غرام رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
فيها فصل إحنا عندنا ناظرة و لا مرات أبو لهب نفسه
علي فكرة أنا واقف قدام البوابة و مفتوحة و فيه طلبة بيخرجوا منها
دول بنات من سنة تانية رايحين في نشاط تبع المدرسة
الحق عليا كنت هاخدك زي فسحة إمبارح و نروح ناكل كريب وبيتزا و نحلي بالقشطوطة اللي بتحبيها ونطلع علي الملاهي أركبك الألعاب اللي بتحبيها وأروحك في ميعاد رجوعك من المدرسة
طيب أستناني و أنا هاتصرف
و بعد دقائق كانت خلفه فوق الدراجة الڼارية
سألها
مبسوطة
تتشبث به أو لنقل بالأحرى تحتضنه من ظهره
فرحانة أوي
صاح لكي تسمعه من صوت الهواء والموتور
دفعت دفة الحديث في اتجاه آخر حتي لا تصل معه إلي الأمر الذي تتهرب منه دائما أخبرها بعد ظهور النتيجة لديها سيذهب إلي والدتها وشقيقتها الكبرى غرام لطلب يدها وبعد انتهائها من مرحلة التعليم الجامعي سوف يتزوجها بينما هي تمتلك طموح ليس له حدود فآخر ما تفكر به الزواج من عثمان ابن الجيران الذي أحبها منذ نعومة أظافرها ربما سبب عدم قبول ذلك يعود إلي المستوي الاجتماعي والمادي لدي عائلته لا يقل حالا عنها كم تحلم أن تخرج من بوتقة تلك الحارة المتعفنة إلي حي آخر أكثر رقي كما تري في التلفاز أحلام وردية وسط ظلام حالك يتخلله بصيص أمل تتشبث به لعل تتحقق أحلامها
هاتفضلي واقفة عندك في الشمس كدة لحد ما تتحرقي
كان صوته البغيض يأتي من داخل المتجر وهذا سبب آخر في انتظارها بالخارج
و رمقته بابتسامة كراهية
و أنت مالك خليك في حالك أحسنلك
شعر بالحرج وبداخله يكن لها وعيد عزم علي تنفيذه منذ البارحة
براحتك خليكي عندك
فتابع بهمس
ما بقاش المعلم رجب لو ما كسرتش عينك ونفسك وأخلي سيرتك علي كل لسان يا غرام
رفع هاتفه وقام بأجراء مكالمة انتبهت إنه يتحدث في الهاتف ثم اقترب منها
أهي واقفة يا رشا مش عايزة تدخل
خدي رشا عايزة تكلمك
أخذت الهاتف علي مضض وترمقه بازدراء
ألو يا مدام رشا
بصي يا غرام شكلي هتأخر وحرام تستنيني كل ده خلي رجب يديكي مفتاح المخزن فوق وخدي البضاعة اللي في أول كيس علي يمينك أول ما تدخلي
خلاص يا مدام مش مشكلة النهاردة هابقي أعدي علي حضرتك بكرة إن شاء الله
أنا بكرة مسافرة البلد مش هابقي موجودة و رجب هو اللي هايفتح و أنا عارفة إنك مش بتحبي تتعاملي معاه و معرفش هاغيب قد إيه عشان كدة بقولك خدي البضاعة اللي في الكيس كلها هتكفيكي 5 أيام لحد ما أرجع
حاضر يا مدام رشا هاخد الحاجة ولما أبيعها هاعدي علي المعلم رجب أديهاله
لاء خليها معاكي أحسن
حاضر ترجعي بالسلامة
أعطت الهاتف إلي رجب والذي أعطاها المفتاح كم أخبرته شقيقته بحسن نية
تركته غرام منشغلا في التحدث مع شقيقته و ولجت سريعا ثم صعدت علي الدرج و قامت بفتح باب
المخزن و هو عبارة عن شقة شاغرة من الأثاث تتخذها رشا مخزن
وجدت الكيس الذي أخبرتها به كان حمله ثقيلا فقامت بدفعه جرا علي الأرض وتتجه نحو باب المخزن بظهرها حتي اصطدمت بجسد كالحائط تركت الكيس علي الفور فزعا و ألتفت إليه
أنت
طالع هنا ليه
أغلق الباب بقدمه وبدأ بفك أزرار قميصه و عينيه تنضح بما سيقبل عليه
هاكون طالع هنا ليه
تتراجع وتخرج من حقيبتها مبرد الأظافر دون أن تلفت النظر إليه
أنا بحذرك يا رجب أبعد عني أحسن لك
أنا قفلت باب المحل بالقفل و المخزن مالهوش باب غير اللي ډخلتي منه يعني برضو علي المحل المقفول بابه مش هاتعرفي تهربي و مهما صړختي محدش هايسمعك
خلع قميصه و ألقي به علي الأرض ثم وثب نحوها فكاد يمسك بها لكنها كانت أسرع منه وقامت بتسديد إليه طعڼة بهذا السلاح الضعيف وبالفعل أصابه لكن لم يؤذيه بل انكسر ووقع علي الأرض شهقت پخوف فهي الآن أشعلت جذوة الڠضب لدي هذا الذئب الماثل أمامها ظلت تجول ببصرها من حولها لعلها تجد شيئا تدافع به عن نفسها فلم تجد خطوة أخيرة إلي الوراء شعرت بأن أسفل قدميها شيئا
هتروحي مني فين أنا قتيلك النهاردة
مد يديه لكي يجذبها إليه و في لمح البصر انحنت إلي أسفل حتي لا يقيدها و اختطفت هذا الشيء من أسفل قدميها فكانت عصا معدنية في مقدمتها خطاف صغير تستخدم في تعليق الثياب علي المشجب المرتفع في حائط العرض
مش عايز تبقي قتيلي خد يا روح أختك
عبارة ساخرة تزامنا مع ضړبة من العصا المعدنية علي رأسه من الخلف جعلته يترنح ويفقد الرؤية مع فقدان الوعي
بصقت عليه وقامت بفتح الباب والركض إلي أسفل تمكنت بفتح باب المتجر بصعوبة أطلقت ساقها للريح حتي وجدت نفسها داخل المنزل لا تعلم كيف ومتي وصلت ارتمت علي مضجعها ترتجف خوفا كلما تتذكر ما كان سيحدث معها أخذت تتلو بعض الآيات و الأذكار ليطمئن قلبها إلي أن غالبها النوم
قد انتهت من التسوق للتو وفضلت السير علي الأقدام لترى نظرات الإعجاب و الصفير من كل إطارات نزل منها ونظرة التعلق التي باتت لديه منذ شهور تنضح من عينيه
عنك يا سماح
تسلم يا عاطف
تركته يأخذ من الأكياس وقام بوضعهم داخل المركبة عاد إلي كرسي المقود و أنطلق بها توقف بالقرب من الحارة سألته والقلق يساور قلبها
وقفت هنا ليه
ممكن تديني من وقتك خمس دقايق
أطلقت زفرة يتبعها تعليقا
و الله كنت حاسة أخرة الجدعنة دي مصلحة خير يا عاطف
استدار ليستطيع أن يتحدث معها وجها إلي وجه
أنا عمري ما كنت بعمل حاجة عشان مصلحة اللي عايزك فيه حاجة بعيد عن أي مصالح
زفرت بضيق ونفاذ صبر
إنجز عندي غدا لسه هاعمله قبل ما أبويا يجي و يطين عيشتي
حاضر مش هأخرك الموضوع و ما فيه أنا
تردد في أن يلقي عليها هكذا دون مقدمات
بصراحة أنا بحبك من فترة كبيرة و عايز أجي أطلب إيدك من عم مليجي أو من عماد أخوكي
رأى علي وجهها تعبيرا لم يكن يتوقعه بتاتا قد وجد سخرية بل و ضحكة هازئه للغاية
هو أنا قولت إيه يضحكك أوي كدة
توقفت عن الضحك بصعوبة فتحولت إلي شخصية أخرى لم تجل في خاطره يوما
اسمعني يا عاطف و ركز في كلامي أوي أنا أبويا راجل علي قد حاله بيشتغل في فرن عيش الصبح و بعد الضهر سباك علي ما تفرج يعني الحمدلله و بلا فخر الفقر راكبنا من ساسنا لراسنا يعني يوم ما أطلع من بيت أبويا أروح
لحد يخليني أتنفس هوا نضيف في حتة نضيفة مش أفتح البلكونة ألاقي فرشة أمك ومرصوص عليها الفجل والجرجير و لا