روايه عمر كامله
ابتسامتها المعتاده له قائلة بجدية
حازم في بنت عندي بتشتغل سكرتيرة كنت عاوزاك تجبلي شوية معلومات عنها...كل حاجة بمعني اصح...انا هبقي اعدي عليك في شركتك واديك بيانتها المتاحة عندي....
هز رأسه بإيجاب مرحبا بطلبها ...هل تلك الفتاة هي التي تقف بعيدا بفستان أزرق يحتضنها مبرزا جمالها..
هي البنت الي واقفة هناك دي يا لوتس
تسمحيلي ...يا لوتس هانم...
اڼفجرت بالضحك ليبتعد عنها حازم وهو مبتسم تاركا إياها معه....امسك بيدها متحدثا بصوت هادئ
بتضحكي ليه
رفعت عيونها السوداء لتنظر إليه...لتصيبها رجفة بكامل جسدها....عمر شخصية تؤثر عليها وبشده...يجعلها تجرب مشاعر وانفعالات لم تألفها من قبل....
وهو لم يكن أقل حالا منها....هو أيضا لا يستطيع ان يبتعد....هناك شيء يشده لها...تلك القوية والرقية...الجميلة الذكية اختلاط عجيب من مجموعة صفات اكتملت بتلك الأنثى....
تحدثت هي أخيرا
ابدا بضحك عشان قلت لوتس هانم....
حدق بها وهو مسحورا حقا هو لا يعلم ما به ولما يشعر هكذا....لا يعلم كيف يسيطر علي انفعلاته ...لم يشعر بنفسه الا وهو يطلق كلماته
صدقيني يا لوتس انت احلي من اي هانم كمان....انت حلوة..
حبست أنفاسها وهي تنظر له لياسرها بنظراته الدافئة القوية...لم تستطيع ان تلتفت بعيدا عنه هناك قوي تجذبها...ما لذي يفعله بها وكيف...ما لذي يحدث لها حقا....
متشكرة اوى علي المجاملة الجميلة دي يا عمر باشا....
اتبعت حديثها بضحكة ولكنها كانت متوترة ومهزوزة...
وهو شهر بذلك شعر بتاثرها كما هو يتأثر...ليتسائل هل يبنجذب لأنها أنثي جميلة....وهو لم يدخل بتجربة أخري بعد انفصاله عن معشوقته ليلي...
ام ذلك نتيجة أن والدته تلح عليه باستمرار بضرورة ان يتزوج وبناء أسرة....وصادف أن لوتس تكتمل بها الصفات الذي يحلم بها ويريدها...
بجانبهم كان حازم يتمايل مع روان....بعد ان عرض عليها ان تشاركه الرقص...وهي لم تمانع إطلاقا..
كانت تتمايل معه بحرفية .....وتأثرها بحركاتها الأنثوية التي قد تسلب عقل أي رجل....وحازم منذ ان وقع نظره عليها وهو.. لا يعلم ما به...لما يشعر رغم حركاتها الجريئة ونظراتها المتلاعبة...ان خلف ذلك شيء آخر بحاجة للحماية...او هكذا يعتقد هز رأسه أخيرا ليقول لها
تعالت ضحكتها وهي تنظر له بنظرات ...واشعلت ضيقه في نفس الوقت لتهمس له همس آثار نفوره
انا بعرف اعمل كل حاجة...
وياتري كل حاجة متاحة لأي حد...يا روان....ولا ده عرض حصري ليا....
حاولت ان تبتعد عنه....الا أنه لم يمهلها الفرصة ليأخذها بتملك...من يدها ويجرها خلفه للخارج....
بينما هي كانت تحاول ان تسيطر على ارتجافه جسدها....وتكبح دموعها التي تهدد بالتحرر من عيونها....السوداء .....
كان وكان شياطين العالم تلبسته لا يعلم لماذا ولكنه...لم يحتمل طريقتها وأسلوبها... الذي تتعمده....كل هذا لا يليق بها....
الټفت لها...ليتفجأ من اهتزاز حدقتها...خفق قلبه لتلك الوديعة التي تقف بين يديه.....المختلفة تماما عن تلك اللعوب التي كانت تراقصة منذ دقائق...
الا أنه طرد كل ذلك ليقترب منها محاولا ليجدها تتفاداه....بل وتضربه بيدها ....
امسك بها ليقترب منها متحدثا بسخرية
ايه يا روان...مش انتي بتعرفي تعملي كل حاجة...ولا خفتي....ولا بتمثلي عليا...
رفعت نظرها له لتبعده بيدها بكل قوة محاولة منها للفرار....الا أنه أمسك يدها بقوة
ايه بس ما تجربيني....ولا هتدخلي الحفلة تدوري علي حد تاني...ما تجربيني يمكن أعجبك...
اڼفجرت في البكاء أخيرا....لتجري مبتعدة عنه....ليتركها.. ينظر إليها وهي تبتعد ....متعثرة في خطواتها المتعجلة....
مسح علي راسه بقوة ....محدثا حاله
لما فعل ذلك لما هذه الفتاة أخرجت كل سيء من داخله من مقابلة واحدة....
بينما بالداخل تحدث هو أخيرا بعد ان يأس من كل الاحتمالات...سيفعل شيء واحد عسى ان ينتهي التأثير والسحر الي النهاية....او هكذا ظن...واعتقد....لينظر لها وهي تقف بجانب والدته...وهي تستجوبها بنعومة عن حياتها...ليجد نفسه يقطع حديث والدته
معلش يا ماما ممكن اخد منك لوتس شوية...
لم يمهل والدته ان تجيبه بل أمسك بها ليأخذها بعيدا عن والدته بعدة أمتار...الا أنه لم ينتبه لوالدته الي اقتربت لتستمع لحديثه....
الا انه قال ما جعلها تكتم شهقتها هي ولوتس في وقت واحد....كل ذلك عندما اقترب منها وهو يتحدث بجدية وقوة وثقة
تتجوزيني.....
الفصل الرابع
لم تستطيع ان تشيح بنظرها عنه...بل لم تخجل من طلبه...وربما تحاول أن تكبح ضحكتها بصعوبة بالغة...هل يراها فتاة تنتظر الفارس الوسيم..لاتنكر إعجابها به وبشخصيته القوية والتي تشعرها بأنه ند لها...ولكن ان يطلب الزواج بطريقته تلك.. هذا ترفضه تماما...
اما هو كان يعتقد أنه سيتلون وجهها بحمرة الخجل ...وتتهرب من نظراته المسلطة عليه.....او على الأقل تمثل ذلك كباقي الفتيات ...الا انها تنظر له بجرأة تتحدي نظراته المسلطة عليها...وترفع احدي حاجبيها بترفع وربما تكبر ويمكن سخرية لايعلم حقيقة ماذا يحدث....رد فعله غير ما توقعه تمام...
والمفروض اعمل ايه .... همست له بنبرة تكبر مغلفة بسخرية ولكن قوية..
احتاج عدة ثواني قبل ان يقوم بالرد عليها
تعملي ايه في ايه يا لوتس...انت حتى business woman وذكية...انا بطلب طلب ياما تقبلي او ترفضي بسيطة...
رفعت حاجبها مرة أخرى بتهكم ...لترفع احدي خصلات شعرها عاليا قبل ان ترد
وانت شايف الرد المفروض يكون ايه ....وعلى أي اساس طلبت الطلب ده...احنا لسا عارفين بعض من يومين ..علي فكرة ده جواز مش لعبة...
في الحقيقة آخر حاجة توقعتها رد فعلك ده يا لوتس.. توقعت انك هتتكسفي مثلا زي بقيت البنات يعني.
اطلق جملته بصراحة قريبه للوقاحة..
لتغلي بداخلها من حديثه الا انها ابتسمت ابتسامة باردة للغاية لم تظهر له اي من انفعلاتها الداخلية المشټعلة ...لتحدثه بطريقة بارده
وحضرتك شايفني مش زي بقيت البنات...صح...طيب لف وارجع تاني يا عمر باشا....بدل ما تلبس الليلة
ابتسم...ثم اتسعت ابتسامته ....هامسا لها
بصي انت فعلا مش زي بقيت البنات ....ليقترب منها بطريقة جريئة...مكملا
انت مختلفة عنهم ...وبصراحة ...ليكمل هامسا في اذنها
انا بحب المختلف ...وانا مش وحش عشان اترفض.. انا عريس لقطة...
احمرت قليلا من الڠضب الممزوج بالخجل...من اقترابه وهمسه في اذنها بتلك الطريقة وقربه المخجل للغاية...شعرت بالبعثرة...مشاعرها كانت في مبعثرة...الا انها استطاعت أخيرا ان ترفع وجهها وهي تبتعد عنه هامسة بقوة
انت مغرور اوي يا عمر.. واذا كان على انك عريس لقطة....فاللقط كتير.. والعرسان زي الهم على القلب...بس اقلك حاجة...عجبتني الطريقة بتاعتك ....بس هفكر يا عمر يمكن اوافق...باي...
أطلقت كلماتها الأخيرة في همس ناعم.. لتشير بيدها
له بالوداع وهي تسير مبتعدة تتهادي بخطوات قوية وثابته.. ليقف أخيرا معتدلا وهو يضع يده في شعره بتفكير محدثا نفسه وهو يضحك أخيرا
والله لا تجوزك ...ايه البنت دي....
كل ذلك ووالدته تستمع وتشاهد ما يحدث...لتبتسم ابتسامة صافية ....ولدها يطلب الزواج ربما بطريقة غير لائقة ولكنه في النهاية قرر ان يتزوج...بل واختار..
أمسكت بهاتفها لتبعث برسالة الي يزن ....طالبة منه ان يجمع لها كل ما قد يعرفه عن لوتس الاسكندراني...
لتبتعد وهي تغلق هاتفها ومازالت مبتسمة بل ربما الابتسامة لن تزول ....اطلاقااااااا....
في اليوم التالي ....استيقظت بعد ليلة طويلة من الإرهاق...فمن تخدع طلب عمر للزواج بها مناسب لها...ولما لا رجل أعمال شاب ...ناجح ....سليل عائلة كبيرة ....الا أنه مغروور...واثق بنفسه لدرجة أنه توقع منها ان تعطيه الموافقة على زواجه في حال أراد ذلك....
ابتسمت ثم عقدت حاجبها بتفكير عندما تذكرت روان....لم يخفي عليها سحب حازم لها وهو يهرول للخارج ....وبعدها لم تظهر روان....
اذا ستذهب لشركة حازم حالا لتتحدث معه وأيضا تعطيه ملف الأخرى ليجمع لها ما تريد....
علي العكس تمام ....استيقظ وهو نشيط وسعيد بعد حديثه مع لوتس....
انثي جميلة ستجعل حياته هادئة...ربما حان الوقت لتكوين أسرة....ربما أعجب بشخصيتها القوية والتي ظهرت له في المقابلتين التي كانت بينهم....
تشبهه ....تتحداه....سيفعل كل شيء من اجل الزواج بها.....
الټفت ليجد نفسه في مقابلة مرآته.....تذكر ليلي حبه الأول...ليته يستطيع نسيانها....الا انها ابتعدت وهو أيضا....
لابأس سيرمي بالماضي خلفه...وسيبدأ حياته مع لوتس....الزواج المبنى على الاحترام والموده يجعلك سعيدا أيضا....لا يشترط الحب...
في شركة حازم كانت لوتس وصلت بالفعل لتدخل الي مكتبه الخاص....
فاق من شروده العميق علي صوت لوتس
انت فين يا حازم....الي واكل عقلك يا سيدي....متبعه حديثها بغمزة....
ابتسم لها متحدثا بإيجاز
شوية مشاكل في الشغل...مش اكتر...بقالك قد ايه هنا...
جلست علي احدي الكراسي لتنظر له بتركيز ....مجيبه إياها
بقالي دقايق...عموما ....
لتخرج من حقيبتها ملف ورقي ...لتعطيه له وهي تكمل
ده ملف روان الي كنت بترقص معاها انبارح....عاوزة كل المعلومات عنها .....هتخلص الموضوع ده امتي
امسك بالملف ليرميه بإهمال علي مكتبه....لينظرلها وهو واجم ليقول لها
متقلقيش دي بسيطة....بس انت ليه عاوزة تعرفي عنها كل حاجة ....انت شاكة فيها
هزت كتفيها بإهمال ....لتجيبه وهو تسترخي في جلستها
لا ابدا هي شاطرة في شغلها...بس انا مش مرتاحة.....ومدام مش مرتاحة يبقي لازم اعرف كل حاجة....ولا انت رايك ايه...1
هز رأسه بإيجاب ليجيبها باختصار ونبرة مبهمة
اكيد يا لوتس....مدام مش مرتاحة لازم تعرفي....
لم تلتفت للهجته ولكنها نظرت لساعتها محدثة إياه بطريقة سريعة وهي تقف حاملة لحقيبتها الشخصية
طيب كده اوك يا حازم....متتأخرش عليا بلي طلبته...سلام بقي عشان اتأخرت...
خرجت من مكتبه ....وظل هو على حاله وما يحدث له من مشاعر غريبه انتابته منذ ان وقع نظره على تلك الانثي المتناقضة....
نقر قليلا بيده ...قبل ان يمسك بهاتفه عازما ان يجمع كل المعلومات التي تهمه عن روان.....
بينما هو كان يجلس مع والدته ...امام مائدة الإفطار والمحضر بيده امه كعادتها في اهتمامها بتفاصيله كما كانت مع والده....
كان ينظر بطرف عينه لها وهي تحاول ان تتحدث بشيء ما....يعلم والدته جيدا عندما تريد شيء...
قولي الي عندك يا ماما...عندك ايه...
ابتسمت له بتوتر قبل ان تردف
عمر انت عاوز تتجوز لوتس الاسكندراني....اصل انا يعني سمعت ڠصب عني الي حصل بينكوا وانت بتطلبها للجواز....
رفع حاجبه بدهشة مصطنعة
مانا عارف انك كنت واقفة وسمعاني ....هو انت يفوتك ان ابنك يبقي واحدة وتسكتي كده....
يعني بتحبها يا عمر....
رن الصمت في الجو للحظة قبل ان يتحدث عمر بجمود
لا....مبحبهاش...مش معني اني طلبتها الجواز.. يبقي بحبها ....
امال ايه يا بني
اردفت والدته بحيرة.. وهي تنظر له بتمعن شديد....محاولة منها ان تسبر اغواره...ولكن ملامحه لم توحي لها بأي شيء....
وهو كان يغرق في التفكير.. لما هي لما....الا أنه لن يترك نفسه للتفكير سيتزوجها لأنها مناسبة ليس الا ....حمم قليلا ليردف بصوت رخيم...وهو يرتشف بعض من الشاي
هتجوزها لأنها مناسبة....اه وهتصل بوالدها واحدد معاه ميعاد النهارده...ونروح نتقدم...
جاوبته بحيرة معبرة عن