روايه عمر كامله
رغم ما تحاول إظهاره للجميع بأنها لعوب....
روان الفتاة التي كانت ترقص في الأفراح وهي ابنة الرابعة عشر....الفتاة التي كادت تفقد برائتها....تنهد علي حالها وانانية من حولها لتعيش تلك الطفولة السيئة....ليته يستطيع أن يخبرها انها بأمان وأنه سيحميها ولكن بأي طريقة يخبرها ...نقر قليلا ليتذكر لوتس ....ومن غيرها قد يساعده علي كشف كل شيء...
ابتسمت والدة عمر لتوجه حديثها الي لوتس بحب الأكل كان تحفة يا لوتس...بتعرفي تطبخي...
تحدث والد لوتس بسرعة وفخر دون أن يسمح لابنته بالإجابة
لوتس رغم انها سيدة أعمال شاطرة بس كمان ست بيت شاطرة...طالعة لوالدتها الله يرحمها..بتطبخ حلو زيها....
وكأن عمر استشعر ماتفكر به ليميل عليها هامسا
علي فكرة حتي لو مبتعرفيش تطبخي ....انا لسا عاوز اتجوزك...
ها ياماما مش هنتكلمة بقي في موضوعنا....
اومأت له بخفة لتوجه حديثها الي والد لوتس
طبعا يا عادل بيه احنا يشرفنا اني اطلب ايد بنتك لوتس لابني عمر...انا لو لفيت مش هلاقي أفضل منها....2
هز هو رأسه بإيجاب لينظر الي ابنته
جحظت لوتس عينيها والدها أعطي موافقته إذا هو يضعها امام الأمر الواقع .....كانت علي وشك التحدث.....
الا ان عمر سبقها متحدثا بجدية الي والدها
وانا يا عمي أوعدك اني اكون عند حسن ظنك ...واحط لوتس في عيني....ايه راي حضرتك نعمل الخطوبة آخر الاسبوع الجاي ان شاء الله....
لا طبعا....
الټفت لها الجميع لتكمل
انا اسفة يا جماعة واسفة يا بابا...انا بس عاوزة وقت أفكر...ده جواز..معلش يعني...انا معرفش حاجة عن بشمهندس عمر....انا يدوب اول مرة أشوفه كان من يومين....اظن كلامي ميزعلش....
اومأت والدته بابتسامة
طبعا يا لوتس يا حبيبتي خدي الوقت الي هتحتاجيه....واحنا في انتظار ردك....والي أتمني أنه يبقي بالموافقة....
ايه يا بابا انت ليه كنت هتخلص كل حاجة وهتجوزني كده في قاعدة واحدة...هو حضرتك سألتني راي....
جلس هو علي احدي الارائك ليحدثها بهدوء وحكمة صدقيني يا لوتس....انا مش عاوز اكتر من اني اطمن عليكي....انا خاېف اموت واسيبك لوحدك....
اقتربت منه لتحتضن يده بحنان لتردف بابتسامة
بعد الشړ عليك يا بابا...ربنا يخليك ليا....
ليربت على يدها مبتسما....هامسا بداخله
يا تري لو عرفتي الحقيقة هتعملي ايه....
في اليوم التالي كانت روان في مكتبها التابع للوتس تقوم بعملها علي أكمل وجه.....
بينما هو كان يقف ....يراقبها...يراقب كيف تعمل. وكيف تعطي عملها تلك الأولوية التي لا تتناسب إطلاقا مع شخصيتها التي تحاول الظهور بها....
تحرك ليقف أمامها.. ناقرا بيده علي طاولة مكتبها...لترفع بصرها له ...لتتوقف عندها الوقت وللمرة الأولي تخجل ...كانت أتمني من داخلها ان لا تراه مرة ثانية ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وفي نفس اللحظة ومضات ما حدث في الحفل ضړب عقلها....لتصل وتتذكر قبلته القاسېة والتي كانت الأولي لها......
وهو لا يقل عنها فحالته لم تكن مستقرة هو الان يقر ويعترف بداخله أنه وقع في الحب ومن النظرة الأولي لتلك الانثي ....روان....كان يشاهد ملامحها وهي مصډومة حتي تلون وجهها بحمرة الخجل...ابتسم بخبث لأنه يعرف الي اين وصل تفكيرها...اقترب برأسه هامسا
أستاذة روان...ممكن أقابل لوتس....
وقربه لم يكن لشيء سوي ان يري خجلها يزيد....موقنا بداخله أنه الأول الذي ظفر بهذا القرب...
ابتلعت ريقها ورفعت نظرها مرة أخري تحاول ان تستجمع شجاعتها الا انها كانت محاولة واهية....ولأول مرة في حياتها تشعر بتلك المشاعر الغريبة التي تتملكها فقط...في وجود حازم....
اومأت له ...ليبتعد هو عنها رامقا إياها بنظرة غامضة...ليدخل الي لوتس ...
اما هي كانت تتابع ما يحدث في شاشة مسطحة موجوده على مكتبها يظهر عليها كل مكان بالشركة....
دخل هو ليراها تنظر له نظرة يعرفها مملؤة بالمكر لينطلق لسانه قائلا
متبصليش كده يا لوتس...انا بحبها ....معرفش ازاي بس ...هو ده الي حصل
انت لسا شايفها من يومين يا حازم لحقت تحبها....
بابتسامة حائرة نظرت له بعد حديثها...ليبادلها نفس النظرة الماكرة...والتي ربما تلك النظرة التي تميز بها عائلتهم....عائلة المنصوري
طب انا يدوب بحبها لسا معملتش حاجة اما بقي الأستاذ عمر الي جه واتقدم...ورقصتوا سوا في الحفلة....وعينه كانت بتطلع ڼار وانا برقص معاكي...مش برده ده من يومين يا لوتس..ليتبع حديثه بغمزة
لتتوتر هي وتنصدم الا انها تريد معرفة الأهم ..اشاحت ببصرها لتنقر قليلا علي مكتبها متحدثة
روان تبقي مين يا حازم....
توتر قليلا ولكنه لابد أن يعطيها الاجابة
بصي انا مش متأكد اوي....بس الي عرفته بيقول ان روان تبقي اختك من الاب...3
صمت رهيب ساد الغرفة عقب حديثه وتصريحه بحقيقة روان....لتفكر هي بداخلها روان شقيقتها...اذا لما والدها يخفي تلك الحقيقة...هل كانت والدتها تعلم بالأمر وهي من أمر بذلك....والدها كان عاشقا لامها....فربما غيرة النساء كانت سببا في بعد روان....ولكن السؤال الأهم اين والدة روان...
اردفت وهي مازالت على صډمتها
طيب ووالدة روان فين ....ايه الحكاية يا حازم.. براحة كده احكيلي....
بالفعل بدأ هو يحكي ما عرفه واخبره به نعمان خال روان.....
بينما بداخل لوتس كان هناك قلبا يشفق علي الأخرى التي مرت بتلك الحياة السيئة...
بعد فترة كان قد أنهى حديثه لتهمس
طيب اسمع يا حازم احنا هنروح لبابا دلوقت وحالا وهنبلغه بكل حاجة...واننا عرفنا ويأما يأكد كلامنا ياينهيه...يلا بينا....
اما هو كان يفكر بها...تري هل من الممكن ان ترفض الزواج منه....
ولأول مرة منذ سنوات تشغل باله امرأة....لذا يجب ان يتزوجها...لينتهي التفكير بها....
همس بداخله بلهجة حائرة
مانا اكيد محبتهاش في يوم وليلة....اكيد هتجوزها وهتبقي حياتنا عاديه...وكل حاجة هتبقي روتين....اكيد
ليلتفت الي عمله واهما نفسه أنه علي مايرام...ولكن ربما القلب لم يعد كما
كان ولن يعود
اما في فيلا المنصوري....كان يحني رأسه ....فهاهي اللحظه التي كان ينتظرها....ابنته علمت بوجود شقيقة وتطالبه بالاعتراف بها....وتطالبه بتفسير لما حدث ويحدث.. رفع رأسه ينظر الي لوتس وحازم وهما يترقبون ماسيقول ليبدأ هو
انا هحكيلكوا كل الي حصل زمان....
الفصل السابع
مترقبون للحكاية.. التي ستكشف لهم الحقيقة.. وهو كان يعلم ان هذا الوقت قادم لامحالة عندما وضع روان بطريق لوتس كان حاسبا لتلك الخطوة ان ابنته لن تهدأ دون ان تعرف كل شيء...
رجع بذاكرته لأكثر من عشرين عاما....عندما شاهد للمرة الأولى...مايسة.....
راقصة في أحد الملاهي المتدنية الملقبة بالدرجة الثالثة....هو كان ميسورا الا أنه ذهب هناك مع مجموعة من أصدقاءه.. كنوع من التغير من الأماكن الراقية الي الملاهي ذات الدرجة الثالثة....
جلسوا هو وأصدقائه بالقرب من المسرح التي تقام عليه الاستعراضات.....من رقص وغناء وخلافه...
صاح أحدهم بصوت متقطع ومتهدج من أسر شرب الخمر ايه.. بقي فين زيزي يا نعمان....
الټفت هو ليري نعمان رجل ذي هيئة ضخمة وكأنه حارس بالمكان
خلاص طالعة اهو.
بالداخل كانت زيزي كما اشتهرت ترتدي ملابس الرقص....ليدخل عليها نعمان متحدثا بحدة
ماتخلصي يا بت الزباين بره علي ڼار ياختي...
مصمصت شفاها بحركة شعبية شهيرة لتجلس علي أحد الكراسي المهرتئه وهي ترفع قدمها علي اخر لترتدي خلخالها الفضة
خلصت اهو يا عمران...هههه الي يشوف كده يقول بيدوا بقشيش عدل ....بلا خيبة
مانتي لو تسمعي كلامي هناكل الشهد بس انتي وش فقر
عاوزني ارافق الرجالة يا ناقص....دانا اختك...عاوزني ابقي مع كل واحد حبة
حدجته باشمئزاز وهو تطلق كلماتها لتتركه في مكانه قاصدة خشبة المسرح لترقص كما اعتادت....
تمايل خصرها يمينا ويسارا والجميع يراقب بأعين جائعة وراغبة ان تمتلك هذا الجسد...
وهي لم تكف عن إطلاق نظراتها المغوية من بين عيونها الناعسة....
وهو اصابه سهام تلك النظرات ...فوقع لها وارادها...وغار عليها لا يعلم لماذا ولكنه أحبها تلك الفتنة المتحركة....
انتهت الرقصة وانتهي هو من إطلاق تنهيداته الحارة كلما تمايلت وتغنجت في رقصتها....
واصبح مدوام للذهاب لهذا المكان ليطاله ترحاب غير عادي...وكيف لا وهو يصرف العديد من أمواله والتي تعتبر بتلك الأماكن أرقام خزعبلية....
علم ان نعمان شقيقها ....فأخذ قراره سيتزوجها ....ولكن سرا سيشتري لها شقة صغيرة بعيدة عن ضجيج الإسكندرية....فوالده لن يوافق مطلقا علي تلك الزيجة....
جلس مع شقيقها ليبتسم قائلا
طيب وانت ايه طلباتك ....
ابتسم ابتسامة سمجة أظهرت أسنانه الصفراء ليشمئز هو وبشده ....ولكنه تحمل فزينب او زيزي أصبحت هوسه وهو يريدها ويرغبها ولم يعتاد بعد ان لا يأخذ ما يريد.....
هتف نعمان بسماجه
عشان عيونك بس مهر الغالية مش اقل من عشر بواكي...
وافق فورا وتزوجها....لينعم معها بلحظات ساحرة وجميلة .....الي ان علم والده....
ضربه والده للمرة الثانية علي وجهه....قائلا
اتجوزت رقاصة...طلقها...
وهي كانت ترتجف وهي تنظر إليه....تترجاه بنظراتها الا ينطقها ان لا يتركها.....ان لا يعيدها لما كانت فيه .....الا أنه فعلها....
ليأخذه والده جرا خارج المنزل....بينما أمر رجاله بضربها....
عاد بذاكرته ودمعة هددت ان تخرج منه الا ان شهقات ابنته لوتس التي كانت تخرج شفقة علي تلك المسكينة زينب....جعلتها تبكي لتنظر الي والدها قائلة
وانت محاولتش تدافع عنها يا بابا...طيب محاولتش تدور عليها....اوعي يا بابا تقلي انك كنت من غير ضمير للدرجة دي...
نظر لابنته نظرة انكسار لينكس رأسه
انا فعلا مكنش عندي ضمير....ابويا كان اقوي.. حبسني أسبوع وبعدين سفرني عند خالي بره مصر....وهناك نسيت كل حاجة....وعرفت والدتك واتجوزتها ....
القي حازم نظرة خزي علي خاله هاتفا
طيب وبعدين يا خالي ايه حصل ازاي وصلت لروان....
تنهد بحزن متحدثا بصوت مثقل بالبكاء والندم
بعد ما رجعت مصر بكام سنة زارتني زينب معرفتهاش في الأول...بس جت واترجتني انقذ بنتتا....اڼصدمت وبعدين عملت تحليل واتأكدت انها بنتي....وطبعا زينب رفضت اساعدها في مرضها وخدت لؤلؤة...وبعدين غيرت اسمها لروان....ومغيرتش اسم الأب...مقدرتش اواجه امك يا لوتس بالحقيقة...هي كانت مريضة قلب خفت عليها ولما ماټت...مقدرتش اقلك...وأوجه الناس ببنت ظهرت فجأة كده....
رفعت لوتس نظراتها المصډومة لتخرج من غرفة المكتب....
ليستكمل حازم حديثه
وحضرتك ناوي علي ايه...هتسيب روان ....دي بنتك يا.
الا ان خاله نظر له طويلا ليزفر بحزن قائلا
اقعد ياحازم انا عاوز اقلك حاجة...العمر مبقاش فيه كتير
بعد بضعة أيام كانت هدأت قليلا قررت الذهاب لعملها. متحاشية التحدث مع والدها....
ركبت سيارتها وهي تفكر في روان....ابتسمت فالبنهاية لها شقيقة.....يجب أن يعرف الجميع بذلك وجدت نفسها تدخل الي شركتها...وهي تبحث عن روان...
وجدتها علي مكتبها الملحق بمكتبها الخاص....
ابتسمت لها بود لتصافحها قائلة
ازيك يا روان ايه....انا غبت كام يوم مسألتيش عني يعني....
ابتسمت الاخري بتوتر لتجيبها بموده
ابدا....ماحبتش ازعج حضرتك
ضحكت لوتس بخفوت لتحدثها بمرح
حضرتك ايه بس يا بنتي انت زي اختي انت أكبر مني تقريبا يا روان....
لم تعلق الأخرى علي شيء ودام الصمت قليلا....قبل ان تستأذن لوتس وتدخل لمكتبها....
في نفس الوقت كان حازم يصل لشركة خاله...متأثرا بالحديث الذي دار منذ أيام....خاله لم يبقي له الكثير ليعيش ....ويريده ان يهتم بابنائه...ولكن