أصقلها شيطان بقلم سماح سماحه
تمالك نفسه وأرجع هاتفها لمكانه وأرجع كل شيء كما كان حتى لا ترتاب وتأخذ حذرها ثم رجع لغرفة مكتبه وظل بها بعض الوقت يفكر بتأني حتى وجد ميسرة وزوجها يدخلان عليه وهى تصارخ وتستنجد به وفي يدها حجاب سدرة مدرج بدمائها
الحقني يا هارون يا أبني في كام واحد جم البيت وجابوا طرحة سدرة وبيقولوا دا جزء من اللي هيعملوه فيها لو مسلمتوش الورق اللي يخص واحد أسمه زاهر المهدي.
أرجوك يا هارون بيه دي بنتي الوحيدة لو جرالها حاجة ھموت وراها.
أقترب حسان من زوجته يساندها حتى لا تقع بسبب أرتجافها خوفا ونظر لهارون يرجو عطفه.
أرجوك يا هارون بيه لو في إيدك حاجة متتأخرش عنها انا عارف أن سدرة غلطت في حقك بس انا عارف أن ضميرك مش هيسمحلك تسبها ټموت أو ټتأذي بسببك صح.
الجزء الأول من الجزء الثاني
أأأأأ..... أررجوك يا هارون بيه أنقذ بنتي دي الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا دي اللي فاضلة ليا من ريحة أهلي وأختي الوحيدة انا عارفة أنها غلطت في حقك وجرحتك بس والله هى تابت لربنا وندمت على اللي عملته معاك دي كانت بتعمل كل اللي في جهدها عشان تسامحها وترجع تحبها زي الأول والله يا هارون بيه سدرة حبيتك أكتر ما حبت نفسها دي.......
أبتسمت له ميسرة من بين عبراتها وهى تومئ له وكلها أمل في وجه الله أن ينجي سدرة ويجعل هارون سببا في أرجاعها لهم سليمة معافاة مرة أخرى.
انا سمعت حضرتك وأنت بتحكي لهارون بيه عن خطڤ مدام سدرة مټخافيش يا طنط أن شاء الله هترجع ليكم بألف سلامة.
أومأت لها ميسرة وعينها تلمع بعبرات مخټنقة.
حاضر يا طنط هدعلها وأن شاءالله ترجع بالسلامة.
أن شاء الله مدام سدرة ترجع بالسلامة يا هارون بيه ولو في إيدي أي حاجة اساعد بيها انا مش هتأخر عن حضرتك.
ود هارون لو لكمها على فمها الحقېر هذا كي يخرسها فصوتها يثير أشمئزازه لكنه أبطن ذلك الشعور داخله حتى لا ترتاب خيفة منه وتفر من بين يديه قبل أن تنال عقابها وهز رأسه لها بكلمات مقتضبة.
ثم نظر لميسرة وحسان وأمسك بأكواب العصير يعطيها لهما.
أتفضلي يا طنط أتفضل يا عم حسان.
ولا يهمك يا طنط فداك اي حاجة متزعليش نفسك.
أبتسمت ميسرة بمرارة وزفرت عدة مرات قبل أن تنظر له.
ربنا يجبر بخاطرك يا أبني ولا يملك منك عدو.
أغمض هارون عينيه يأمن على دعائها له والي منحه راحة تغمر نفسه.
يارب اللهم آمين.
تنحنح حسان برفق ليلفت أنتباههما له.
أومئ هارون برفق ورفع يديه يمسح على وجهه ثم نظر له بعتب.
اولا يا عمي متقولش هارون بيه دي تاني انا هارون بس حضرتك في مقام والدي ماشي ثانيا انا لسه مش عارف هعمل أيه بس انا هستنى مكالمة من الحقېر دا يحدد فيها معاد نتقابل فيه وهكون مجهز ليه الورق اللي طلبه وأروح له وأبدل سدرة بيه.
نظرت له ميسرة تستفهم منه.
أومئ هارون بنفاذ صبر.
أه مهم بس مش هيكون
أهم من حياة سدرة انا لو أعرف أنه هيعمل كدا مكنتش دخلت معاه في حرب من الأول.
لم يكن من السهل على هارون قول ذلك مهما بلغت قوة عدوه لأنه لا يهاب غير خالقه لكنه مجبر على قوله لأنه يعلم أن تلك الحية تقف على باب مكتبه تستمع لكل حرف يلتفظ به وقد أرد أن توصل ما سيقوله لزاهر حتى يوقعه في فخه ثم يأتي
به لوكره وملاعبته وجها لوجه نهض من مكانه متجها لمكتبه ورفع سماعة هاتفه الأرضي يستدعي إحد حرسه.
مجدي تعال ليا حالا.
ثم وضعها فوق الهاتف وخطى ناحية ميسرة وحسان بوجهه مبهم خالي من التعابير.
انا مش عايزكم تقلقوا أن شاء الله سدرة هترجع وقريب قوي كمان مجدي اللي كلمته من شوية دا اكتر حارس شخصي عندي بثق فيه هو هياخدكم دلوقتي للقصر عندي تقعدوا هناك مع خالتي لغاية ما سدرة ترجع.
أشار حسان معترضا بيديه.
لا لا كتر خيرك يا هارون يا أبني احنا هنروح على بيتنا وهنكون معاك على التليفون تبلغنا بالجديد أول بأول.
هز هارون رأسه برفض وأصر عليهما بالذهاب لبيته.
مش هينفع يا عم حسان لأن أنتم كمان في خطړ ولازم حمايتكم على الأقل لغاية ما سدرة ترجع.
أصر حسان ومعه زوجته على موقفهما وصاحت ميسرة تطمئنه.
متخافش علينا يا هارون أحنا ولا علينا خطړ ولا حاجة وحتى لو فيه هنعرف نحمي نفسنا أن شاء الله ومتشغلش بالك غير برجوع سدرة بس.
حاول هارون معهما مرارا لكنهما في كل مرة يصران أكثر من سابقتها وعندما يأس أرسل حارسه الشخصي معهما كي يوصلهما بأحدى سيارته لمنزلهما وكلفه بجلب حارسان أخران ووضعهم على منزلهما حتى يكونا في أمان أذ حاول زاهر التعرض لهما ثم جلس يمسك هاتفه وفتحه على معرض الصور وراح يتفقد صور سدرة عليه لم يجد غير أثنتان واحدة ألتقطت لها في حفلهما الأخير سويا
ألو....
جاء صوت ذلك البغيض غليظا ملتحفا بالقسۏة.
اسمعني كويس يا أبن البنا مراتك مقابل الورق ولو عملت زي المكالمة الأولى صدقني ھڨتلها المرة دي ومش هيفرق معايا حاجة انا كدا كدا لو أتقبض عليا داخل السچن مش أقل من عشرين سنة مفيهاش حاجة لو بقوا أربعين ولا حتى أعدام المهم عندي يا أطلع منها زي الشعرة من العجينة يا أحرق قلبك على حبيبة القلب قولت ايه.
زفر هارون بقوة متمالكا غضبه.
هدر زاهر بصوت مرتفع.
مفيش ضمان تسلم الورق تستلم مراتك دا اللي عندي.
هز هارون رأسه وخرج صوته غير مباليا.
براحتك انا قولت اللي عندي اشوف مراتي عايشة اولا اتفق معاك على تسليم الورق مشوفتهاش ملكش
كلام معايا.
جز زاهر على أسنانه پغضب وقام بغلق المكالمة دون أن يضيف حرف واحدا أغمض هارون عينيه وهو يمني نفسه أن يراها حية حتى لا يعيش الباقي من عمره في ندم وحصره
على ضياعها منه وبسبب عداء لا ذنب لها فيه في ذلك الوقت دخل عليه حمدي وعلى وجهه تبدو الصدمة متجليه ويشير بيده ناحية باب الغرفة يسأله.
صحيح الكلام اللي قالته منار دا يا هارون.
أومئ هارون بصمت وهو يزفر أنفاسه المثقلة دفعة واحدة.
أتسعت عين حمدي پذعر.
دا أكيد أتجنن أزاي يعمل كدا وبعدين سدرة ذنبها أيه ولا هى مالها باللي بينك وبينه.
رفع هارون كفيه ثم انزلهما فلا علم لديه.
انا معرفش روح اسأله هو السؤال ده.
ضيق حمدي عينيه مستفسرا.
هارون أنت أكيد مش هتسيبه يأذي سدرة صح.
رفع هارون حاجبه الأيسر وقال ساخرا.
أنت شايف ايه يا حمدي.
أقترب حمدي منه ونطق بتردد وحزن.
سدرة ملهاش ذنب يا هارون ومهما كان الخلاف بينك وبينها في الأخر هى كانت مراتك ومتخليش اللي حصل منها قبل كدا يمنعك من أنك تساعدها وتسيب الحقېر دا ېقتلها.
ثم أكمل وعيناه تلمع بعبرات متحجرة.
أنت عمرك ما تخليت عن حد محتاج لك مهما كان بينك وبينه وهى في أشد الأحتياج ليك ياريت كنت أقدر أنقذها لوحدي مكنتش اتأخرت عنها لحظة.
أتمنى أن الأحساس اللي وصلي من ورا كلامك ميكونش صح يا حمدي.
زفر حمدي بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه يضع سبابته وابهامه على عينيه يغلقهما بهما ويمسح ما فيهما من عبرات ثم رجع ينظر له وهو يسحب شهيقا بجانب واحد من أنفه.
متخافش يا هارون مش انا اللي أخون أخويا أحساسي ناحية سدرة أحساس أخوة مش أكتر أنت أخويا وهى مرات أخويا أو كانت يعني عمري ما هفكر فيها وانا عمري ما كنت قليل الأصل يا أبن خالتي.
رفع هارون يده وأمسك كتف حمدي بقوة ونطق بنبرة غليظة.
كانت ومازالت انا رديت سدرة لعصمتي يا حمدي ودلوقتي جه دور سؤالي انا ليك.
نظر حمدي له بأعين مليئة بالألم على حب ملئ قلبه دون أن يشعر لكنه مضطرا لوئده ومحاربته حتى لا يصبح وصمة عار تلطخ جبينه طيلة عمره.
قول يا هارون عايز أيه.
نظر هارون لعينيه نظرات ممېتة.
هتساعدني أرجع سدرة من إيدين الحقېر ده ولا هتتخلى عني.
هز حمدي رأسه بنفي.
أومئ هارون برضا وترك كتفه ووقف في مقابلته.
دا اللي كنت منتظره منك.
قسما بالله يا زاهر ال لو مراتي جرالها حاجة لكون مندمك على اليوم اللي أتولدت فيه وجيت للدنيا انا وعدتك أسلمك الورق لو شفتها حية وانا عند وعدي.
ثم سحب شهيقا طويلا وزفر سريعا.
حدد المكان والزمان تسلمني مراتي أسلمك الورق وفي اسرع وقت فاهم.
تعالت ضحكات زاهر الظافرة ثم صمت ونظر له بنظرات شيطانية ورفع سبابته أمام عينيه يلفها بحركات دائرية.
أنت دلوقتي داخل دايرتي انا والكنترول في إيدي يعني متدنيش أوامر في الفاضي يا أبن البنا أحنا في لعبة ووضع قوانينها في إيد الأقوى ومين الأقوى.
ثم أشار على صدره.
انا عارف
ليه لأن انا اللي معايا الجوكر اللي هيقش كله في النهاية.
ثم أغلق الهاتف وترك هارون وحمدي كليهما يقفان على صفيح ساخن بينما تكوى قلوبهما بجمر الهوى.
الجزء الثاني
والله وجه اليوم اللي أشوفك فيه مذلول يا أبن البنا كان نفسي فيه قوي اليوم ده من زمان وأخيرا شوفته.
أومئ هارون له ولم يبدي أعتراضا بل أشار له برفق.
تمام يا زاهر عملت اللي كان نفسك فيه وزيادة وأديني قدامك زي ما كنت بتتمنى ممكن بقى تكمل الأتفاق وزي ما انا وفيت بوعدي ليك وسلمتك الورق ټوفي أنت كمان بوعدك وتسلمني مراتي.
صدح صوت ضحكات زاهر مرة أخرى ورفع ذراعيه ثم أنزلهما وصاح متشفيا.
وعلى وجهه ابتسامة متشفية.
يلا بينا لموا كل حاجة هنا ومتسبوش اي دليل ورانا وخلينا نمشي بسرعة قبل البوليس ما يجي.
وأسرع نحو الخارج بعدما أخذ حقيبة الأوراق الذي أعطاه أياها
حارسه وصعد لسيارته وأمر سائقه بالأنطلاق سريعا وأنطلقت خلفه سيارتان دفع رباعي ثم إمسك بالحقيبة