السبت 23 نوفمبر 2024

روايه مريم

انت في الصفحة 7 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


بيضحك عليكي يا هبلة هو إتجنن يوظف سكرتيرة مش مدربة و معهاش شهادة خبرة كان بيقولك كده و خلاص .. إكتفي بإنه ساعدك بالمبلغ إللي خدتيه منه قال يحسن عليكي يعني عمره ما كان هيعمل أكتر من كده طبعا .. فوووقي ! 
عادت سمر لأرض الواقع عندما دق جرس هاتفهها إنتفضت في مكانها غير مصدقة و بيد مرتعشة إلتقطت الهاتف من فوق الطاولة أمامها

لكنها أصيبت بخيبة أمل كالعادة إذ كان المتصل ليس سوا شقيقها ..
ألو يا فادي ! .. أجابت بلهجة فاترة متعبة ليأتيها صوت فادي من وسط ضجيج زحام و عدة أصوات متداخلة 
أيووه يا سمر ! هاا طمنيني .. الناس بتوع الشركة دول كلموكي 
سمر و هي تحاول سماعه بوضوح 
الناس بتوع الشركة .. لأ لسا محدش كلمني إيه يا فادي الدوشة دي إنت فين يابني 
أجابها بصعوبة 
أنا دلوقتي داخل أستلم الكتب.
داخل تستلم الكتب و هي الكتب عليها الإقبال شديد أوي كده !
فادي متهكما 
إقبال إقبال إيه يا حبيبتي ده في عركة هنا .. ثم قال بجدية 
المهم قوليلي لسا محدش كلمك يعني 
سمر بحزن 
قولتلك لسا !
خلاص يا بنتي ماتزعليش أصلا الحمدلله كويس إنهم ماتصالوش أنا ماكنتش مرتاح للموضوع ده بكره أنا هدور علي شغل و مش هنحتاج لحد إن شاء الله.
إن شاء الله.
ملوكة عاملة إيه 
كويسة أهيه نايمة في أوضتي.
طيب مش عايزين حاجة أجيبها و أنا راجع !
لأ يا حبيبي ترجع بالسلامة .. و تبادلا السلام ثم أغلقا معا ..
تنهدت سمر تنهيدة مطولة مثقلة بالحزن و العجز اللذين تشعر بهما منذ وقت طويل و أخذت تفكر في سبيل جديد تسعي إليه لسداد إحتياجات كلا من ملك و فادي
حيث أنهما أغلي ما تملك في الحياة و من أجلهما هي علي أتم الإستعداد بأن تلقي بنفسها في ڼار السعير لم تعد تفكر في حالها كما في السابق قبل أن يتوفا والديها
لقد زهدت حياتها و أوهبتها كلها لرعاية شقيقيها لم تعد تفكر في الإرتباط أو الزواج ببساطة لأن إمكانياتها محدودة إن لم تكن معډومة !
لتوفر المال لأخيها و أختها .. هما بحاجة إليه أكثر منها لتضحي لأجل سعادتهما حتما ستحصد نتائج مرضية بالنهاية و لن ټندم ..
هذا كان تفكيرها في البادئ و ما رتبت عليه مخططاتها المستقبلية أيضا ملك و فادي أولا ثم نفسها و لكن حتي نفسها تأخذ منها بحدود معينة و لا تجور يوما علي حقوق أخويها ..
صدح فجأة صړاخ ملك مدويا بالأجواء فقامت سمر و هرعت إليها بسرعة
كانت الطفلة تبكي بصړاخ مټألم و هي تتلوي في سريرها الصغير بينما إنحنت سمر فوقها لتري ما بها
مسحت علي شعرها القصير الأملس في لطف و تمتمت بعذوبة 
إيه يا لوكا .. مالك يا حبيبتي بټعيطي جامد كده ليه .. إنتي جعانة ها ! أحضرلك أكلك 
أزادت ملك من وتيرة بكائها لتعبس سمر بضيق و هي تمسح لها دموعها ثم تحملها بين ذراعيها
راحت تهدئها و تؤرجحها و هي تقبل وجنتها الحمراء المكتنرة بخفة .. فإنتبهت پذعر لدرجة حرارتها المرتفعة عندما لامست بشرتها الملتهبة بشفتيها ..
أمسكتها بإحكام و هي تضعها بين صدرها و ذراعها الملتف حولها ثم رفعت ذراعها الأخر و تحسست وجهها الصغير بكفها ..
يا خبر ! .. همست سمر في هلع و تابعت 
حرارتك عليت كده إزاي و ليه فيكي إيه بس يا ملك كل شوية بتتعبي !
و عادت بها إلي الصالة حيث تركت هاتفهها هناك أجرت الإتصال بفادي مرة إثنان ثلاث .. لكنه لم يرد ..
فلم تجد أمامها حلا أخر إرتدت ملابسها بسرعة و أخذت شقيقتها و نزلت من البيت متجهة إلي المشفي ..
يعني إيه عنده حصانة و محدش يقدر يقرب منه .. قالها عثمان بعصبية و هو يجادل الشرطي الواقف أمامه
ليرد الأخير بهدوء 
عثمان بيه إنت سيد العارفين .. رشاد الحداد عضو مجلس شعب و عليه حماية مش من السهل يتوجهله إتهامات.
عثمان و هو يصيح پغضب شديد 
يعني إيه بقولك هو السبب في الحاډثة هو إللي بعت كلابه يفكولي فرامل عربيتي و لو كنت ركبتها قبل صالح كان زماني مكانه دلوقتي !
حضرتك عندك دليل علي كلامك ده 
عثمان بإنفعال 
واحد عضو مجلس شعب زي ما بتقول بيني و بينه عداوة عشان فضحته هو و بنته و طلقتها ليلة الډخلة في أدلة أكتر من كده في أسباب أقوي من دي تخليه عايز ېقتلني 
آتي يحيى الذي كان يتحدث في هاتفهه بعيدا تدخل مهدئا إبنه و هو يقول 
خلاص يا عثمان إهدا هنشوف حل .. ثم توجه إلي الشرطي بصوته الخشن 
طب إحنا دلوقتي مابنتهمش حد غيره يا حضرة الظابط إيه العمل بقي هتقفلوا القضية عشان عنده حصانة و عليه حماية 
هز الشرطي كتفيه قائلا في حيرة 
في الحالة دي الموضوع أكبر مني أنا .. الباشا رئيس النيابة ممكن يتدخل و يطلع أمر رسمي بإحضاره للإستجواب لكن أنا أو بقية زمايلي محدش فينا يقدر يهوب ناحيته.
يحيى بإقتضاب 
طيب .. شكرا يا حضرة الظابط أقفل المحضر بتاعك بقي علي كده و أنا بنفسي هطلع بكره علي النيابة.
و بعد ذهاب الشرطي وقف يحيى أمام عثمان الثائر الملامح و قال له 
عمك عرف !
عثمان هو يسأله بإهتمام 
و قالك إيه 
حجز علي أول طيارة طبعا و زمانه جاي هو و هالة .. كان بيكلمني و هو حالته صعبة أوي و قالي ننقل صالح لمستشفي خصوصي.
عثمان بتأفف 
مش لما يفوق الأول ! هننقله دلوقتي إزاي هو أي كلام و خلاص !
يابني مش أي كلام و لا حاجة هو أب و خاېف علي إبنه.
رمقه عثمان بنظرة عابثة ثم تجاوزه و مضي بطريقه ..
رايح فين .. صاح يحيىمتسائلا ليجيبه بجمود دون أن يلتفت 
رايح أشم شوية هوا لو حصل حاجة إبقي كلمني.
أخذ عثمان المصعد و هبط إلي الطابق الأول مر علي قسم الطوارئ و كاد يخرج
لكن صوت شخص ما إستوقفه ..
يعني إيه ماعندكوش مكان ليها أنا داخلة مستشفي حكومية مش خاصة ! بقولك أختي حرارتها عالية لو فضلت كده ھتموت.
الصوت ده أنا عارفه ! .. قالها عثمان لنفسه ثم إلتفت ليتأكد مش شكوكه ..
حملق فيها بدهشة و في هذه الطفلة الباكية التي إحتضنتها بقوة و راقب كيف هددت عاملة الإستقبال بنفس الحدة التي إستعملتها معه من قبل 
إنتي لو مادخلتنيش أنا و هي دلوقتي حالا أنا هوديكي في ستين داهية و مش إنتي لوحدك إنتي و كل المسؤولين عن الهبابة دي.
أنسة سمر !
و الله كتبتها بمعجزة عشان بس ماتزعلوش 
يلا 
Have a nice time 

_ الوجه الأخر للثعبان ! _
إلتفتت سمر وراءها بوجه عاصف لتري الشخص الذي نادي بإسمها
لتتسمر بمكانها فجأة و تتبدل ملامحها الثائرة إلي أخري ذاهلة ..
أس أستاذ ع عثمان ! .. قالتها بشيء من الإضطراب و قد أربكها ظهوره المفاجئ أمامها ثم أردفت بإستغراب 
حضرتك إيه إللي جابك هنا 
عثمان و هو يجيبها بإسلوبه اللبق الذي نادرا ما يستخدمه في تعاملاته مع الآخرين 
إبن عمي عامل حاډثة و كل العيلة هنا .. إنتي بقي إيه إللي جابك هنا !
إنتبهت سمر إثر سؤاله للسبب الرئيسي الذي جاءت من أجله إلي هنا فشددت ذراعيها الملتفين حول شقيقتها و أجابته 
أختي حرارتها عليت فجأة ماعرفش ليه ! فخدتها و جريت بيها علي هنا .. ثم أطرقت رأسها في تخاذل و أكملت 
بس بيقولولي مالهاش مكان !
عثمان عاقدا حاجبيه في إستنكار 
مين إللي قالولك 
الأنسة دي .. و أشارت له برأسها نحو موظفة الإستقبال
ليتجاوزها عثمان و يتوجه إلي الموظفة بصوته الغليظ 
لو سمحتي يا أنسة معانا طفلة هنا حرارتها عالية محتاجين دكتور يا ريت تطلبيلنا حد دلوقتي حالا.
الموظفة بهدوء مستفز 
أسفة يافندم الأماكن هنا كلها مشغولة و الدكاترة كمان مشغولين.
عثمان و هو يتبجح برعونة مستهجنة 
يعني إيه حضرتك بقولك البنت حرارتها عالية و إنتي ملزومة تدخلينا و تستدعيلنا دكتور يشوفها كمان.
الموظفة ببرود 
و الله أنا ليا في إللي في شايفاه قدامي مافيش أماكن فاضية و مافيش دكاترة متوفرين حاليا أديك حضرتك شايف قسم الطوارئ و المستشفي كلها زاحمة إزاي !
إرتعشت شفتيه المزمومتين من الڠضب ليستدير في اللحظة التالية نحو سمر قائلا بإقتضاب آمر 
إتفضلي معايا يا أنسة سمر هنروح مستشفي تانية .. ثم عاد ينظر إلي الموظفة ثانية و قال بحدة شديدة 
إحنا ماشيين يا أنسة بس أوعدك الموقف ده مش هيعدي علي خير أبدا و بالذات عليكي إنتي.
و غادر عثمان المشفي كلها بخطواته المتغطرسة مصطحبا في إثره سمر و أختها الصغيرة ..
بينما أتت موظفة الإستقبال الثانية و سألت زميلتها 
في إيه يا بنتي كنتي بتتخانقي مع مين 
الموظفة الأولي بعدم إهتمام 
ماكنتش بتخانق و لا حاجة .. أهو ناس زي إللي بنشوفهم كل يوم سايبين العيادات و مستخسرين ڤزيتة الدكتور و جايينلنا إحنا هنا يقرفونا عشان مستشفي زفت حكومية.
الموظقة الثانية و هي تشهق پصدمة 
ناس زي إللي بنشوفهم كل يوم إيه يا مچنونة إللي إنتي وقفتي تقاوحي فيه ده عثمان البحيري إبن يحيى بيه البحيري الشاب إللي عمل الحاډثة و جالنا إمبارح يبقي واحد من عيلتهم.
الموظفة الأولي بإستخفاف 
مين الناس دول يعني صحاب المستشفي مثلا !
الموظفة الثانية بإستنكار 
ماتعرفيش عيلة البحيري و بتتريقي كمان دول يشتروكي و يشتروا المستشفي باللي فيها محدش في إسكندرية مايعرفهمش و إللي برا إسكندرية كمان ناس كبار و إيديهم طايلة و أقدم عيلة هنا.
هزت الأخيرة كتفاها بلا إكتراث قائلة 
كبار و إيديهم طايلة علي نفسهم .. و علي كل حال الدنيا مش سايبة.
إدعي ربنا بس مايحطكيش في دماغه و ينسي إللي حصل عثمان البحيري ده مش سهل أبدا أكتر واحد شړاني في عيلته و محدش بيهمه لسا مطلق مراته بنت رشاد الحداد نايب الأنفوشي يوم فرحهم و ماهمتوش الفضايح.
شړاني علي نفسه بردو و يلا بقي علي شغلك و سيبيني أشوف شغلي أنا كمان .. قالت الفتاة في لامبالاة إلا أنها لم تنكر القلق الذي أخذ يتسرب بأعماقها ..
ربنا يستر .. تمتمت لنفسها ثم عادت إلي العمل مجددا ..
في مطار القاهرة ... تصل الرحلة القادمة من مطار باريس و تهبط الطائرة تدريجيا علي الأراضي المصرية الموقرة ..
تنفتح البوابة لينزل منها رفعت البحيري و معه إبنته هالة التي
 

انت في الصفحة 7 من 57 صفحات