روايه عمر كامله
هاتفها...متجاهلة اياه متذكرة برود زوجها منذ ان عادوا الي القاهرة مرة أخرى...
لايجمعهم اي أحاديث وان حاولت هيا ان تفتح معه أي حديث...الا أنه كان يعتذر دائما بعمله...
ربما ماجمعهم دائمآ لياليهم الصاخبة...فقط ليلا كان يتحول
دخلت روان مكتبها هاتفة بصوت عالي
لوتس..مش بتردي علي موبايلك ليه...
معلش ماخدتش بالي...فيه ايه...
همست مقابلها
مالك يا لوتس...انت كويسة...
هزت رأسها بايجاب...
اه ...كويسة..
باغتتها بسؤالها التي تود طرحه منذ ان رجعوا من سفرهم..
انت مبسوطة في حياتك مع عمر يا لوتس..انا شايفاكي بتتدبلي...انا شايفاكي ساكته..
مالك بس يا لوتس...انا اسفة لو كلامي ضايقك...
هزت رأسها بنفي متحدثة بصوت باكي
انا تعبانة يا روان...عمر مابيحبنيش...
اخذتها في ...بينما نبرة بكائها تزداد
طيب اهدي...مين قالك مبيحبكيش بس...
اشفقت عليها روان وعلي حالها أيضا....هي أيضا تعاني من عمتها...ووالده زوجها في نفس الوقت...وسيرين الم التي لا تفارق زوجها في البيت او والعمل.....
وانت برده مالك...حازم مزعلك...هزت راسها بنفي
ابدا ...حازم ده عوض ربنا عن الي شوفته في حياتي...بس عارفة لما تبقي مش عارفة تتكلمي وتشتكي...
ازاي...هي عمتي عاملة ايه معاكي...
پتكرهني...بترمي عليا كلام زي السم....ولا سيرين لازقة في حازم ...وانا مش عارفة اعمل ايه
نعم ياختي...مش عارفة ...رغم اني واثقة في حازم...وانه طول عمره بيشوف سيرين اخته بس برده متسكتيش عن حقك. وقوليله انك مضايقة من ده...واخكيله علي الي عمتي بتعمله...
نظرت لها بصمت هامسة پألم
يمكن انا اقل من اني اشتكي...هي عمتي بتقول ايه غير الحقيقة...من حقها تخاف علي سمعة ابنها برده...اي ام مكانها هتعمل كده....
انا رايحة لبابا...تيجي معايا....
لا...... إجابة قصيرة خرجت منها بجمود لينتهي الامر
ليلا في منزل عمر كان يجلس يتناول الطعام مع والدته ....
نظر الي كرسي الخاص بزوجته ملتفتا بتساؤل لوالدته
امال فين لوتس...
في اوضتها فوق يا حبيبي ....قضت اليوم مع باباها النهارده
اكمل طعامه شاردا أمامه...بينما والدته ترمقه بعتب علي مايفعله بحياته...هي لاحظت تغيره منذ ان جاء الي
مصر....لم يكن هذا ولدها المتلهف للزواج...حتي زوجته تلمع بنظراتها الحزن...تنهدت متناولة باقي طعامها في هدوء ....بينما عمر يستأذنها ذاهبا لغرفته...
كانت تجلس علي السرير مرتدية نظارتها الطيبة.. علي قدمها تضع حاسوبها الشخصي...كانت منشغله بعملها...او تتشاغل به تقسم بداخلها انها لن تستسلم له بضعف كما يحدث كل مرة...ولكن ماذا تفعل في دقات قلبها الخائڼ الذي ما ان يقترب منها.. حتي تكون طوع بنانه يفعل بها مايشاء...عازفا بأوتاره مايريد...وماعليا سوي ان تتمايل مع ذلك العزف .....ترضيه...او ربما ترضى قلبها....
وقف أمامها...تنقر بيدها علي حاسوبها...كانت ترتدي منامة غير ملفته للنظر...الا انها تلفت نظره كالعادة...وبداخله يتمرد كل شئ...طالبها وطالب وصالها وقربها...
اقترب منها هاتفا
انت مقولتيش انك هتروحي لباباكي....
إجابته دون ان ترفع نظرها منشغله في عملها
عادي..
هتف باستنكار
عادي....عادي ازاي يعني...
نزعت نظارتها الطبية رافعة نظراتها له هاتفة بهدوء
انا مش فاهمة انت عاوز ايه يا عمر ...اقلك ايه...عمر هو احنا بتتكلم اصلا...انت شايف ان في بينا لغة حوار....لتكمل بتحدي
غير لغة الجسد طبعا...
اجفل من حديثها الا أنه صاح بحدة
ايه الي انت بتقوليه ده...قصدك ايه...
اراحت جسدها على السرير هاتفة بخفوت
مش قصدي....انا عاوزة انام تصبح علي خير...
أغلقت نور المصباح المضاء بجانبها...محاولة أن تنام...
ليلحقها هو بعد دقائق...مستلقيا علي ظهره...وشاردا في علاقته بلوتس...القي نظره عليها...يعرف انها مستيقظة...تتهرب منه...وهو أيضا ربما....يتهرب...
الثانى والعشرون
استيقظ صباحا ...ليجد انها غير موجودة بالفراش..
جال بنظره في الغرفة...الا انها غير موجودة أيضا .. ثم نظر الي الساعة الموجودة بهاتفة وجد انها مازالت السابعة...
قطب جبينه...متحيرا ترى ان ذهبت في هذا الوقت المبكر...
استقام من نومته ...قاطبا جبينه...مفكرا فيما الت إليه علاقتهم...
بعد وقت قليل كان يجلس مع والدته يتناولون الإفطار والتي كانت ترمقه بعتاب هاتفة عمر...لوتس النهارده الصبح مكنتش عاجباني...حتي ماستنتش نفطر سوا...فيه حاجة حصلت بينكم زعلتها يابني..
ارتدي قناع البرود ممسكا بكوب القهوة الخاص به..قائلا بهدوء عكس ما يحدث داخله...من تضاربات لا ابدا...مفيش حاجة حصلت..ممكن يكون عندها شغل كتير مضغوطة...
انهي كلمته واضعا الكوب علي المائدة ملتفتا لوالدته ... رأسها هاتفا انا اتأخرت ...همشي انا بقي...استدار ليغادر الا أنه الټفت لها متمتما انا هتغدي بره..متعمليش حسابي علي الغدا...ليكمل بتردد ولا لوتس..
ابتسمت بحب قائلة ماشي يا حبيبي..ربنا يسعدكوا...
خرج مسرعا وهو يشعر بالحرج...لا يعلم لما ولكن هو لما يعتاد إظهار اهتمامه بأحد من قبل سوي والدته...
أطلق تنهيده راكبا سيارته..لينطلق إلي مقر عمله...
بعد فترة كان قد وصل أخيرا الي عمله...كان شاردا في زواجه الذي لم يكمل بعد ثلاثة أشهر..بداخله صراع ...بين أحدهم يأمره ان يطلق لمشاعره العنان..والآخر يريد ان يبتعد عن تأثير زوجته...
زفر بحنق...جاذبا خصلاته پعنف.. لايعلم لما تملك هذا التأثير عليه...بالأمس شعر بحزنها رغم انها كانت تخفيه بمهارة....الا أنه لم يستطيع النوم بعيدا عن ...
كان كالمراهق عندما انتظر ان استغرقت بالنوم وجذبها قريبا منه...متاملا وجهها كما اعتاد ان يفعل كل ليلة قبل ان ينام...
قطع تفكيره صوت يزن ايه يابني بقالي كتير بنادي عليك...مالك..
مسح علي وجهه پعنف ثم هتف بإيجاز لا ابدا يايزن...ماليش ...اخبار الشغل ايه..
اجابه بعمليه تمام شغلنا ماشي كويس..
هز رأسه بشرود....بينما يزن يتأمله...ولأول مرة يراه في تلك الحالة شاردااا...وحائرااا....
اقترب منه متحدثا بجدية مالك يابن عمي...شكلك مش عاجبني..انت متخانق مع مراتك...
اجابه بشرود وحيرة مش عارف يايزن...مش عارف اذا كنا مټخانقين ولا ايه نظامنا...تفتكر العيب في ايه...
القي عليه نظره حائرة قبل ان يهتف عارف يا عمر ايه مشكلتك..انك عايش في ماضي بيخنقك...فوق شوية انت معاك واحدة الكل بيحسدك عليه...
رفع نظره إليه ليسود الصمت لدقائق...ثم الټفت ممسكا بمفاتيح سيارته ...مستعدا للرحيل من الشركة
هتف يزن انت رايح فين يابني...
همشي عاوز حاجة
هو رأسه قبل ان يجيب لا ياسيدي معنديش...بس بكره في حفلة عاملها راغب الحداد...عشان الصفقة الأخيرة..متنساش تجيب مراتك معاك الحفلة...
اومئ برأسه منطلقا الي الخارج...قاصدا شركة زوجته لوتس...
كانت تجلس منذ الصباح الباكر تعمل بشركتها...عندما وصلت كان لم يصل أحد بعد من الموظفين..الا انها انكبت على عملها بنهم...تحاول ان تريح عقلها من التفكير..
اراحت رأسها قليلا مزيحة ربطة شعرها لينساب علي ظهرها بنعومة...اخذت تخلل اصابعة بخصلاتها تدور بمقعدها غير منتبهة له وهو يتأملها وكأنها لم تكن معه ليلا يحدق بها وبملامحها...
اغفلت منها صړخة خافته عندما لاحظته لتمعن النظر به هاتفة بدهشة عمر...جيت امتي..
همس بصوت اجش وهو يرفع كتفيه لسا دلوقت...كنت سرحانه في ايه...
احابته مسرعة فيك..سرحانه فيك انت...
وياتري سرحانة فيا ليه..
ازاحت احدي خصلاتها من وجهه هاتفة ببساطة وبطريقة بدت مشاكسة عادي...سرحانة في جوزي...ايه مضايق حضرتك...
ابتسم لها تلك الابتسامة التي تضعفها وبشدة...فتصبح أمامه فتاة مراهقة تطيعه....وتتبع خطواته...
همس بابتسامة وهو يقترب من وجهها لا طبعا...مش مضايق...ياريت تسرحي فيا على طول..
توترت وفرحت في نفس الوقت بتغيره ذلك...وان كانت تشعر أنه قد يكون لحظيا..لن يدوم طويلا.
الا انها اكتفت بذلك...
امسك خصلتها المتمردة على ملامحها ليضعها خلف اذنها....هامسا طب ماتيجي نخرج....ونتغدي بره...
كانت مسحورة به...مأخوذة بطلته وابتسامته ....تذكرت العمل الذي لم
ينتهي بعد...كادت أن تخبره باعتراضها الا أنه اسكتها....جاعلة اياها مغيبة...
رفعت رأسها له بعد فترة مبتسمة برقة هاتفة وهي تحضر حقيبتها وممسكة بيده يلا بينا...هتغديني فين...
خرج بها من الشركة وبداخلها يرتب كلماته...سيبدأ معها بداية جديدة وسيكون لها وحده...سيتخلص من حبه القديم...سيفعل كل ما يقربه منها...
وصلوا إلى إحدى المطاعم ....ليجلس معها هاتفا وهو يتأملها وهي تتفحص القائمة الخاصة بالطعام ها هاتطلبي ايه...
هزت كتفيها متمتمه مش عارفة....اطلبلي انت...
هز رأسه بالموافقة ....ثم طلب لهم الطعام...كان يحاول أن يجمع كلماته...تلك الحياة الباردة لن تناسبه ولن تناسبها...اجلي صوته متحدثا بعفوية
عارفة....انا اول اتخرجت من الجامعة مسكت شركات بابا الله يرحمه....كان راجل زي ماتقولي صعب حبتين...قبل مايموت كان دائما ينصحني...اني محبش....بيقولي ان الحب ضعف...رغم اني متأكد أنه كان بيحب ماما....بس مكنش ضعيف قدامها...
صمت قليلا ثم أكمل بتردد... انا عاوز نبدء صفحة جديدة.... يمكن كنت متأثر بكلام والدي...بس انا عاوز اعيش حياتي...معاكي يا لوتس...
تنهدت براحة هاتفة وانا كمان ....عاوز اعيش حياتي معاك...
ابتسم لها بمودة ليهتف بعدها بتذكر اه صحيح بكره فيه حفلة لراغب الحداد بمناسبة الصفقة الي تمت بينا...اعملي حسابك تيجي معايا...
هزت رأسها بايجاب مبتسمة وبداخلها تتمني ماهو افضل....
في منزل حازم كانت روان تجلس لغرفتها شاردة...في ماتعيشه...عمتها التي لاتنفك تكيل لها بالاهانات المبطنه...او سيرين التي تتواجد مع حازم بشكل دائم...وبالنهاية تشعر بأنها دخيلة عليهم...
دخل حازم الغرفة ملقيا نظراته نحوها يطالعها بغموض....التفتت له هاتفة بابتسامة احضرلك الغدا...انا استنيتك ناكل سوا....
الټفت لها هاتفا بهدوء لا يا روان انا كلت في الشركة مع سيرين...كان ورانا شغل كتير...فاتغديت...
حبست دموعها بصعوبة لتجلي صوتها متمته بتهرب طيب هروح انا اتغدي...
كاد ان يصفعها على حالتها تلك وبداخله متعجب لما لاتحافظ عليه وعلى حقها...لما تترك والدته تكيل لها الإهانات...لما لاتصرخ في وجهه لأنه دائم التواجد مع سيرين....
لو تعلم فقط أنه يجاري والدته في لعبتها من أجل أن تثور وتصرخ رافضة هذا الوضع....
تنهد بيأس علي حالتها الضعيفة...وشعورها بالنقص إلى متي ستظل هكذا....الي متى...
بعد فترة كانت تجلس بجانب النافذة بينما هو بنهي بعض الأعمال...
التفتت له لتلف يدها حوله ....همست بنبرة يائسة التقطتها أذنه وحشتني...
لايعلم لما تقول ذلك...الا أنه شدد من وبداخلها حزين على حالتها تلك...
رفع وجهها بيده هامسا وانت كمان يا روان...وحشتيني...
...كانت مثله تبادله هذا الاحتياج بيأس..خائڤة ان تستيقظ يوما دون ان تجده بجانبه...فرت دمعتها دون ان يلاحظها هو....هامسة بداخلها ومن لها غير حازم....
باليوم التالي ليلا كان عمر يرتدي بذلته...محضرا حاله للحفل....بينما لوتس تنهي اللمسات الأخيرة في هيئتها...
اقتربت منه هاتفة انا خلصت يلا بينا بقي...
الټفت لها مطلقا صفيرا دليلا على إعجابه بطلتها تلك ايه الجمال ده...
اجابت بمشاكسة يعني اول مرة ابقي جميلة....
نفي برأسه قائلا بنبرة صادقة لا طبعا انت طول عمرك جميلة يا لوتس....من اول مرة عيني وقعت عليك وانا بشوفك جميلة...
لا دانا كده هتغر يا عمر بيه...
ابتسم برزانته المعهودة هاتفا براحتك...مانتي جميلة بقي هنعمل ايه....ثم اقترب منها ممسكا يدها يلا بينا...
هزت رأسها بايجاب...وخللت أنامله بأنامله....وبداخلها تدعوا ان يدم ذلك التفاهم والتغيير...وهو أيضا...
يتمني ذلك
الثالث والعشرون
كان يدخل للحفل وهي متأبطة ذراعه...كان الحفل يضم العديد من الشخصيات الهامة...وهي كانت سعيدة ....
سعيدة لهذا التفاهم بينهم...فمنذ ان عادوا من باريس وهم في حالة جمود كادت أن تقضي على تعقلها....هي تحبه...والآن تأكدت من