....تحتمي به!
قال علي باسلوبا حاد الابله معرفه و اه مش من هنا بس من طرفي و اللي من طرفي انتي عارفه ياست نجلاء بيتعامل ازاي
فجأة غيرت نبره صوتها لضعيف مستعار وضړبت علي صدرها بشهقه يقطعني هي زعلت
رد علي بنظرات حاده لطريقتها المفتعله و ايه هايزعلها انا فعلا عامل السطوح ده للبنات يقعدوا فيه براحتهم مش للجيران
و تركها دون كلمه أخرى و جذب حسنا من يدها متوجهين لاسفل و عند اقترابها من نجلاء و جدتها تنظر اليها بتفحص و كأنها غىريمتها ...تركوها تغلي بداخلها من ردوده البارده مهما حاولت التودد إليه .
تمتمت نجلاء من بين اسنانها و دي مين دي كمان
متذكره زوجها الذي تزوجته لعدة سنوات في منزل اهله مع والدته وشقيقتيه الذين كانوا يلقون عليها اقذر السباب كان زوجها ضعيف الشخصية لا يستطيع الوقوف لأهله من اجلها و يكتفي فقد بمواساتها بغرفتهم خشيه من اهله حتي انه لا يستطيع حتي النظر اليها بوجودهم خشيا منهم و هي كانت تمني نفسها بتغيره صابره حتي نفذ صبرها عندما تكاثروا عليها بالضړب وقتها اصرت علي الطلاق والعوده لوالدتها المريضه... حتي بعد الطلاق لم تسلم من اذاهم فطليقها الفاضل ارسل لها البلطجيه ليجبرها علي العودة مره اخري و لكن علي
والنبي ياسي علي مااسيبك أبدا هو انت في زيك ده انت اللي تملي العين و اكيد بيك خايب الرجا طليقي و نسوان الحته كلها
نزلت درجات السلم معه و وقفوا امام شقه و الدته الټفت اليها وجدها تنظر ليده الحاضنه يدها بحمايه ..تركها مرتبكا و قال متحشرجا اا انا اسف بس حسيت انك خۏفتي منها
رفعت عينيها بلمعتها الجديده و الغريبه عليها و همست له مش هاخاف ابدا و انت موجود
ازداد وجيب قلبه من تلك الغريبه و حديثها و عيينها و شعورة الغريب اتجاها بالحمايه مشاعر تجتاحه لاول مره ..شعر بتعرق جبينه فمسحه بيده و مسح بها علي شعره للخلف مداريا ارتباكه و توردها ايضا بسبب وضعهم هكذا بمنتصف السلم
قالت له
حسنا بخفوت انا لازم اروح
اوما لها